الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توريط النساء بالإرهاب

بشرى ناصر

2005 / 11 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


قلت في مرات سابقة : أننا متخمون بإرث كبير من صورالمرأة المشوهة والمغلوطة ؛ تلك الصورة تراوح بين القداسة وبين الدنس .... وقلت في مرات سابقة أننا حتى عهد قريب كانت المرأة عندنا تعني (الآخر) المنفي في عالم الرجال .... عالم الرجال القوي المحظور دخوله على النساء جملة وتفصيلاً ؛ وقلت كثيراً أن المرأة عندنا مهمشة ؛ تعاني خللا في التوازن الاجتماعي بسبب خضوع طرف وسيادة الطرف الثاني ؛ وهي التي :( تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان) وهي الذبيحة دائماً ... تذبح ويغسل بدمها العار ؛ وتهجر في المضجع ؛ وتضرب لتعديل اعوجاجها ؛ فكيف قلبت (ساجدة عتروس الريشاوي) المعادلة لتصبح بحزامها المفخخ ونظراتها القوية نموذجاً للمرأة يختلف كلية عن النموذج الذي اعتدناه في ثقافتنا الشرقية والتي وضعتنا ضمن (تراث السرير) ؟
كيف انتقلت المرأة في (الثقافة البن لادنية) تلك النقلة الكبيرة ؟ من عنف ذكوري اعتدناه موجه ضد النساء وطيلة عقود وأحقاب وقرون لتصير المرأة سيدة العنف ؟ وهل مهدت الفتاة المصرية التي افرغت حشوة مسدسها في فمها قبل فترة وجيزة في مصر حينما أقدم شقيقها على شد رقبته بمتفجرات بدائية لتقطع رأسه وتنهش أكتافه ؟ هل نحن بصدد قيامة جماعية جديدة للنساء توقظهن من سباتهن الخانع في ثقافة( القوارير) وتدعوهن لترك التلصص من خلف الثقوب للمضي نحو( الشهادة) ؟ وأية شهادة تلك التي تساق لها نساءنا عبرمواقع اليكترونية لا تعد ولا تحصى تدعوا المرأة للجهاد والاستشهاد أسوة بنساء الإسلام : الخنساء التي حضرت القادسية مع ابناءها الأربعة؛ وصفية عمة النبي التي حاربت بالرمح؛ وأم أيمن وأم غضنفروعفراء بنت عبيد بن ثعلبة وسمية (أم عمار) ......والى آخر قائمة طويلة لا نجادل في بطولتها وبسالتها لأنها تمتلك رؤية واضحة ويقين قوي ودافع أقوى : حرب الإسلام ضد المشركين لنصرة الرسالة والعقيدة ..... فكيف استطاع الجزارين خلط أوراقنا وتعتيم فكر نساءنا بحيث يصير القتل المجاني لأبرياء يحلمون بالنرجس والعصافير الى لحم آدمي يغطي الأرض والجدران يصير (شهادة واستشهاد) ؟
كيف استطاع مروجوا البشاعة والخراب إقناع النساء للانخراط معهن في حماقات كبيرة تضعنا جميعاً في موقف الشاهد على إنجازات التوحش .... ومتدربين في مدرسة تمويت الضمير ؟
وكيف تهيأت النساء للاقتناع بأن (التفخيخ) وتحويل الفرح الى (عرس دم) بطاقة دخول للجنة ؟ ما الذي يدعوا قطيع واسع من البشر للتصديق أن القتل العشوائي الأشبه بالطاعون حماية للإسلام وذود عنه ؟ وأي إله دموي هذا الذي يتحدثون عن نيل رضاه وقد بلغت ضحايا الزرقاوي في العراق وحدها 7 الاف مدني عراقي قتيل و20 الف مدني جريح (حسب إحصائية قديمة) ناهيك عن الموت المتفرق هنا وهناك في مناطق متفرقة من الدول العربية ؛ والتي جعلت ماكينة (الإرهاب) الأكثر قدرة على تفريخ الرعب والترويع .
أظن أن الأيام المقبلة ستجلب الكثير من (الزرقاويات) رغم أن التجربة الأولى فاشلة بكل المقاييس ... وربما ستصيب أصحاب نصال شفرات القسوة بالإحباط لفشل المرأة أو ترددها في علاج حزامها الناسف .... لكن ما يغفر لها (كونها امرأة والنساء لا يصلحن لشئ ) أن جماعة الزرقاوي تعجلوا وتهوروا في الكشف الغبي عن تفاصيل عمليتهم الانتحارية والإعلان عن منفذيها وروابطهم الأسرية ... فالخطأ هنا مشترك .
وهل سندخل نحن النساء عصراً جديداً يحولنا من ثقافة السرير لثقافة القتل والذبح والترويع ؟أو بالأحرى هل المنطق الميكيافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) سيجد طريقه في التطبيق على شؤون النساء ؟ مما سيضع دعاة حقوق المرأة ومناصرة قضيتها ( مستقبلاً) تجاه مسؤولية مضاعفة لاستخراج دراسات جادة حول ما يسمى (مشروعية جهاد النساء) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه