الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الانسحاب الإسرائيلي

علي أبو خطاب

2005 / 11 / 18
القضية الفلسطينية


تم الانسحاب الإسرائيلي مؤخراً على خير تقريباً إذا استثنينا الغارات الحقيقية والوهمية بعدها بأيام وأمور أخرى سنتحدث عنها هنا، وهي عبارة عن ملاحظات لظواهر سلبية رافقت ضجيج الانسحاب أو ما قبيل الانسحاب، وعن تأكيد لنقاط معينة.
نبدأ أولاً بأفعال حماس التي وصلت ذروتها بعد الانسحاب باستعراضات عسكرية جرت علينا دماراً كنا في غنىً عنه، علينا أن نقول بصراحة أن حماس كانت تحاول سرقة النصر من الشعب الفلسطيني بأكمله لتنسبه لنفسها، وأنا رأيت بأم عيني – وبالتالي رأى الكثيرون أيضاً- كيف يكتبون شعارات يقولون فيها أن النصر كان من نتائج المقاومة خاصة كتائب عز الدين القسام جناحها العسكري، إن حماس تريد أن تتشبه بحزب الله الذي حاول أن يسرق النصر من الشعب اللبناني قاطبة وينسبه لنفسه، فحماس حاولت ليس فقط بشعاراتها في كل أنحاء قطاع غزة بل بتصريحاتها الإعلامية أيضاً أن تنسب هذا النصر لحركتها فقط، وفي أحسن الأحوال تنسبه للمقاومة وتؤكد تميزها في إطاره، هذا بالرغم من أن بعض استطلاعات الرأي أكدت أن عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا على يد كتائب شهداء الأقصى هم أكثر ممن قتلوا على يد كتائب القسام، وحماس لم تكتفِ باحتكار النصر لنفسها بل حاولت أن تسرقه أيضاً من المفاوض الفلسطيني، وقد خرج علينا الناطق الإعلامي لحركتها ليقول أن المقاومة خلال انتفاضة الأقصى هي من أخرجت الإسرائيليين وليست المفاوضات، وهذا كلام مغلوط يلغي جهد حوالي عقد من المفاوضات منذ أوسلو جاءت لنا بثمار كثيرة، ولكن للأسف ليس فقط التيار الإسلامي الممثل في حماس والجهاد من يرفض المفاوضات وأوسلو بل وأيضاً اليسار وبعض فتح رغم أنهم جميعاً قد استفادوا من إنجازات أوسلو على المستوى الشخصي والجمعي، والفساد الذي كان ليس مقصوراً على السلطة بل على الأحزاب كلها. حماس قامت بضجة إعلامية كبيرة فترة الانسحاب وأنفقت نقوداً كثيرة رغم ما دعا له أبو مازن من عدم التبذير من أجل الصالح الفلسطيني، ولاحظنا أثناء الانسحاب كيف أن المحسوبين على حماس يقومون بجمع التبرعات في الشوارع والجوامع دون تصريح من وزارة الأوقاف – على حد علمي- فأين تذهب هذه الأموال؟ أليس الشعب الفلسطيني بفقرائه أولى بها من الدعاية والإعلان وربما السلاح؟!
حماس والجهاد الإسلامي كانا يجهزان جناحيهما العسكريين بالسلاح والتدريبات وأراد فاروق القدومي أن يقيم جيشاً شعبياً وكل هذا أثار الاستغراب في الشارع الفلسطيني فما الداعي لميليشيات عسكرية وفي هذا الوقت بالذات الذي نحن فيه أحوج ما نكون إلى سلطة واحدة لها سلاح واحد تفرض سيادتها على الشعب والعائلات والأحزاب جميعاً من أجل فرض سيادة القانون. وما زال أمر السلاح مثار نقاش إلا أن على السلطة ألا تتهاون في هذا الأمر لأن الكيل طفح كما يعلم الجميع خاصة في الأحداث الأخيرة.
إن انسحاب شارون من قطاع غزة هو تشبه بانسحاب باراك من جنوب لبنان فعلينا ألا ننسى أن لحكومة شارون وإسرائيل عامة فوائدها من هذا الانسحاب لأنها بذلك ضمنت أمن مواطنيها وحصلت على مساعدات أو مكافآت من حليفها الولايات المتحدة بل إن العلاقات العربية أصبحت قريبة المنال وإذا كان الأمرين الموريتاني والباكستاني صريحان فثمة أمور سرية أو شبه معلنة تدور حولها الشائعات. إذن الأمر لا يتعلق بصواريخ القسام التي سقطت العشرات منها على جنوب إسرائيل ولم تكن النتيجة سوى موت مدنية إسرائيلية قامت إسرائيل بالثأر لها بقتل العشرات من أهل جباليا، الأمر يتعلق بأمور أكثر أهمية بكثير يتعلق بمصالح دولة إسرائيل.
الانسحاب الإسرائيلي هو باختصار ثمرة للعمليات ضد الجنود الإسرائيليين التي شارك فيها الجميع وأيضاً مؤشراً لذروة الأزمة السياسية الإسرائيلية أمام مواطنيها وأمام العالم أجمع. وأخيراً ثمرة سياسة أبي مازن ومن معه، فمن المستبعد أن هذا الانسحاب كان سيتم في حياة الرئيس الراحل أو حتى كان سيتم حينها بكثير من التأخيرات والعقبات والمشاكل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تنظر الحكومة الإسرائيلية لانتهاء مفاوضات القاهرة دون اتف


.. نتانياهو: إسرائيل مستعدة -للوقوف وحدها- بعد تعهد واشنطن وقف




.. إطلاق مشروع المدرسة الإلكترونية في العراق للتقليل من الاعتما


.. نتنياهو: خسرنا مئات الجنود بغزة.. وآمل تجاوز الخلاف مع بايدن




.. طلاب إسبان يدعمون غزة خلال مظاهرات في غرناطة