الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في علاقة بتصنيف حزب الله تنظيم ارهابي : تونس تتحول لحلبة لتصفية صراع المحاور السياسية في المنطقة وتختار الموقع الخطأ

محمد ذويب

2016 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أصاب موضوع تصنيف حزب الله كتنظيم ارهابي من قبل وزراء الداخلية العرب في تونس منذ أيام حالة من السخط و الدهشة في الشارع التونسي وخاصة قواه التقدمية من أحزاب ونقابات ومنظمات مجتمع مدني خاصة و أن هذا الحزب يعتبر في تونس أحد رموز الممانعة و المقاومة من قبل قطاعات واسعة من الشعب التونسي دون أن ننسى أن هذا الحزب قد ساهم في اعادة رفاة ثمان تونسيين كانوا قد أستشهدوا في الأراضي المحتلة دفاعا عن الأرض و العرض وكان ذلك في سنة 2008 فنددت القوى اليسارية والنقابية في تونس بهذا القرار الخاطىء ودعت قواعدها للاحتشاد في الشارع يوم السبت الموافق ل 05 مارس الجاري لقطع الطريق أمام هذا الموقف المخزي الذي ورط تونس في لعبة محاور اقليمية كبرى تظرها أكثر ما تنفعها.
ففي علاقة بالوضع في لبنان الواضح أن الدبلوماسية التونسية قد حشرت أنفها في مالا يعنيها وساهمت في تعقيد الوضع الداخلي خاصة في علاقة بالانتخابات الرأسية القادمة التي ظلت مؤجلة منذ انسحاب الرءيس ميشال سليمان منذ ما يقارب التسعة أشهر وتتخندق في المحور السعودي الداعم لقوى 14 أذار الذي يدعم وبقوة سليمان فرنجية زعيم حزب المودة للانتخابات الرأسية هذا المحور الذي يمثل تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري الفتى المدلل لأل سعود في لبنان عموده الفقري اظافة الى حزب الكتاءب بزعامة الرءيس اللبناني السابق أمين جميل وحزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع و التيار الوطني الحر بزعامة ميشيل عون مع العلم أن هذين الحزبين الأخيرين قد انشقا موخرا عن كتلة قوى 14 أذار ودعما مرشح قوى 8 أذار المتشكل خاصة من حزب الله وحركة أمل وكل هذه القوى تدعم وبشدة ميشال عون الذي حظي مؤخرا بدعم حتى سمير جعجع مما أدى لفقدان مرشح أل سعود سلمان فرنجية لأي ضمانة سياسية واضحة وخسارة موقع المملكة في المشهد السياسي اللبناني وهذا ما ظهر مؤخرا بوضوح في تخلي أل سعود عن دعم الجيش اللبناني ودعوتها المواطنين اللبنانيين الى مغادرة أراضيها.
أما على الساحة السورية تونس تخندقت من حيث تدري أو لا تدري في خندق الارهاب واصطفت بذلك مع داعش وجبهة النصرة وجيش الاسلام وغيرها ومن وراءها تركيا والسعودية وقطر وأمريكا واسراءيل وضد محور روسيا وسوريا وحزب الله وايران وهي بالتالي وفرت لأل سعود غطاء ديبلوماسي لتغطية فشلهم العسكري على مستوى الجبهة في سوريا خاصة بعد التهديد الأخير للجبير بالتدخل المباشر في سوريا وهو لا يستطيع فعل ذلك لأن الجيش للسعودي لم يكن يوم جيش جبهات قتالية بل فقط جيش بروتوكولات وورود وتشريفات ونياشين وهو ماتجلى بوضوح في تورطه في الشأن اليمني .
أما في الساحة اليمنية فان تونس قد تخندقت مع مايسمى بالتحالف العربي المدعوم من ال سعود والامارات وقطر وتركيا وأمريكا وضد محور الحوثيين وايران وزجت بنفسها في معارك لا تعنيها أبدا بل الواضح أن هذه الحكومة غير قادرة على صياغة موقف بعيدا عن أي تحالف مع أل سعود . وتركيا وأمريكا واسراءيل وهنا يظهر بوضوح دور وزير الخارجية خميس الجهيناوي وراشد الغنوشي وكل المتأمركين والمتصهينين في صياغة هذا الموقف الخائن للمقاومة ولحزب الله .
يبدو بوضوح اذا ان الديبلوماسية التونسية قد اختارت الموقع الخطأ وتخندقت في صف صناع الارهاب وداعميه وتراجعت حتى مقارنة بما كانت عليه زمن بورقيبة وبن علي التي كانت تعتمد سياسة مسك العصا من الوسط كما أن كل مواقف الدول العربية كانت موالية لأل سعود وخاضعة لاملائلتهم وهو مايبرز تعاظم المملكة في المنطقة خاصة بعد انهيار الأقطاب المقاومة في المنطقة خاصة بعد تكبيل الموقف المصري بمعاهدة كامب ديفيد وانهيار العراق وسوريا وهو ما تسعى اليه أمريكا والناتو وتركيا .
كما أنه من الواضح أيضا وجود صفقة و مقايضة سياسية تمت في مستوى العلاقات الدولية قادتها السعودية التي خسرت حليفيها داعش وجبهة النصرة بعد تصنيفهما كتنظيمين ارهابيين فأرادت مقايضة ذلك بالمثل فسعت لتصنيف خصميها أيضا وهما حزب الله والحوثيين كتنظيمين ارهابيين لاحداث نوع من التوازن في المستوى الديبلوماسي في المنطقة و قد تكون ترنو من خلال كل هذا للتشريع لضرب حزب الله في المستقبل ولما لا اجتياح لبنان و اشعال الحرب الطائفية فيه وهو الذي يقع فوق برميل بارود ومهدد في أي لحظة بالتحول الى ساخة اقتتال طائفي تعيد البلد الى سنوات ثمانينات القرن الماضي .
ومع كل هذا تبقى الجزاءر نقطة الضوء الوحيدة في مستوى الديبلوماسية العربية وهذا عاءد لعدم تدخل أي طرف من القوى الكبرى العالمية في الشأن الداخلي للجزاءر الحاسم للمسألة الوطنية والغير خاضعة لاملاءات الخارج .
هذا الموقف المخزي بين بوضوح ارتباك الحكومة التونسية على كل المستويات وليس فقط على المستوى الديبلوماسي فبينما كان التونسيون يتوقعون تجريم التطبيع مع الكيان وقع تجريم المقاومة في شخص حزب الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة


.. هدنة معلقة...مصادر إسرائيلية تفيد بأن السنوار يطالب بضمانات




.. تفاصيل قضية استدراج الأطفال في لبنان| #الصباح


.. ما هي الشروط السعودية للموافقة على التطبيع الإسرائيلي المحتم




.. الورقة الفرنسية للتهدئة في جبهة لبنان تهدف للتنفيذ الفعال لل