الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج عتريس من فؤاده باطل

ناصر المعروف

2005 / 11 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نعم ، أمريكا ( الحالية ) تشجع الانتخابات ( الحرة النزيهة ) وإشاعة أجواء الديمقراطية والحرية بالعالم بأسره وتحديدا بهذه المنطقة التعيسة الحزينة من العالم ، فهي ( تراهن ) وبكل ثقلها وقواها بمثل هذا الرهان تماما ، وذلك جراء ما تعرضت له وبشكل مباشر من أعمال إرهابية إجرامية ذات صبغة عربية إسلامية خطيرة وجسيمة ، وهي أيضا تعمل من طرفها كمحاولة منها على تجفيف منابع الإرهاب والحدّ من مصادر قوته وشيوعه بالعالم بأسره ، أو على أقل تقدير( التخفيف منه ) والعمل كذلك على سحب البساط ( ولو قليلا ) من أقدام أصحاب هذا النهج ( الدموي العنيف ) والذين يبررون أفعالهم الشيطانية الإرهابية بتبريرات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، ومنها تبرير غياب تلك الديمقراطية الحقيقة والحريات الأصلية بأقطارهم العربية منها والإسلامية !!

ولكن السؤال المطروح : -

عن أيّة ديمقراطية أو حرية تطالب الإدارة الأمريكية الحالية بإيجادها وشيوعها بهذه المنطقة تحديدا !؟

هل هي ديمقراطية و حرية ( الأمر الواقع !! ) كما يظنها ( البعض ):-
والتي قد عبر عنها أفضل تعبير الرئيس الليبي ( معمر القذافي ) بالقمة العربية الأخيرة بالجزائر، حين قال وبالحرف الواحد
إما أن يحكم سورية هذا النظام ( ويشير بأصبعه ) للوفد السوري بقيادة بشار الأسد أو تحكمه ( القاعدة ) !!
أم هي ديمقراطية ( التحالفات المشبوه ) التي تجعل من بعض الأنظمة الجمهورية بالمنطقة كأنها أنظمة ملكية ( بالشكل ودونما المضمون ! ) وذلك بإتباع نظم الحكم الملكية ( !! ) يضاف إليها ذلك ( الميراث التاريخي العتيد والعنيد !! ) من ذلك القمع الوحشي والاستقصاء المتناهي ( العربي الإسلامي ) والمعروف والمشهود له لدى العالم بأسره ؟!

فلهذا فإنّ النموذج العراقي الآن ( بجوهره ) وأكرر ( بجوهره ) هو المطلوب أمريكيا ودوليا ، والتي تسعى إليه جاهدة لتثبيته ، وعملية إنجاحه ( بل والعمل على شيوعه بالمنطقة العربية الإسلامية ) مهما كانت تلك التضحيات المقدمة له !! ومهما كانت التداعيات المترتبة عليه !!

لأنّه يعدّ هو النموذج ( المثالي ) قياسا على الحالة العربية الإسلامية الحالية والتي قد وصل بها الانحطاط التاريخي إلى أدنى مستوياتها !! وذلك للإيصال كلمة الجماهير إلى الحكام الذين يحكمونهم ، ويقررون مصائرهم الحاضرة منها أو المستقبلية ، حتى لو تطلب عملية ( الإيصال ) هذه أن تتم عبر استخدام ( الدبابة الأمريكية ) !!

وكل الذي قد تم سياقه فيما سبق كان المراد منه هو الوصول لمعرفة تفاصيل عنوان المقالة والقائل-: { زواج عتريس من فؤاده باطل } !!

فالزواج المصري ( الرسمي ) الحالي ، و بذلك بالتحالف المشبوه مع القوى المتأسلمة ( كالإخوان ! ) المسلمين ، وذلك لهدف تمهيد الطريق بهذه الصفقة المشبوهة للرئيس المرتقب نجل الرئيس المصري ( جمال ) تحت أي ظرف كان ( !! ) أو بغرض توصيل رسالة محددة لجهة بعينها تحت مبدأ أحلاهما مرّ، كمبدأ ورسالة العقيد ( القذافي ) والقائل :( أما أن نحكم نحن وإما طوفان القاعدة ! )
أو حتى الجمع مابين ( الطيبين !! ) معا ، لهو في حقيقته ( باطل ) جملة وتفصيلا، ويأتي ويتساوى معه في عملية البطلان هذه ، ذلك الخطاب السوري الرسمي للرئيس السوري ( الأخير ) والذي لا يمكن وصفه بأي حال من الأحوال إلا بالخطاب ( الصدامي !! ) والذي جاء متزامنا كذلك مع هذا الزواج المصري المشبوه ( !! ) وما هما في حقيقة أمرهما ، إلا بمثابة تلك الصرخات التي تنتاب المرء قبل ذلك النزاع الأخير ، جراء رياح التغير القادمة لهما لا محالة ، لتنقلب بعدها تلك التحالفات المشبوه ( على حساب تداول السلمي السلطة) ومعادلة العقيد ( القذافي ) الجائرة ومن يتبنها ويعمل على ضوئها ، رأسا على عقب ، ولتكون المعادلة الأمريكية الجديدة والثائرة والناجحة حتى الآن على النحو التالي :-
إما أن يسعى حكام المنطقة ( ومن تلقاء أنفسهم !! ) بإيجاد ديمقراطية حقيقة للشعوب العربية الإسلامية ( كالنموذج العراقي على أقل تقدير) ، وأما هي رياح أمريكية وعالمية شديدة وعاتية !! تقتلع هؤلاء الحكام من رفاهية القصور إلى نهاية تلك الحفر الحقيرة والوضيعة ليس إلا !!
حتى ولو أحدثت على ضوئها ( فوضى ) أكانت عارمة أم بسيطة ، تحتاجها بالفعل عملية الإقلاع لتلك الجذور ( الضاربة بالقدم ) والتي انتهت صلاحيتها منذ أمد بعيد وسحيق ، ولم يعد لهم محلا من الإعراب بالظرف والزمان الراهنين الحاليين !!
ونكرر للحكومة ( المصرية ) وغيرها من سار بهذا النهج وبهذه ( السياسة الغير حكيمة ) التي أكل عليها الزمن وشرب حدّ الثمالة ، و بالمختصر المفيد التالي :-

ألعبوا غيرها تماما أيها ( السادة ) فزواج عتريس من فؤاده والله باطل ، إن لم يكن عند غالبية الجمع العربي الإسلامي المتخلف الرجعي الحالي ، فهو بالتأكيد ( باطل ) حسب وجهة ونظر( المحررين الأمريكان ) والذين يشنون الآن حربا ضروسا لكل مخالفي رياح التغير المطلوبة والهامة والعاجلة والعادلة على أقل تقدير ،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيك سوليفان: -قرار تجميد شحنة الأسلحة، لا يعني أننا سنتخلى ع


.. اتساع رقعة العمليات العسكرية في غزة رغم الدعوات الدولية لوقف




.. معارك ضارية في الفاشر والجيش يشن قصفا جويا على مواقع في الخر


.. -منذ شهور وأنا أبحث عن أخي-.. وسيم سالم من غزة يروي قصة بحثه




.. بلينكن: إذا قررت إسرائيل الذهاب لعملية واسعة في رفح فلن نكون