الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب في الملهى .. نساء في الذاكرة

صلاح زنكنه

2016 / 3 / 6
الادب والفن


بعد غزو الكويت بأيام تم ايفادي الى البصرة مع كادر دائرتي ( حفر وصيانة الأبار) حيث كنت أعمل أمينا للمخزن لغرض صيانة أبار الجيش في الكويت , وفي الليل كنت أقضي وقتي في الملاهي الليلية أبتغاء للفرفشة , ومرة أخبرني صديق أنه التقى فتاة كوردية اسمها سراب في ملهى شهرزاد , ذهبت الى الملهى بصحبة صديقي ولم أشاهد الفتاة , سألت أحد النوادل فقال لي أنها مجازة هذه الليلة , عدت في الليلة الثانية مع بعض الأصدقاء ناسيا أمرها , لكني انتبهت لشقراء ممتلئة كانت تروح وتجيء وهي لا ترفع عينيها عني ثم جاءني النادل وقال أن من سألت عنها ليلة أمس موجودة الآن هي تلك الشقراء , قلت حسنا ادعوها كي تجلس , جاءت وجلست جنبي ورحنا نتجاذب أطراف الحديث , ثم طلبت مني أن نجلس منفردين في المقصورة وما ان جلسنا حتى ازاحت التنورة عن فخذين بضين أبيضين وكدت أفقد صوابي لكنني تداركت الأمر وقلت لها بلهجة آمرة غطي فخذيكِ رجاء لستٌ زبونا مغفلا أنا كردي مثلكِ ويهمني ان أتفقد أحوالكِ وسألتها بالكردية من أي مدينة أنتِ ؟ قالت من صلاح الدين في اربيل , وشيئا فشيئا أطمأنت لي وراحت تفضفض عن همومها وعن هروبها من أهلها الى بغداد وزواجها من ضابط أعدم بعد أشهر, ثم لجوءها الى البصرة لتعمل في الملهى بعد ان أخبرت عمتها في بغداد أنها تعمل في معمل خياطة , كرعنا عشرات الزجاجات من البيرة حتى تعتعنا نشوة وفي لحظة وجد وضعت رأسها على كتفي وراحت تجهش في البكاء وقالت لا تتركني أرجوك , قلت لن أترككِ , قالت حسنا أعطني هويتك وأعطيتها هويتي التي تحمل صفة رئيس منتدى أدباء شباب ديالى ووضعتها بين طيات صدرها وأبتدأت الحكاية .
وعاودت في الليلة التالية وما بعد التالية وتوطدت علاقتنا ورحت أبذخ عليها بذخا كافرا حتى جعتلها السيدة الاولى في الملهى وفرضت عليها ان لا تجلس مع رجل سواي بعد عرفت اسمها الثلاثي ومكان اقامتها وترددي على شقتها وتعرفي على صديقاتها وحين أخبرتها بسفري قالت أسافر معكِ حجزت لها في الطائرة وعدنا سوية الى بغداد وذهبنا الى بيت عمتها ثم تركتها وعدت الى بعقوبة لكنني كنت التقيها يوميا في بار فندق ميليا منصور حتى بدا الشك يراود زوجتي فأصرت على مرافقتي , جلست بصحبة زوجتي وبعد دقائق سمعت طقطقة حذاء سراب التي أطلت وكأنها أميرة من أميرات الحكايات وأتجهت صوبي مباشرة وسحبت كرسيا وجلست وسط دهشة زوجتي التي بحلقت بهذه الكائنة الغريبة الواثقة من نفسها والمعتدة بسحر أنوثتها قلت لها هذه سميرة زميلتي في العمل الا ان زوجتي فقدت زمام نفسها وراحت تقرعها بسيل من الكلمات اللاذعة فما كان على سراب الا ان تتركنا غاضبة وهي تتوعد زوجتي (سأتزوجه رغما عنكِ) لحقت بها الى باب الفندق وحاولت تهدئتها لكنها غادرتني باكية وهي تردد (أنت تقصدت أهانتي )
بعد أيام عدنا سويا بالطائرة الى البصرة وأستمرت الحكاية وفي أحدى الليالي دخلت الملهى متأخرا , وجدت سراب تجلس مع أحد الزبائن وسكارتها بين شفتيها شعرت بالغضب وراحت الغيرة تنهشني , جلست في أقصى الزاوية وطلبت الشراب وأنا أرتعش وسرعان ما لحقت بيّ سراب وهي تحاول أستمالتي ( ليش زعلان حبيبي ؟ ) أجبتها ببرود لست زعلانا عليكِ أنت مجرد عاهرة حالها حال العاهرات في هذا المكان , لم تتفوه بكلمة وانما امسكت بزجاجة بيرة فارغة وضربتها على الطاولة وعيناها تتطاير منهما الشرر مثلما تطايرت شظايا الزجاج أمسكت بيدها , ماذا تفعلين أيتها المجنونة ؟ قالت أترك يدي حتى أهدأ , وتركت يدها وكرعت كأسي وسمعتها تهمس لي أتدري كم أحبك يا صلاح ؟ لماذا جرحتني ؟ ورأيتها تتهاوي على الكرسي وسيل الدم يتدفق من كرشة ساقها , صرخت بأعلى صوتي ... ســيــد ! وسيد هو النادل المصري الذي كان يخدمني بتفان , هرول السيد صوبي ومعه نادل آخر وحملا سراب الى المستشفى .
واستفحلت الحكاية , مرة زعلت عليها فذهبت الى ملهى آخر نكاية بها وما ان دخلت غرفتي في الفندق حتى لحق بي أحدهم وقال لي ثمة ضيوف ينتظرونك في الصالة , وكانت الساعة قرابة الخامسة صباحا نزلت على عجل وجدت سراب ثملة ومعها صدبقتها واثنين من المصريين يعتذران مني .. أحنا آسفين يا بيه , وكانت سراب كسمكة مزهورة تصرخ ليش تعوفني صلاح ؟ مو تدري أشكد أحبك كلب أبن الكلب ؟ وكانت صديقتها تحاول تهدئتها الا أنها كانت تصر على البقاء معي أو الذهاب معها فقلت لها اذهبي سألحق بكِ بعد قليل .
طال مكوثي في البصرة وانتهت مدة الايفاد وغيبتني دائرتي وطلبوا مواليدي الى خدمة الاحتياط وزوجتي تتصل يوميا بأدارة الفندق كي أعود الى بعقوبة لكنني تشبثت بسراب ولياليها الملاح حتى نفدت نقودي , قالت سراب عندي 12 ألف دينار وقليلا من الذهب خذها ولنتزوج قلت سأفكر لكنني حزمت أمري وعدت الى بعقوبة دون ان أخبرها , بعد أسبوعين لحقت بي سراب الى بعقوبة وراحت تبحث عني في كل مكان لكنني قررت ان أختفي من حياتها والى الأبد .
آه يا سراب كم أحببتكِ ؟ وكم كان بودي ان أتزوجكِ وأخلصكِ من المستنقع لكنني لم أمتلك الشجاعة اغفري لي جبني أيتها القديسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصير شمة في بيت العود العربي


.. مفاجاة صارخة عرفنا بيها إن نصير شمة فنان تشكيلي ??? مش موسيق




.. مش هتصدق عينيك لما تشوف الموسيقار نصير شمة وهو بيعزف على الع


.. الموسيقار نصير شمة وقع في غرام الحان سيد درويش.. شوفوا عمل إ




.. بعيدا عن الفن والموسيقى.. كلام من القلب للموسيقار نصير شمة ع