الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المكرود في الوطن الفرهود

حيدر كامل

2016 / 3 / 6
الادب والفن


المكرود في الوطن الفرهود

سرْ على نهجِ الملايين مطيعاً ..
ووديعاً ..
لا تغردْ خارجَ السربِ ..
ولا تفتحْ نقاشاً ..
أو تُجادلْ.
قمْ إلى حتفِكَ في زهوٍ وقاتلْ.
وأملأ الدنيا دماءً ..
وقبوراً ..
وهياكلْ.
مُتْ لكي يعبثَ في بيتِكَ زنديقٌ ..
ويغدو في مراعيكَ المناضلْ.
ويكون الشعبُ أيتاماً ..
وأبناء سبيلٍ ..
وأراملْ.
ولكي يلعبَ في الملكِ بني الشيطانِ ..
والصبيانِ ..
والخصيانِ ..
أو تأتي الزلازلْ.
جُعْ لكي يشبعَ حزبٌ ..
صُمْ لكي يسمنَ قردٌ ..
وغرابٌ في المقابلْ.
مُتْ على أيِّ خرابٍ تشتهي ..
وعلى أيِّ طريقٍ ترتضي ..
فحسابُ الغسلِ مدفوعٌ وواصلْ.
وحسابُ الدفنِ واصلْ.
كلُّ شيءٍ حاضرٍ ..
من زفةِ ( المكرود ) في (( الكاروك )
حتى آخر التوديعِ ما بين المزابلْ.

لا تُجادلْ
أنت موهوبٌ ..
من اللهِ كجنديٍ بوقتِ الحربِ ..
مرهونٌ كفلاحٍ ..
بوقتِ السلمِ ..
منذورٌ كفرَّاشٍ ..
وأُستاذٍ ..
وحمَّالٍ ودكتورٍ وعاملْ.
لن تُرَّقيكَ الشهاداتُ ..
ولا الأعمالُ ..
والأفعالُ ..
والأخلاقُ في درءِ التجاهلْ.
أنت في الحرِّ لهمْ مروحةٌ ..
في البردِ فحمٌ في المراجلْ.
وحصانٌ للرهاناتِ ..
رصيدٌ للتداولْ.
وبساطٌ ..
سلَّمٌ..
لحمٌ مشاعٌ لا تجادلْ.
خذْ عتاداً فاسداً ..
واحملْ سلاحاً صدِئً من عهدِ وائلْ.
ومن الأرزاقِ خبزاً يابساً ..
ماءً اجاجاً ..
وفلافلْ.
قُمْ إلى حتفكَ مزهواً ..
ففي موتِك اصلاحٌ ..
وتوفيقٌ ..
وترفيهٌ ..
وحلٌ للمشاكلْ.
سيبولون على قبرك في كلِّ المراحلْ.

وطني يا أيُّها المسروقُ لن يأتي رسولٌ ..
طالما السيدُ مشروعٌ مقاولْ.
طالما البعثيُّ مطاطٌ ..
و(سِكرابٌ) ..
معادُ الصنعِ والتدويرِ في ظلِ الفطاحلْ.
طالما ( اللُحمةُ ) بابٌ ..
لبغايا زمرٍ عادت كما الحرباءِ في كلِّ المفاصلْ.
طالما التخطيطُ مكشوفٌ ..
وبين الذئبِ والثعلبِ حبٌّ وتواصلْ.
طالما ( المكرودُ ) إنْ عاد من الحربِ على الخبزِ يُقاتلْ.
وعلى الماء يُقاتلْ.
وعلى الضوءِ يُقاتلْ.
وعلى مترٍ من الأرضِ لأبناءٍ وأحلامٍ يُقاتلْ.
لا تحاولْ.
أنت مشطوبٌ من المتنِ ..
وملغيٌّ من الهامشِ في كلِّ السجلاتِ ..
ومجهولٌ ..
ومرحومٌ وراحلْ.

وطني يا أيُّها الحالمُ لن يظهر نجمٌ ..
طالما التوريثُ والتأليهُ فرضٌ ..
في تقاليدِ واعرافِ العوائلْ.
طالما الأحسابُ ..
والأنسابُ ..
والأحبابُ ..
معصومون والثائرُ باطلْ.
وعن الملَّة مائلْ.
ومن التاريخِ زائلْ.
طالما الدستورُ ..
والقانونُ ..
مخطوفان والميزانُ مكسورٌ من الدفةِ ..
والحاكمُ مختلٌ ..
ومجنونٌ وجاهلْ.
طالما الحاضرُ من ماضي الأوائلْ.
طالما النكهةُ طبقُ الأصلِ ..
نفسُ الطعمِ ..
واللونِ ..
خلا بعض التوابلْ.
طالما المسجدُ يفتي بالقنابلْ.
وبيوتُ الله تكبيرٌ على حدِّ السكاكين ..
وتفخيخٌ ..
ورقصٌ ونكاحٌ ومهازلْ.

وطني الطفُّ ..
الطفوفُ ..
الطائفهْ.
وطني الخوفُ ..
الخلافُ العاصفهْ.
وطني الخارجُ من حكمِ الطواغيتِ الأسافلْ.
وطني الداخلُ في حكمِ الشياطين الأراذلْ.
وطني ( الفرهودُ ) ..
والمبيوعُ في كلِّ المحافلْ.
وطني المنهوبُ نفطاً ..
ومياهاً ..
ورمالاً ..
وبحاراً وسواحلْ.
ونخيلاً وتراثاً وسنابلْ.
وطني المحتلُ من ابنائهِ ..
الأعداءِ ..
والقابعُ في أسرِ القبائلْ.

حيدر كامل

المكرود : قليل الحظ والطيب الساذج البسيط.
الكاروك : المهد أو سرير الطفل.
الفرهود : يرى الدكتور علي الوردي ان الجذر اللغوي لمفردة فرهود يعود الى اللغة الفارسية، (فره) وتعني الكثرة و(هود) وتعني الدكاكين. واستخدم مصطلح الفرهود للمرة الأولى في العهد العثماني، عندما كان الجنود الانكشارية ينهبون الأسواق حين يتأخر دفع رواتبهم لكن الجذر الاجتماعي للمفردة يعود ولا ريب الى زمن أبعد بكثير، يوم كانت القبائل العربية لا ترى ضيرا في مهاجمة جاراتها لنهب ممتلكاتها، هي إذن ثقافة صحراوية عاشت قرونا ثم عززتها مراحل غزو البلدان والأمصار والعودة بالغنائم وقد تجلت بابشع صورها في مذبحة مروعة من أعمال العنف التي ارتكبت ضد اليهود العراقيين ففي الأول من حزيران 1941، وبعد هروب الملك والوصي على العرش وفشل حكومة رشيد عالي الكيلاني، أصبحت بغداد بلا حكومة فاندفع رعاع المدينة وهاجموا اليهود وبيوتهم ومتاجرهم ومقتنياتهم، واستمر الفرهود يومين كاملين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي