الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى

أسعد العزوني

2016 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية




بداية ، لا بد من التأكيد على أن المساس بأمن الوطن ، مرفوض جملة وتفصيلا ، وأن هذا الرفض جرى ترجمته بالإلتفاف جميعا ، خلف الوطن والملك ، وهذا هو الوضع الطبيعي.
جاءت خلية إربد الإرهابية بإمتياز لتثير أسئلة عميقة في هذه المرحلة بالذات ، والتي تشهد ضغوطا شديدة وغير مسبوقة ، من القريب قبل البعيد ، ليفتح الأردن حدوده من أجل الدخول إلى سوريا ، وما نلاحظه أن غالبية الشعب الأردني رغم موقفنا من نظام بشار "..."، إلا أننا نرفض دخول الجيوش الأجنبية من الأردن ، لأننا لا نريد تكرار تجربة العراقيين الذين جلبوا التحالف الدولي لتدمير بلدهم ، لكننا لن نمانع لو أن الشعب السوري هو الذي حسم الأمر وتخلص من بشار وطغمته.
النقطة الثانية هي : لو ان الضغوط التي تمارس على الأردن الرسمي ، كانت لفتح حدوده من أجل السماح للجيوش العربية والإسلامية لتحرير فلسطين وتطهير الأقصى من دنس الإحتلال ، لوجدنا الشعب الأردني يسير في مسيرات مليونية للمطالبة بالموافقة ، والإعلان أنه سيكون رأس حربة التحرير ، لأنه لن يقبل التفرج في لحظة مقدسة مثل هذه.
السؤال الأول الذي أثارته خلية إربد الإرهابية ، هو سؤال الوقت ولماذا تحركت في مثل هذا التوقيت بالذات ، وفور عودة الملك من واشنطن بعد قمة مع الرئيس الأمريكي أوباما ؟ وهل أراد المخططون بغض النظر عن اوكارهم ونواياهم إحراج الملك ، أم انهم أرادوا حرق المراحل ليرضخ الملك للضغوط ويقامر بمستقبل الأردن ؟ أم أن هناك نوايا للتدخل في إتجاهات الرأي الأردني؟
السؤال الثاني الذي أثارته هذه الخلية الإرهابية هو كيف ولماذا تحرك مؤيدو النظام السوري في الأردن وبهذه السرعة ، وتوقيعهم على عريضة كبيرة ، تطالب الأردن الرسمي بالتنسيق مع الجيش السوري لمكافحة الإرهاب ، وهذا يعني أن يضع الأردن الرسمي نفسه في خندق النظام السوري.
وفي علم السياسة والمنطق ، فإن لذلك تبعات سوف لن يتحملها الأردن ، لأن النظام السوري حرق كافة المراحل بأكملها مع شعبه ، ورغم أنني قلبت الأمور مرارا وتكرارا وعلى كافة الوجه ، إلا أنني لم أصل إلى نتيجة ، تتعلق بسرعة هذا التحرك والجرأة في الطرح ، وكأن الأمور مفصلة بالمسطرة والقلم والفرجار ، ناهيك عن صراحة الدعوة للتنسيق مع نظام حرق بلده وإستعان بالأجنبي لتدمير ما تبقى منها ، ومن ثم تقسيم سوريا بحصول العلويين على كانتون طائفي لهم ، تنفيذا لرغباتهم الدفينة منذ الجلاء.
لا يفهم مما تقدم أن الأردن الرسمي يقف في خندق معاد للنظام السوري أو يبيت امرا لسوريا ، بل على العكس من ذلك ، نحن في الأردن لا مصلحة لنا بإنهيار النظام وفق الأسس الحالية ، بل مصلحتنا تكمن بوحدة سوريا ، ووجود نظام عروبي تكاملي.
أخلص إلى القول في هذه الجزئية تحديدا ان هناك شكوكا حول الدعوة للتنسيق مع النظام السوري ، وعلاقة ذلك بخلية إربد الإرهابية ، فالمنطق يقول أن هناك شيئا ما في الأفق ، رغم وجود الكثير من الإحتمالات وبعضها لا يقال طبعا.
أما السؤال الثالث الذي أثارته خلية إربد الإرهابية ، فهو أن الخوارج الجدد خريجي كهف جبل الكرمل بحيفا ، وصنيعة الإستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ، البلاك ووترز –اكاديمي،"داعش" ، لم تعلن تبنيها لخلية إربد الإرهابية كما جرت العادة عند كل مواجهة من هذا النوع في أقاصي العالم ، وهنا لا بد من الوقوف مليا عند هذه الظاهرة ، إذ يتوجب الإعادة إلى الأذهان أن مستدمرة إسرائيل تتبع مثل هذا الأسلوب عادة ، فهي في بعض العمليات المفصلية تلجأ إلى الصمت ولا تعترف او تنفي صلتها بالموضوع ، في حين انها تسارع بتبنيها للعملية فور وقوععها .
عموما ، إن الزمن كفيل بكشف ملابسات ما جرى ، والنتيجة التي خرجنا بها بإمتياز في الأردن أننا جميعا وقفنا مع الوطن ومع قيادته ، ولسان حال الجميع يقول ، أننا لا رغبة لنا في خوض أي مغامرة او مقامرة ، أو خوض حرب بالوكالة نيابة عن الاخرين ، ولكننا على إستعداد لتغيير موقفنا في حال ظهور من يرغب بشن حرب على مستدمرة إسرائيل وتحرير فلسطين والأقصى ، فنحن أرض الحشد والرباط ، ولا أظن أن العشائر الأردن الأصيلة سيكون لها موقف مغاير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل فرانس24 يرصد لنا حالة الترقب في طهران تحسبا لهجوم إسرا


.. غارات إسرائيلية -عنيفة جدا- تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت




.. هل يؤثر مقتل هاشم صفي الدين على معنويات مقاتلي حزب الله في ج


.. انفجارات متتالية تهز ضاحية بيروت الجنوبية جراء القصف الإسرائ




.. غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات في غزة تسفر عن شهداء وجرحى