الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهرة بيضاء إلى كلّ رجل دخل حياتي

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2016 / 3 / 5
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي


الاحتفال بعيد المرأة لم يكن يوماً مخصّصاً للكراهيّة. ولم يكن عيداً بالأصل، بل كان من أجل احتجاجات النساء في أمريكا على ظروف العمل بشكل عام ، وقد حملت النساء الخبز والورود في تلك المظاهرات . كان يوم المرأة يوماً أمريكياً تخليداً لمظاهرات نيويورك 1909ثم أصبح يوماً عالميّاً.
في هذا اليوم أعلن تعاطفي كامرأة مع كل الرّجال والنّساء الذين يتعرّضون للظّلم .
عندما نصف المجتمع بالذّكوري لا يعني أنّنا علينا أن نحوّله إلى أنثوي، بل إلى إنسانيّ، فالحياة تحتاج لميزان نضع على كفّتيه الرجل، والمرأة كلّ منهما في كفّة.
المساواة، الحرّية، الوطن، العدل تعابير فضفاضة يجب أن تصاغ بطريقة قانونيّة حتى كيف نعرف كيف نتعامل معها.
ليس كلّ الرّجال ذكوراً يتحكّمون بمفاصل حياة المرأة ، وليس كلّ النّساء يرغبن في التّحرّر من سلطة الرّجل، بل إن الكثير من نساء بلادنا تدافع عن المجتمع الذّكوري أكثر من الرّجال أنفسهم ، تربي أولادها بطريقة تجعل للفتاة مكانة أقل، وتسمح للذكور بالتّسلّط على أخواتهنّ.
في نطاق نضالنا اليومي علينا أن نناضل ضد الظّلم والتمييز بين البشر. أن نعمل لصالح الإنسان والإنسانيّة، وإن كنّا نرغب في الاحتفال بهذه المناسبة علينا أن نخصّصها للحديث عن الإنسانيّة وليس عن المآسي، فلو أردنا تخصيصها للحديث عن الظّلم لما اتسّع اليوم، ففي سوريّة تسلخ جلود الرّجال، وتقطع أعضاءهم الذّكرية، وتغتصب النّساء أو تقطع أعناق الرّجال من قبل المتشددين، وتغتصب النّساء ثم ترجم. هو العدل في الظّلم، ونحن نبحث عن الحرّية، والعدالة.
في يوم المرأة العالمي أوجّه تحيّة إلى زوجي الذي كان يقول لي عندما أستشيره في موضوع ما . خذي قرارك. أنا لا أدفع ولا أمنع.
أهدي إلى ابني وردة بيضاء لأنّه اختار أن يكون رجلاً حقيقياً في حياتنا، رجل يقدّم المساعدة عند الحاجة، ولا يتدخّل بحياتنا الشّخصية-أعني نحن عائلتة-
أهدي وروداً إلى رجال كثيرين ربّتوا على كتفي خلال مسيرة حياتي، وعندما كنت أشعر بالإحباط بعضهم من الأقارب، وأكثرهم من الغرباء.
أهدي وروداً إلى رجال بلادي الذين غيّبهم الظّلم ولا زالوا في سجون الطّاغية، أو سجون من يشبهونه.
وأهدي نبضاً من قلبي إلى كلّ النساء اللواتي دافعت عنهن خلال ممارستي مهنة المحاماة ، وإلى كلّ أمّ عازبة رفضت الانصياع للظّلم وأخذت مبادرة في الاحتفاظ بابنها -غير الشّرعي بالنّسبة للقانون-ورعايته، كما أنّني أهدي قلبي إلى كلّ أمّ عازبة حمت أولادها عندما تخلى والدهم عنهم.
أقول لنساء بلادي في يوم المرأة العالمي:
كلّ عام وأنتم جزء فعّال من الشّعب السّوري الذي يناضل من أجل الحريّة والعدالة الاجتماعية، ودمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حق
ماجدة منصور ( 2016 / 3 / 6 - 01:40 )
كل عام و أنت إنسانة تعتني بالعدل و الحق و الإنسانية0

اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه