الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قَول الحقيقة ... وإزعاج الناس

امين يونس

2016 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


* حكومات العراق المُتعاقِبة ، أثبتَتْ أنها لا تعير أي إهتمامٍ للناس ، وتُدير ظهرها لمتطلبات الشعب ، من خدماتٍ متنوعة ، وتوفير الأمان وصيانة الكرامة . ينطبقُ عليهم ، أي على حكومات المُحاصصة الطائفية والقومية ، المقيتة ، قَول " ماكس لوكادو " : ( الرجل الذي يريد ان يقود الأوركسترا ، عليهِ ان يعطي ظهرهُ للجمهور ) . وهذهِ الطبقة الفاسدة الحاكمة ، والتي تعزفُ لحناً نشازاً ، على أوتار النهب والسرقة والإحتكار والتشبُث بالسُلطة ... طالما أدارَتْ ظهرها ، للجمهور . وستبقى تفعل ذلك ، طالما بقى الجمهور صامتاً ، سلبياً ، خانِعاً .. مُصّفِقاً لللحن النشاز .
* ( " الكِذب والخِداع والغِش " ... أنها ثلاثة حُفَر .. وإذا سَقَطَ القائِد في أحدها ، سقطَتْ الثِقةُ من قلوبِ أتباعهِ ) . كما وردَ : إذا سقطَ في أحدها ، فكيفَ إذا وقعَ فيها كُلها ؟ بل ان قادتنا ، وحتى بعد مرحلة صدام ، ليسَ فقط وقعوا في حُفَر الكِذب والخِداع والغِش ، وإنما تمّرَغوا في مُستنقِع الخيانة وجمع المليارات الحَرام وتجويع الشعب ، أيضاً .
هنالك علاجٌ بسيط وعادِل ، لهذهِ الآفة : وضع هؤلاء القادة ، في تلك الحُفَر ، وردمها جيداً .
* عّوَدنا القادة ، على إناطة المسؤوليات الأمنية الحّساسة ، بأقرباءهم وأتباعهم الحزبيين والعشائريين ، فقط . وكلنا نتذكر ، قُصّي صدام ، الغر ، وهو يقود فيالق الجيش ، او عزت الدوري وعلي المجيد ، يقودان مناطق بأكملها ... وكان ذلك من أحد الأسباب المُهمة ، للهزائم المُنكرة ، وإضمحلال هيبة الجيش والقوى الأمنية . ورأينا أيضاً ، أحمد المالكي ، يقود حمايات جّرارة ويعيث فساداً في بغداد .. ناهيكَ عن عشرات قادة الميليشيات الطائفية المجرمة ، التي خّربَتْ العراق من أقصاه الى أقصاه . والغالبية العُظمى ، من هؤلاء " القادة " ، يقودونَ من مكاتبهم الفخمة ، وينسبونَ ما يُسّمونهُ هُم " إنتصارات " ، لأنفُسهم .
قالَ نابوليون ( ما أسهل أن تتحدث عن الشُجاعة ، وأنتَ بعيدٌ عن المعركة ) .
* عندما نشاهد رئيس الوزراء البريطاني ، مثلاً ، أو الرئيس الفرنسي ... يعترفانِ بمسؤليتهما ، عن الأخطاء والسلبيات ، في بلديهما ، الناتجة عن سياستهما .. ويتعهدان ببذل كل الجهود ، في سبيل إصلاح الاوضاع . نشعرُ بالعار ، حين نرى قادتنا وهُم يُبّررونَ الأفعال الشنيعة ، ويتسترون على الأخطاء القاتلة ، ويُدافعون ضِمناً عن مافيات الفساد .
" هنري بيشر " يقول عن القائِد الحقيقي : ( القائِد لا يُقّدِم الأعذار لنفسهِ ) .
* حينَ تكون جالساً في شُرفتِكَ المُطِلَةِ على الشارع القريب .. وترى بوضوح ، ان سيارةَ أحد معارِفكَ ، صدمتْ شخصاً ، ولم يقف ، بل هربَ فوراً .. وأنتَ مُدرِك بأن الذي تعرفه ، مُستهتِر وسئ . ولكن حين تأتي الشُرطة وتسألكَ ، بإعتبارك كنتَ قريباً ورأيت الحادث عن كثب . تّدعي بأنكَ لم ترَ شيئاً ولا تعرف أوصاف السيارة . لا فَرقَ كبير بينكَ وبين الجاني .
حينَ ترى ظُلم الحُكام وفساد القادة ... وتنظرُ الى مطالب الجماهير المتظاهرة والمعتصمة ... وتتفلسف وتقول أنكَ لستَ مع الإثنَين أو أنك مُحايِد ، فلا فَرقَ بينكَ وبين الظالِم .
وكما قالَ " مارتن لوثر كنغ " : ( أسوأ مكانٍ في الجحيم ، محجوزٌ لهؤلاء الذين يقفون على الحِياد ، في أوقات المعارِك الأخلاقية الكبرى ) .
* على إفتِراض أن هنالكَ " جحيماً " .. وعلى إفتراض أنني سأكونُ من نُزلائه ، فلا أريد ، على الأقل ، أن أكونَ في " أسوأ مكانٍ فيه " . ولهذا فأنا اُحاوِلُ جاهِداً أن أستمع إلى قَول " باولو كويلو " : ( قَول الحقيقة وإزعاج الناس ، أفضلُ ، من الكِذب لإرضاء الناس ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبضع الجراح
صلاح البغدادي ( 2016 / 3 / 5 - 10:10 )
(الحقيقة كمبضع الجراح...تؤلم ولكنها تشفي)
هذا القول لكاتبه صينيه
تعالج اي مرض ،يجب ان تعرف حقيقة المرض...والا فكل علاج او جراحة تؤذي المريض ولا تشفيه.
قبل عدة ايام عرضت قناة (BBC arabic)،تقرير عن مدينة كردية-تركية،لايحضرني اسمها ربما سيزر او سيرز او هكذا،واقسم بالله عندما رآيت الصور كان كل تصوري انها مدينة سورية وليست تركية،لولا التعليق الموجود اسفل الفيديو
مدينة شبه مهدمة..وناس نازحين يحاولون ان يرجعوا الى ديارهم وتمنعهم السلطات التركية بحجة وجود عبوات
اخوية امين..كم واحد في العالم يعرف بان هناك حربا في جنوب تركيا
قلائل ربما عشرات...لماذا؟
لان من في يده عرض الحقيقة...يشوش على الحقيقة،لادامة الآم الناس
يعرضون براميل بشار المتفجره ولا يذكرون قذائف اردوغان
مليون تقرير عن الغارات الروسية وخبر خجول عن غارات العثمانيين
يقولون العالم اصبح قرية صغيرة...بالتكنولوجيا
اي قرية هذه التي لايعرف صاحب البيت بان جاره يحترق
تحية

اخر الافلام

.. هل سيكون رئيس الوزراء البريطاني الجديد حليفًا لبايدن؟ شاهد ت


.. ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل في الدوحة؟ | #رادار




.. مؤتمر القاهرة للقوى السودانية.. هل ينجح في وقف الحرب؟


.. يتصدرها أقصى اليمين.. انتخابات قد تغير وجه فرنسا للأبد




.. من حماس إلى حزب الله!.. كابوس الأنفاق يطارد نتنياهو | #التاس