الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احفظوا ماء وجوهكم ..حل الأزمة السورية يلوح في الأفق

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


استمرار ونجاح الهدنة في سوريا ضروري، ليس للشعب السوري المتضرر الأول للصراع الدائر على أرضه فحسب، بل نجاح تلك الهدنة أصبح مطلبا عالميا، فبعد أن ظن البعض، الذي لم يكن يعلم مدى صلابة الشعب السوري، أنه يمكن أن يحقق على أرضها مخططه في عدة أسابيع، كما كان يظن العثمانلي أردوجان، وإذا به يدفع الكثير من خزانته ومن قوت شعبه، ويعرض أمنه القومي للخطر، ولم يحقق شيئا، ولن يحقق هدفه، لأن سوريا ستظل مقبرة لكل من يحاول النيل منها.
للأوربيين دائما رؤية مقاربة لما ترى الولايات المتحدة، التي هي بعيدة جغرافيا، وتبدو آمنة لدرجة كبيرة من الصراعات التي يدور جلها في جوار الدول الأوربية، تلك الدائرة في فلك الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بريطانيا، التي لا نكاد نرى لها رأيا يبعد سنتيمترات مما ترى أمريكا، وهذا ما حدث في القضية السورية، حيث دار الأوربيون في الفلك الأمريكي، وتبنوا موقفها، ما زاد من تعقيد الحالة السورية، وعدم الوصول إلى حل سلمي، كان ممكنا منذ اللحظة الأولى، ولكن لم تكن هناك رغبة حقيقية مما يسمى بالمجتمع الدولي.
أدرك العديد من الأطراف أن رهاناتهم خاسرة في الأزمة السورية، فبدأ كل طرف يبحث لنفسه عن طوق نجاة، فوجدنا الطرف التركي يدفع بالسوريين بالتدفق على حدود الدول الأوربية، في محاولة تركية لابتزاز الحليف الأوربي، وأصبحت أوربا – نتيجة لذلك – في مرمى العمليات الإرهابية، فأصبحت بين نارين: إما أن تظهر وجها قبيحا بشعا تخسر فيه صورة رسمتها عشرات السنوات كراعية لحقوق الإنسان دون النظر للون ولا عرق ولا دين، أو تقبل هؤلاء الذين شردتهم آلة الحرب في سوريا لاجئين لديها، وهو ما ووجه برفض تام من الشعوب الأوربية التي تضغط بقوة على حكوماتها لعدم استقبال هؤلاء اللاجئين.
جاء التدخل الروسي ليؤكد أنه لن يفرض حل تمنته تلك الأطراف التي عبثت بمصير الشعب السوري، هذا التدخل الذي فرض تلك الهدنة المقامة الآن والتي يصفها القادة الأوربيون بالهشة، ولكنهم في الوقت ذاته، يلحون على روسيا إلحاحا لاستمرارها، كما يطلبون بل ينشدون استثمارها في مفاوضات سياسية تشهدها العاصمة السويسرية جنيف قريبا، بل يعلن هؤلاء القادة، دون مواربة، أنه لم يعد هناك حل مطروح إلا الحل السياسي، في تغير جوهري في موقفهم.
هذا لا يمنع أن تخرج كلمة من بين شفتي أحد القادة الأوربيين منتقدة ورافضة للنظام السوري، وذلك ليس له إلا هدف واحد وهو أن ترضي بعض الأطراف التي وعدتها سابقا بالوقوف معها، وحتى تحفظ لنفسها بعض ماء الوجه، ليخرج علينا، من أنقرة، أحد من نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الشعب السوري، ليأتي لهذه الكلمة بتحليل وأبعاد، ليس لها أدنى علاقة بواقع اليوم، ولا بما يتمناه القادة الأوربيين، الذين يرتعبون من ازدياد تدفق اللاجئين، الذي يشجعه دخول الصيف، ذلك التدفق الذي يمكن أن يكون فيه نهاية بشعة لهؤلاء القادة سياسيا.
نستطيع أن نقول أن هناك خضوع كلي من جانب القادة الأوربيين للرؤية الروسية التي أكدت منذ اللحظة الأولى أنه لا حل للأزمة السورية إلا بالتفاوض والوصول لحل سياسي، كما نستطيع التأكيد أن هذا الحل السياسي بات يلوح في الأفق، وأن على كل طرف الاستعداد لقبوله بالطريقة التي تحفظ له ماء وجهه أمام شعبه، ذلك الذي دفع الكثير في معركة لم يكن هو في الأساس طرفا فيها، من قوته، ومن خزينة دولته، حتى ولو صور له قادته، كذبا وافتراء، أنهم يحمون الشعب السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة