الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-هل المرأة انسان؟- أوا تشكون...؟ !!!

فوزية بن عبد الله

2016 / 3 / 4
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي


أثار انتباهي الجدل الحاصل حول عنوان الدورة التي اعلنتها اكاديمية سعودية للاستشارات والتدريب والذي كانت تحت عنوان " هل المرأة انسان؟"، والهجوم الشرس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذي تعرضت له الاكاديمية والمدرب الذي من المفروض ان يقدم الدورة، مما جعل الاكاديمية تتراجع عن تقديم الدورة ورغم العنوان المستفز لكل امرأة ولكل رجل يعي أن المرأة انسان ببديهته و فطرته الاولى، غير أننا لو حولنا العنوان الى سؤال آخر وهو " هل تعامل المرأة كانسان في مجتمعاتنا العربية؟"، وحاولنا الاجابة على هذا السؤال يتراءى لنا أن معاملة المرأة في بعض مجتمعاتنا العربية، في القرى، وفي الأرياف وحتى في المدن، تعلن عن تشكيك غير صريح في انسانيتها، فلازال ثمت رجال لا يعون أن المرأة انسان، وقد يخطر ببالهم عنوان الدورة " هل المرأة انسان؟".
ان المرأة لازالت حتى في وقتنا هذا ورغم تزايد المد المنادي بتحرير المرأة و المناداة بالمساواة مع الرجل، لازالت تحرم من الارث، ومن ممارسة حريتها في اختيار نمط حياتها، لازالت تحت وصاية الرجل أي كان صلة قرابته بها زوجها، أخوها، أبوها، أو ابنها، وتعامل أقل شأننا من الرجل، لازالت تتعرض الى العنف الاسري والعنف الاجتماعي، لازالت مهمتها الاولى في اذهان الرجال هي " اعداد فراش الزوجية"، وانها خلقت من أجل أن تعبد الرجل، مازالت فكرة ان المرأة خلقت لكي تعطي، والرجل ينعم بعطاءها كأحد حقوقه واعتبارها امتداد له، وأحد ممتلكاته التي تقوي وجوده، وتسعى لخدمته من أجل أن يحقق أهدافه، وتنجب له الاطفال كامتداد آخر لوجوده، و المشكلة هنا لا تكمن فقط في تصور الرجل حول المرأة وانسانيتها، بل تكمن كذلك فان معظم النساء يعتقدن فعلا أنهن خلقن من أجل الرجل، وأن التضحية خلقت لهن، فهن يضحين من وقتهن وصحتهن و يضحين بطموحهن وحقوقهن في سبيل راحة الرجل، وان كن متزوجات، فالأطفال كذلك يستحقون التضحية من أجلهم، وهكذا تعيش المرأة العربية في مجتمعاتنا التي تعاني من " تحظر ومدنية مزيفة" دور الضحية، التي تعيش في ظروف غير انسانية، فبحق السماء، أي انسانية تبقى لمرأة تستعبد باسم الاخلاق والتقاليد والعادات والدين؟ !!!، أي انسانية تبقى لمرأة تعتقد أنها خلقت لكي تضحي، وأن دور العبودية بالنسبة لها، أمر فطري بالطبيعة؟!!!، أي انسانية تبقى لأم تلقن ابنتها أن تطيع أبوها وأخوها وزوجها، وأن لا ترد كلامهم أبدا مهم حصل؟ !!!، أن تخدمهم بقلب خادمة مطيعة وأن لا ترد أي قرار يخص حياتها الخاصة، ان لا تطالب بميراثها، أن تحافظ على زوجها وتغفر له خياناته المتكررة، أن لا تطلب أبدا الطلاق، ان المهم أن تتزوج، لا من تتزوج، أن لا ينعتها النساء بالعنوسة، أن تحافظ على التقاليد والعادات مهم ألمها ذلك، أن لا تطالب بأن تكون انسان.
فبعد كل هذا لماذا أنتم مستائون ومتفاجئون من عنوان الدورة !!!، فثمت رجال ونساء يعتقدون أن المرأة ليست انسان، وكم نحن بحاجة لان يعلم هؤلاء انهم هم من فقدوا انسانيتهم، وأن الانسان بمجرد أن يحرم انسانا آخر مهما كان نوع جنسه ذكر أو انثى، من أن يعيش حرا، من أن يفكر، من أن يختار حياته كما يراها هو، وأن من حقه أن يخطأ ويقوم نفسه بنفسه، يفقد انسانيته ووعيه الانساني كذلك، والسؤال المطروح هن " هل مجتمعاتنا العربية تدرك معنى الانسانية؟؟؟"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د