الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعونا نهرب نحو الماضي

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2016 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


قياسا لما حصل لنا بعد عام 2003 المشؤم , فأن التجربة الصدامية يجب ان تدرس , اذ ان سعر برميل النفط في مطلع التسعينيات اصبح احدى عشر دولار ,والبلد يعاني من حصار جائر , وكانت تصديرات النفط تذهب ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء, وتستقطع منها تعويضات الحرب التي خاضها صدام ضد الكويت , ومع ذلك كانت الحصة الغذائية توزع كاملة وبأنتظام , بل احيانا كان يوزع حصتين في الشهر ,والرواتب لم تتوقف , والمشاريع ايضا لم تتوقف , لم نكن نشهد وزيرا فاسدا اوسياسيا فاسدا , العملة العراقية كانت تطبع في العراق , اي لم تكلفنا سوى ورق الطبع ,بل كانت تدخل عملة صعبة الى العراق عن طريق التحويلات الخارجية لمواطنين كانوا يرسلونها مساعدات لذويهم , لم نكن نعرف مصطلحات مثل شيعة او سنة , لم نكن نعرف التعددية الحزبية , وهذه نعمة من الله , لم نكن نعرف القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الرهابية , كل هذا والعراق كان عزيزا قويا , كانت دول الخليج ترتجف عندما يمر اسم العراق خوفا , لم نكن نعرف عملاء لأمريكا او ايران او السعودية او قطر او اسرائيل ,نعم كان يحكمنا دكتاتور واحد ضالم, لم يجامل ,وكان سيفه مسلط على الرقاب , صادر الحريات , ادخلنا في حروب خسرنا خلالها خيرة الشباب , لكن كان البلد واحدا والعراق عزيزا قويا , انظروا اليوم الى السلاحف التي تحكم العراق , ماذا صنعت وكم خربت , البلد تحول من بلد غني الى بلد فقير وكأننا امام ( قمرجية ) خسروا البلد بلعبة (ريسسز)اصبحنا امام عمامة سوداء تنظر لنا سياسيا , وعمامة بيضاء تنظر للأرهاب القذر , وسياسيين فاسدين قذرين , لا هم لهم سوى تدمير البلد , بعد كل هذا الا يحق لنا ان نناقش التجربة الصدامية ونعيد النظر بها , ربما يتصور البعض اني ادعوا للحنين الى الماضي الذي ولى , لكن للحقيقة اقول ان ماضينا بكل سيئاته افضل بكثير من حاضرنا , فأتركونا نهرب نحو الماضي .
سلام قاسم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج