الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقباط مصر بين الخيانة والاضطهاد

دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)

2005 / 11 / 18
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ماذا يفعلون ؟ ولمن يلجئون ؟ بعد أحداث العنف والتخريب الذي تعرضت له مدينة الإسكندرية بسبب إشاعة المسرحية التي أثارتها جريدتي الميدان والأسبوع والتي تتهم أقباط مصر إنهم يسبون الرسول والإسلام فيها وان على البابا شنودة الاعتذار وإلا...................
حينها غابت العقول وتساوى دكتور الجامعة مع بياع البطاطا لان الموضوع يمس دينهم واعتقادهم ولم نسمع حينها غير صوت التعصب والتخلف والجهل بالدين الذين يدعون أنهم يدافعون عنه . وسمعنا آراء غريبة من مثقفين وصفوة المجتمع يهاجمون الاقباط ويثورون لدينهم بدون تحكيم العقل ولكنهم تركوا نزعاتهم الدينية تتحكم فيهم وتوجهم ومن هذه الآراء التي استمعت اليها مثلا (( ماذا يريد الأقباط اكتر من كده مش كفاية إنهم عايشيين معانا وبيأكلوا وبيشربوا )) (( إن الكنائس في مصر أكثر من الجوامع هما عايزين يملوا البلد كنايس)) (( اضطهاد إيه اللي بيتكلموا عنه هما أقلية وحظهم كدة عايزين يمشوا الأغلبية على مزاجهم )) (( دول خونة ويروحوا يشتكوا لأمريكا عشان تحميهم ))(( لازم نقاطع كل التجار المسيحيين فى مصر انتقاما من الذين عملوا المسرحية)) . بالذمة دي مش مهزلة ينكرون على الأقباط ممارسة حريتهم الدينية وبناء أماكن العبادة الخاصة بهم والأغرب من ذلك أنهم يعتبرون وجود الأقباط في مصر تعطف منهم وجميل يجب على الأقباط أن يصونوه وألا يطلبوا المزيد وإلا فإنهم بذلك يكونون خونة وناكرين للمعروف .
أن من أول مبادئ الحرية هي حرية العقيدة وعدم الاضطهاد بسبب الدين أو الاعتقاد فمن حق كل إنسان أن يختار دينه أو يختار حتى كفره ولكننا مع الأسف إيماننا بالحرية إيمان ظاهري أي إننا جميعا نتشدق بالحرية وننادي بها ولكننا لا نؤمن بها ولا نطبقها في الواقع .كل منا يريد الحرية له وحده فقط ولا يسمح بها للآخرين ولهذا لن نستطيع أبدا أن نأخذ حريتنا لان حريتك تتوقف عند حرية الأخر فإذا أخذها أخذت أنت حريتك . ولهذا قال فولتير مقولته الشهيرة "قد اختلف معك في الرأي ولكني على الاستعداد أن أضحي بحياتي في سبيل أن تدافع أنت عن رأيك " أن فولتير لم يقصد أن يضحي بحياته لأجل أن يقول الأخر رأيه ولكنه في الحقيقة يضحي بحياته من اجل حريته هو لأنه اكتشف أن حريته متوقفة على حرية الأخر .
إن المسلمين والأقباط في مصر يعانون في بلد غاب عنها الحريات وأنهم جميعا مضطهدين ولكن بنسب متفاوتة مثلا لو كان المسلم يعيش مواطن من الدرجة الثانية في بلده فإن المسيحي يأخذ المرتبة الثالثة وأصحاب المذاهب الاسلاميةالاخرى مثل ( الشيعة والبهائيين والمعتزلة والقرآنيين) فى المرتبة الرابعة وتأتي المرأة في المرتبة الأخيرة . ولكي نأخذ حريتنا يجب علينا أن ندافع عن حقوق الأخر قبل أن ندافع عن حقوقنا ولا ننكرها عليه وان نعترف بهذه الحقوق . أن الأقباط في مصر يعانون فعلا من اضطهاد شديد من جميع الجهات من الحكومة التي لا تعترف إلا بثلاث عائلات فقط من اكبر العائلات المسيحية المصرية وتوكل لهم مناصب كبيرة في الدولة حتى تظهر مصر دولة الحريات والديموقراطية والمسيحيين في مصر يمثلوا 10% من سكان مصر وربما أكثر أي أن تلك العائلات لا تمثل الأقباط . فنرى تجاهل الحكومة المسيحيين في الوظائف العليا في الدولة فلا يوجد أي محافظ ولا رئيس جامعة ولا رئيس محكمة ولا رئيس لأي من المؤسسات السيادية مثل القوات المسلحة مسيحي. غير أنهم محرومين من تقلد مناصب مثل وزارة الداخلية والخارجية ومحرومين أيضا من المشاركة في السلطة . وليس لهم الحرية مثل أخوتهم المسلمين في بناء دور العبادة الخاصة بهم فيلزم لذلك إجراءات معقدة جدا مما يجعل بناء كنيسة يأخذ سنوات عديدة لاستخراج الإذن بالبناء فقط . أما الجهة الثانية هي جماعة الأخوان المسلمين الذين يحرضون الأغلبية على الأقباط ويشجعون على كراهيتهم ومعاداتهم لأنهم في نظرهم كفرة ومشركين ولا يجب التعامل معهم ولان هؤلاء محتكرين الكلام باسم الدين ولان المسلمين في بلدنا ق فقدوا الثقة في شيوخ السلطة فإنهم لا يسمعون إلا هؤلاء ويلبون نداءا تهم فورا كما حدث في مهزلة محرم بك .
والان وبعد كل هذا نتهم الأقباط أنهم خونة لأنهم لجئوا إلى أمريكا كي تحميهم من الأغلبية المتربصة بهم . إذا كنا لا نعترف بحقهم في الحياة معنا كمواطنين مصريين عليهم مثل ما علينا ولهم مثل ما لنا وأن من حقهم ممارسة عقيدتهم بحرية مثلنا وان بلدنا هي بلدهم أيضا وإننا لا نتكرم عليهم بسماحنا لهم العيش معنا في وطنهم . أن مؤتمر واشنطن هو عار علينا جميعا كمصريين لأنه يدل على عدم وجود التسامح الديني بين أفراد الشعب المصري وإننا لسنا إلا شعب متخلف متعصب همجي لا يستطيع أفراده التعايش في سلام ومودة .
و بعد موقف المثقفين والصفوة في مصر من أحداث الإسكندرية وعدم اعترافهم بحقوق الأقباط المهدرة يستنكرون ذهاب الأقباط لأمريكا طلبا للحماية ولحقوقهم التي نكرها عليهم أبناء وطنهم إنهم كالذي يقتل القتيل ويستنكر ويغضب إذا صرخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من