الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن التغيير والإصلاح

راغب الركابي

2016 / 3 / 6
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية





بين مفهوم التغيير والإصلاح فارق في الأولويات وفي الترتيب وفي المعنى المُستفاد ، فالتغيير : هو في جعل الشيء على غير ماكان عليه ، وأما الإصلاح فهو : الإتيان بما هو صالح وجيد ، وهذا ما يقصده العراقي في تظاهراته المستمرة منذ سنوات ، فهم يريدون تغييراً شاملاً ومن ثم إصلاحاً عاما ً ، وهذا بحسب التراتُبيه التالية : يكون في تغيير و تبديل النظام السياسي تبديلاً شاملاً ، ومن ثم تتم عملية الإصلاح المطلوب في وضع الشيء في محله الصحيح ، والعملية تحتاج إلى رجال مؤمنين بها وبقدرتها على جعل العراق في المكان الذي يليق به ، وهذا يعني إننا لسنا بحاجة إلى إعادة تأهيل للنظام ولا إلى تسويق بعض رموزه ، فالعملية التي يريدها العراقيون بنيوية وليست شكلية ، ولهذا يصرون على التغيير أولاً والإصلاح ثانياً ، لأنهم يعرفون طبيعة المنهجية هذه وماتوفره لهم من توالي مفيدة في عملية بناء الدولة ومؤوسساتها ، ولكي تتم عملية التغيير والإصلاح فالواجب يقتضي أن يقوم بها رجال من خارج مؤسسة الحكم والنظام ، رجال من الشعب ومن الذين لم تتلطخ أيديهم وعقولهم ولم تتلوث وهؤلاء هم خير من يُغير ، وإلى هذا أشارالإمام الحسين بقوله : - [ أنا أحق من غيَّر ] ، لكن حينما تتحول عملية التغيير والإصلاح إلى كلام عن - حكومة التكنوقراط - فهذا يعني إننا قد أضعنا الهدف المنشود ، ويقيناً إنه قد أصابنا شيء من التشويش وعدم الدقة في تحصيل الإرادة ، ونعلم معها إن هناك خطأٌ ما قد دخل على الخط فغير من البوصلة ، وغير من المعنى وفي المعنى ، فالذي جرى في العراق ويجري من فساد وسرقات وتهديم متعمد وتخريب للبلد ، لا يحتاج فيما نعلم إلى وزراء متخصصين حتى يستقيم أمره ، إنما يحتاج إلى إدارة قوية شريفة ونزيهة وغير مُدنسة ولا ملوثة ، وإحتياج العراق منشأه في عدم الشرف في قيادة الحكم وعدم النزاهة والأمانة في إدارة الدولة والضعف والضعة لدى من بيدهم الأمر ، وهذه هي الإشكالية المحورية للحكم الآن في العراق ، والناس حين تظاهروا وخرجوا إلى الشوارع والساحات لم يكن يريدون إستبدالاً في المناصب ولا تغييراً في الصور ولا إصلاحاً شكلياً ، الشعب يريد تغييراً شاملاً يذهب معه كل من جاء بهذا الخراب والدمار ، يذهب معه كل من سرق مال الشعب وأعتدى على كرامته وأمنه وعزته ، التغيير الذي يريده الشعب في العمق ويطال كل هذه الأسماء الكبيرة و الأحزاب الكبيرة والتي كانت ومازالت سبب البلية ، الشعب لا يريدُ ترقيعات أو تسويات صوريه ، لأنه يعرف المرض ويريد علاجه بشكل تام وناجز ونهائي ، وحكومة التكنوقراط التي يُنادى لها لا تُلبي معنى التغيير ولا تصل حد مطالب الشعب ، صحيح إن الإختصاص جميل لكنه ليس مطلباً في الإدارة ، وصحيح إن التقوى جميلة ولكنها ليست شرطاً في الحكم ، والشرط اللازم لصحة الحكم قوته أولاً ونزاهته وشرف القائمين عليه ، إذن فالشعب يريد إدارة قوية و نزيهة وشريفة ، تستطيع محاسبة كل فاسد وكل مجرم وكل سارق وكل متحايل ، أخذ شيئاً لم يستحقه ، ولهذا نطالب بالتغيير لكي يطال كل جهة وكل فئة وكل حزب وكل مسؤول ، سرق واهدر وتجاوز على حقوق الوطن والمواطن ، نريد إدارة قوية أمينة تنتزع الحق وتذهب إليه حيث يكون ، لا تتردد ولا تتوجس تعيد لكل ذي حق حقه ، إلى الحد الذي يُشعر الناس معها بكرامتهم وثقتهم بأنفسهم ، ونحن إذ نشد على أيد مقتدى الصدر ونطالبه بجعل الأمر أكثر من مجرد مطالبات في الخدمات والحقوق الشخصية ، نطالبه لكي يتخذ من مضمون ومعنى - التغيير والإصلاح - طريقاً لإعادة ترتيب الواقع السياسي والإجتماعي في العراق ، وثق إن الإصرار على المطالب الكبيرة هو غاية الشعب ومُناه ، حين يجد من يفتح له أبواب المدينة ليدخل إلى كل الساحات ويعلن البراءة من كل هذا العفن والزيغ ، ولتكن كلمة كل الأحرار واحدة وهاهم المفسدون قد أستشعروا الخطر وقاموا بتهريب وتخبئة ما سرقوه وتبييض القسم الأخر ، في دول الجوار والمنطقة ، ولتكن الجمعة القادمة موعدنا مع النصر وفي وضع حد لكل هذا الفساد وهذا الضيم ، الذي أذل رقاب العراقيين وجعلهم مشردين في أوطانهم ولدى الأغيار ، ولنستلهم روح الكبرياء في ذلك القول الرائع : إذا الشعب يوماً أراد الحياة ، وشعبنا يريد الحياة ويريد الفخار ويريد الكرامة وهو أهلٌ لذلك ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza