الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي في الارهاب

صبيحة شبر

2005 / 11 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


تتزايد العمليات الإرهابية في العراق ، لأسباب عديدة ، منها ضعف الحكومة الحالية ، وعدم جديتها في محاربة الإرهاب ، وتهاونها في معاقبة المجرمين والقتلة، بشكل فعال ، تحول دون ازدياد عددهم ، فسياسة التسامح الحالية ، وانتهاج اللين الزائد عن الحد ، بدلا عن القوة اللازمة في مثل هذه الأمور ، تدفع المعتدين إلى المضي في طريقهم المعبد أمامهم ، ما داموا بمنأى عن العقاب الرادع والمؤدب ، كما ان عدم فهم الدين الإسلامي الحنيف ، والداعي الى العيش بسلام مع بني البشر ، واحترام حرية الآخرين في آرائهم ، ما داموا لا يشكلون خطرا علينا وعلى حقوقنا وحريا تنا ، لقد امرت الاديان بعدم البدء بالعدوان ، وإنما تكون الحرب ردا على من اعتدى دفاعا عن النفس ، وقوله تعالى ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها ) وقوله ( إن بغت طائفة فقاتلوا التي تبغي ) كل هذه الأمور تؤيد ان الإسلام كدين لا يؤيد الاعتداء ، ان الأشخاص القادمين من خارج العراق والذين لم يجدوا الأرض التي ينطلقون منها للقيام بعملياتهم الإرهابية ، بالإضافة الى الأعمال الخاطئة التي قامت بها أمريكا عند إسقاطها النظام السابق ، بحل الجيوش المتعددة التي انشاتها الحكومة ، من جيش نظامي ، وفدائيي صدام ، والحرس الجمهوري ، وجيش القدس ، والشرطة ، كل هذه الأجهزة التي حلتها أمريكا ، بكامل أسلحتها الثقيلة والخفيفة ، كل هذه العوامل مجتمعة ، أدت الى تفاقم العمليات الإرهابية في العراق ، وبقايا فلول النظام السابق تقف في طليعة الإرهابيين ، حيث انها كانت تمارس هواياتها ، في القتل والتعذيب والاعتداء على الحريات ، داخل السجون الكثيرة التي كانت تمتليء بها الأرض العراقية ، وبما انشيء تحت الأرض ولم نعرفه الا بعد سقوط النظام ، أقامت العصابات القاتلة وبتشجيع من النظام الدكتاتوري ، وبمباركته ، البيوت والسراديب داخل الأرض وتحتها ، من اجل ان تقوم بتعذيب الناس ، وسلبهم حقهم في الحياة ، ويمكننا ان نقول ان الإرهابيين الموجودين الان في العراق هم خليط غير متجانس من عدة فئات : المسلمين الأفغان الذين دربتهم الولايات المتحدة على حرب العصابات ، وعلى العمليات الإرهابية في أفغانستان ، لمحاربة الاتحاد السوفيتي حينذاك ، صحيح ان العمليات الإرهابية تمول بأموال ضخمة يملكها المتنفذون في العالم المهيمن والقادر على الدفع ، ولكن هؤلاء الأغنياء ذلك الغنى الفاحش ليسوا على استعداد للتضحية بحيواتهم ، فيلجؤون الى من لم يتعلم كفاية ، ولم يدرك ان الإسلام ضد الانتحار و الى من لا يملك قوت يومه ، فيقتنع بما يروج له القادة ان الجنة التي عرضها السماوات والأرض ستكون من نصيب من يقوم بالعمليات الانتحارية ضد الأبرياء المسالمين الذين لم يقترفوا إثما الا لأنهم عراقيون ، قد حلموا كثيرا ، ان تكون حياتهم أفضل مما عليه ، وان تبتسم لهم الدنيا بعد طول عبوس ، لقد دفع العراقيون ،طيلة السنين الماضية الثمن غاليا من تعبهم ونضالهم الطويل ودمائهم الزكية الطاهرة
فما هو الإرهاب ؟ الإرهاب كل عمل يعتدى على الآخرين ويسرق حقوقهم ، ويسلب حيواتهم ، تفجير الآمنين إرهاب ، الاعتداء على الحرمات إرهاب ، إرغام الناس على مغادرة أوطانهم إرهاب ، الاعتداء على الاموال والممتلكات إرهاب ، ، والعمليات الإرهابية الواقعة اليوم في العراق هي نتاج لسياسة القمع التي انتهجها النظام السابق ، والممارسات العنفية التي قام بها طيلة حكمه البغيض
تعرض العراقي طيلة عهود الى العنف ، ولكننا لا نستطيع ان نزعم ان كل عراقي أصبح يجيد العنف ، انا متفائلة ، وأؤمن بوطني وبأبناء العراق ، وان كان اغلبهم يجيدون العنف لأسباب لا تخفى على المتابع المنصف ، الا إنهم أنواع ، بعضهم الطيب المسالم الهاديء ، والبعض الآخر العنيف العدواني ، وآخرون بين وبين ، وان عاش العراقيون جميعا تحت الظلم سنوات طويلة ، فلا يعني هذا ان النظام قد نجح في سلبهم عراقيتهم التي يعتزون بها
العمليات الإرهابية في تصاعد مستمر ، ويجب ان يتعاون العراقيون ، من اجل القضاء عليها ، والحيلولة دون استفحالها ، على الأقل ، لان انعدام الأمن من اخطر المشاكل التي يواجهها أبناء الرافدين اليوم مما تسبب قلقا دائما ، لقد عانى العراقي طويلا ، ومن غير الإنصاف والعدل ان تستمر معاناته الى أمد طويل ، يجب ان يتعاون رجال الدين والأحزاب والتربويون من اجل تثقيف الناس وتعليمهم ان الإرهاب من اشد أعداء الإنسان ، واننا بحاجة الى الأمن واحترام القانون كي نتمكن من اعمار بلدنا المثقل بالجراح ، وإعادة الحياة الهانئة الى أبنائنا ، ولكننا بدلا من محاربة من يعتدي علينا كل يوم ، والتعاون فيما بيننا للتصدي له ، نشهد ترويجا له من مختلف وسائل الإعلام ، من فضائيات ، وانترنت ،وصحافة ، وإذاعة ، وما زال الناس خارج العراق على الخصوص ، يصفقون للعمليات الإرهابية ، واصفين إياها بالجهاد ضد الاحتلال ، مع انها تتنافى وتهدد حيوات الآلاف من الأبرياء ، وعندما نناقشهم ان العمليات الإرهابية لم تحارب امريكا ، وإنما أكثر ضحاياها من المواطنين الأبرياء يقولون ان الإسلام أمر ان أكون أنا وأخي على ابن عمي ، وأنا وأخي وابن عمي على الغريب ، مستشهدين بقول الرسول الكريم محمد : ( انصر أخاك ظالما او مظلوما ، قالوا يا رسول الله ، ننصره مظلوما ، كيف ننصره ظالما ؟ قال بان تمنعه من الظلم ) هؤلاء الذين يؤيدون العمليات الإرهابية بعضهم لم يفهم الإسلام على حقيقته ، ولم يدركوا المعنى الحقيقي للحديث الشريف
وسائل الإعلام العربية تروج ومع الأسف الشديد للعمليات الإرهابية ، وتنشر أخبارها ، وتبث بياناتها ، بعض الفضائيات العربية أصبحت رائجة ومتابعة من قبل جمهور واسع من العرب الذين يعادون أمريكا ولا يعرفون كيف ؟ والإعلام المحلي ضعيف وليس لديه الشعبية ، لهذا نجد ان الشاب العراقي الذي هو في مقتبل الشباب وممن تربى على سياسة العنف واستهوته الحروب المشعلة ضد الأصدقاء والأشقاء ، يرى ان العمليات الإرهابية بطولة خاصة من أولئك الذين استفادوا واغتنوا من النظام السابق ، بعض العرب يتهم العراقيين انهم لم يدافعوا عن بلدهم ضد الأجنبي الدخيل ، العراقيون الموالون للنظام السابق يجدون في العمليات الإرهابية دفاعا عن العراقيين الذين يتهمون من قبل بعض العرب انهم فتحوا بلدهم أمام الجيوش الأمريكية
يمكن ان يكون لرجال الدين تأثيرهم على الناس فيما يتعلق بالعنف ، استطاع النظام السابق ان يخلق الطائفية والعنصرية ويغذيها ، ولم تكن موجودة من قبل ، لقد كنا نعيش متعاونين متآزرين مع بعضنا البعض ، ولقد ادخل النظام الدكتاتوري مفاهيم جديدة لم تكن معروفة على نطاق واسع ، واتي بأعداد كبيرة من العرب ومنحهم الجنسية العراقية ، في الوقت الذي هجر فيه الآلاف من خيرة أبناء الشعب ، وسلب منهم الأوراق التي تثبت عراقيتهم
الذي يستعمل الانترنت بكثرة هم الشباب ، ولقد انحسر تأثير الكتاب نتيجة السياسة التي اتبعها النظام السابق في محاربة الثقافة والإبداع ، وفرض الرأي الواحد ، يجد الشاب العراقي حاليا في الانترنت مواضيع تستهويه مثل الرياضة والجنس والعنف ، كل على حسب تربيته الأسرية والثقافية ، ومستوى التعليم ونوع الأصدقاء ودرجة الوعي السياسي ، بعض المواقع تروج للعمليات الإرهابية ، ويتحدث الناس بشأنها أمام الأولاد ، ناقلين أخبارها للأصدقاء والمعارف ، وان قل في الآونة الأخيرة الإعجاب بالعمليات الإرهابية خاصة لدى العراقيين الذين وجدوا أنفسهم يكتوون بنارها بالرغم من انتماءاتهم المختلفة وأنها من العمى بحيث لاتفرق بين عراقي مؤيد للنظام السابق او معارض ، كانت الشرائط المصورة الخاصة بالعمليات الإرهابية منتشرة في الأسواق الشعبية بكثرة ، ويشاهدها الشباب بكثرة معجبين بان يذبح احد الأشخاص شخصا آخر كما يذبح الخروف ، ولا احد يبالي بهذا المنظر الذي يدل على ان عالمنا متأخر حتى الثمالة وانه منهار تماما ، وان اغلبنا يرى الجريمة ولا يندد بها إلا إذا دخلت بيته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعبئة رياضية وسياسية في مباراة تركيا | الأخبار


.. لماذا سيواجه الرئيس الإيراني صعوبة في إخراج بلاده من العزلة




.. فرنسا.. موعد مع الجولة الثانية للانتخابات التشريعية | #غرفة_


.. استشهاد عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية أثناء تأمين منازل الم




.. نشرة إيجاز - وزارة الصحة بغزة: مجزرة في مخيم النصيرات