الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(كذبة خروشوف حول -موجز تاريخ الحزب)..قراءة وتعليق!..(3)

ماجد الشمري

2016 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في تشرين الاول(اكتوبر)1938،اي في نفس العام الذي صدر فيه كتاب:"تاريخ الحزب الشيوعي الروسي(بلشفيك)-المنهج المختصر".عقد مؤتمر خاص بالدعاية الحزبية في موسكو ولينينغراد،وقد القى ستالين في ذلك المؤتمر كلمة جاء فيها:"ان احدى مهمات هذاالكتاب تكمن في اغلاق الفجوة بين الماركسية واللينينية~"!.واضاف قائلا:"ان الكتاب الوحيد الذي يناقش هذه المسألة،هو كتاب ستالين:"حول اسس اللينينية"والذي يطرح الاضافات والدراسات التي قام بها لينين اثناء تناوله للمسألة الماركسية.لااريد القول ان كتاب ستالين هذا هو دراسة شاملة للموضوع،لكنه يتضمن كل الاساسيات التي اضافها لينين على الماركسية"!.-ياله من بيان فج!!-.
وهنا ايضا،ومن جديد،لايبدو ستالين متواضعا او يشعر بالخجل،وقداظهر وقاحة وادعاء،فيما زعمه،من اهمية كتابه-اسس اللينينية،وهومجوعة من الفتاوى الصراطية الضحلة، والوصايا المذهبية المتخشبةوكان توراة الستالينيين المقدس ولازال!-.فقد اعطى لكتاب كتبه بنفسه اعلى الدرجات وارفعهافي المدح والاهمية،واعتبره وحيد زمانه لاسس عمارته الدوغماتية!.
في تلك الفترة،وفي ظل التفرد بالسلطة،بدأ التحول-فلم يعد هناك عمالقة سواه،فقط اقزام وببغاوات!-فلم يعد ستالين مجرد"زعيم حكيم"فحسب!.بل وارثا للينين والتراث البلشفي،و"المنظر العظيم"!.وكان ذلك طبيعيا ومتوقعا في نظام بيروقراطي شمولي مهيمن بحزب ممركز منضبط لحد الشلل،عديم الديمقراطية،وفي مجتمع مقموع مكمم الافواه،الا للتصفيق والهتاف:هورا!.
تعملقت وتضخمت الذات الستالينية المركبة،ومضت تسوق نفسها كخبيرة وعليمة في:التصنيع والزراعة والتجارة والادارة وووالخ!.وارتفع سقف الغرور الى اقصى مدياته،فبات ستالين مرجعا وحيدا في النظرية الماركسية،وقضايا واسس اللينينية!.وبلغ اللاهوت السياسي منتهى هلاوسه،فامسى ستالين الحجة الفريدة في:الفلسفة والاقتصاد والاجتماع والتربية والعلوم والاداب وفنون المسرح والسينما وووالخ!.وابتلعت سلطة وسياسة وايديولوجيا الحزب الارثوذوكسي المتكلس كل مؤسسات المجتمع والدولة،وفرضت رؤيتها الجامدة،وخطها القويم المتصلب،في التوجيه الفوقي والوصاية البطرياركية على المجتمع والدولة والحزب!.فأصبح كل شيء رهن سلطتها وقراراتها-التي هي في نفس الوقت سلطة الامين العام-وخاضع لهيمنتها المركزية الاكثر صرامة وحزم!.
في الاجتماع العام للجنة المركزية عام1937 اقترح جدانوف:"انه لايحبذ تبديل الاجهزة الاقتصادية بالاجهزة الحزبية".رد عليه ستالين باعتراض قاطع:"لايجوز ابدا فصل السياسة عن الاقتصاد،المنظمات الحزبية يجب ان تهتم-في نفس الوقت-بالامور الاقتصادية"!.وهذا يعني استبعادا وتهميشا للمؤسسات التمثيلية للمواطنين،وودعا لدور مجلس السوفييت في اتخاذ القرارات كمرجع شرعي وحيد في تمثيل المجتمع-بالرغم من ان دور السوفييت ككيان دستوري وقانوني كان قد تلاشى،وصار ثانويا وهامشيا، ولم يعد مسموعا بل سامعا ومنفذا لقرارات القائد،وديكورا تجميليا،منذ اعتلاء ستالين الامانة العامة!-فلايمكن ان تجتمع وتنسجم سلطة الشعب العامل،مع سلطة المستبد الحاكم،فليس هناك من من جامع او منطق بين الاشتراكية وعبادة الفرد!.فديكتاتورية ستالين لم تكن تبني الاشتراكية التي تصورها ماركس وحلم بها لينين.فما كانت تحتاج اليه هو تلك"الاشتراكية"الوطنية المبتذلة،والتي تساوى فيها الناس في الجوع والقمع والوشاية!.
وكأجراء فعال لتكريس"تأليه الفرد"تم تخصيص :"منحة ستالين"و"جائزة ستالين"!.ولم يعد قرار الحزب الذي شارك فيه ستالين عام1925 بتخصيص "جائزة لينين"معمولا به!.
حشر ستالين انفه وتدخل في كل صغيرة وكبيرة،فحتى النشيد الوطني لم يفلت من قبضته!.ولم ينجو من تعديله بالحذف والاضافة!.ومن الطريف والباعث على التأمل الحزين،ان نذكر دور ستالين في تحديد وتقرير مصير الوطن السوفيياتي.فقد كلف الزعيم"الملهم":ميخالكوف،والريغيستان،بوضع نص للنشيد الوطني،وبعد قراءة ستالين للنص اجرى عليه"تحسيناته"و"لمساته"من بحر عبقريته الشعرية الذي لاينضب!.فبدلا من:"الاتحاد الاصيل للشعوب الحرة"قلبها البلشفي الشاعر!الى:"الاتحاد الراسخ للجمهوريات الحرة"!.-فهل كانت،الجمهوريات الحرة،اعمق وافصح واكثر دلالة وتعبير من،الشعوب الحرة،؟!.لانعرف!.م.ا-.
وفي الرباعية الثانية من النشيد كانت الصيغة:"من خلال العواصف سطعت شمس الحرية،
واضاء لنا لينين الطريق الى المستقبل،
وانشأنا ستالين-منتخب الشعب-
والهمنا على الكدح والمآثر".
تحولت هذه الصيغة،بعد مرور قلم الزعيم الاكثر بلاغة وسمو الى:"
ولينين الذي اضاء لنا الدرب،
وانشأنا ستالين على الوفاء للوطن".
-ستالين يؤكد على دوره الفاصل في تربية الشعب على الوفاء للوطن!-
ربما لم ترق او تعجب كلمة"منتخب الشعب"ستالين،واستبدلها ب"الوفاء للوطن"؟!.
فهو حقا لم ينتخبه الشعب!.فهو اصبح حاكما مستبدا دون ان ينتخبه احد!.لقد اثبت ستالين انه مجرد اشتراكي قومي كهتلر!.
وقد حذف ستالين رباعية كاملة من النشيد لم تلائم مزاجه،ربما!وهي:"
احيا دهورا وقرونا يامهد الاشتراكية،
ولتحمل راية السلام للعالم،
فلتعش وتقوى ايها الوطن الخالد،
فشعبنا العظيم حاميك".
فهل عيارة"السلام للعالم"مزعجة وكريهة؟!.وهل ان الشعب ليس الحامي للوطن،بل هو ستالين لاغيره؟!..
واللافت ،انه لم يرد في النشيد اي تمجيد للحزب،ولكنه كان عامرا بالتفخيم والتعظيم الضروري لعبادة"القائد"!.
استجاب واضعا النشيد للتعديلات-وهل يجرأون على الرفض؟!-وهلل وبارك جوق الشرف:مولوتوف،فورشيلوف،بيريا،مالينكوف،شيرباكوف،وبقية المسبحين بحمد الامين العام الخالد لتحسينات ولمسات شاعر روسيا الكبير!!.
واخيرا ،وليس دفاعا عن خروشوف،فهو رجل قميء،وظل باهت،وصنيعة ستالينية،واحد اركان بيروقراطيتها،ولكن ايصح اتهامه بالكذب،لانه استنكر المديح والتمجيد الذاتي،الذي كاله ستالين لنفسه،وندينه على كذبته التي ان صحت فهي نقطة في بحر الاكاذيب والافتراءات التي اعدم بسببها خيرة رفاق لينين؟!.
ونصدق من انحاز لستالين وبيض صفحته الاكثر سوادا،وحاباه،وشيطن خروشوف وعاداه؟!.
وهل كان خروشوف كذابا ومتحاملا،دافعه الكراهية وتصفية ارث عبادة الفرد،وغروفر فر هو الموضوعي المنصف،والتوثيقي الكبير،دفعته نزاهته وحياده الى قول الصدق؟!.لااملك جوابا والقراء الاعزاء اولى مني بالاجابة اذا ماسعوا من اجل الحقيقة!!..
..........................................
وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جائزه لينين و جائزه ستالين
عبد المطلب العلمي ( 2016 / 3 / 6 - 16:14 )
بسبب انشغالي اقصر مداخلتي حول الجائزتين و اذا سنح لي الوقت فبل ارشفه المقال ساعود لنقاط اخرى.
جائزه ستالين لم تكن بديلا لجائزه لينين.جائزه لينين كانت تمنح فقط للابحاث العلميه و بالتحديد الابحاث التي تربط النظريه بالتطبيق و منحت من25 الى35 و بعدها لم تقدم اعمال للفوز بها و الجائزه كانت من ميزانيه الدوله.
جائزه ستالين ،16جائزه في مختلف فروع العلوم و الاقتصاد و اضيف لها لاحقا 4 جوائز اخرى في الادب ،و كانت تدفع من جيب ستالين،اتعابه كمؤلف سواء من دور النشر المحليه او الاجنبيه بالاضافه الى الجزء الاكبر من راتبيه كامين عام و كرئيس وزراء.تم اقرارها عام39.من الواضح انه لايوجد صله بينها التي اقرت عام39 و جائزه لينين التي لم يتقدم احد منذ1935 لنيلها.الغيت الجائزه راسا بعد وفاه ستالين لانه مات دون ان يترك وصيه ،لذلك قانونيا ابنته هي وريثته الوحيده و لا يمكن التصرف بدخله(رغم انه كان موجها لرفعه شان العلوم و الاداب)
حينها تم اتخاذ قرار بتوسيع مجال جائزه لينين،فهي لم تلغى،لتشمل مختلف فروع الاقتصاد و العلوم و الاداب بدلا من ان كانت محصوره بشكل معين.
بالتالي لا صحه لما ورد اعلاه حول جائزه ستالين .


2 - جائزة لينين
ماحد الشمري ( 2016 / 3 / 6 - 19:13 )
لم اقل ان جائزة ستالين كانت بديلا عن جائزة لينين فلا تقولني ما لم اقله كما انني لم اقل ان جائزة لينين الغيت فأنت تبني استنتاجاتك على مقدمات من عندياتك فقليل من الموضوعية لايضير فعلام تحمسك البالغ في تطويب ومدح ستالين وانا لم اذكر الجائزة الا عرضا فموضوع المقال بالاساس حول التاريخ المختصر للحزب وانت تركت زبدة الموضوع او متنه لتتحدث فقط عن ستالين وجائزته التي كان ينفق عليها من راتبه!!!!!!!


3 - لم اقولك شيئا لم تقله
عبد المطلب العلمي ( 2016 / 3 / 6 - 20:25 )
الست انت من كتب
وكأجراء فعال لتكريس-تأليه الفرد-تم تخصيص :-منحة ستالين-و-جائزة ستالين-!.ولم يعد قرار الحزب الذي شارك فيه ستالين عام1925 بتخصيص -جائزة لينين-معمولا به!.

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية