الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة تشكيل الذهنية

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 3 / 7
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي



تهنئة : بدايةً أرغب بتقديم التهنئة لشريكة حياتي ولبناتي ولكافة نساء المعمورة ،بمناسبة الثامن من أذار، واقول لهن كل عام وهن بخير .
تلقيتُ دعوة عبر بريدي الالكتروني للمشاركة في حوار ستُجريه جمعي نسائية بعنوان " مكانة المرأة بموجب الآية الكريمة "الرجال قوامون على النساء" . وقد أُرفق بالدعوة تلخيص عن محاضرة سيلقيها أحدهم ، ومن ثم سيدور نقاش حول الموضوع وبحضور رجال ونساء ،طبعاً . ومما جاء في هذا النص ، رغبتُ باقتطاف ما لي " للسفينة قبطان وللمركب سائق واحد وللمسيرة قائد وللعائلة النواة من يقوم على مشروع عظيم قد يكون هو الزوج او تكون هي الزوجة قائدة المسيرة او حاملة اللواء" . وهذا القول بحد ذاته يُشير الى قراءة مُغايرة للمتعارف عليه .
لكن ، ومع احترامي لهذه القراءة وأرى فيها خطوة نحو فهم جديد للقوامة لا يقتصر على الرجل ، برغم تعارضه مع حرفية النص . إلّا أنني أرى بأنّ العلة ،في استثناء المرأة وتحييدها عن مواقع اتخاذ القرار ، تكمن في الذهنية الذكورية بشكل عام والعربية –الاسلامية بشكل خاص . إضافة الى الفهم الخاطيء لمفهوم "العائلة" التي ، ومن المفروض ، يجب ان تتوفر على قائد كاريزمي واحد فقط .
العقلية الذكورية ، ولنأخذ مثلا عليها ، العقلية الذكورية الاسرائيلية ، فإنها تتجلى في الفروق الشاسعة بين الأجر الذي تتلقاه المرأة وبين الأجر الذي يتقاضاه الرجل ، في نفس الوظيفة .. فقد أصدر مكتب الاحصاء المركزي وبمناسبة يوم المرأة العالمي تقريرا ، جاء فيه : وصل معدل اجر الرجل عام 2014 الى احد عشر الف شيكل شهريا بينما تقاضت الاجيرات ما معدله سبعة الاف واربعمائة شيكل شهريا.(اجر المرأة هو ثلثي أجر الرجل ) ، وبينما تشكل الامهات العاملات في السلك الحكومي 75% من مجمل العاملين إلا أن نسبة المديرات هي الثلث فقط .. ينطبق هذا الأمر وبشدة على المهن التي تُعتبر "أنثوية" خالصة ، كمهنة التعليم ، التمريض العمل الاجتماعي وما شابه ذلك .. وللتذكير فالمرأة العربية تتقاضى أجرا يقل بالثلث عن أجر المرأة اليهودية ..ناهيك عن أن نسبة النساء العربيات العاملات، في اسرائيل، هي 23% فقط من القوة العاملة ، مقارنة ب 65% تقريبا من النساء اليهوديات .
الاسباب كثيرة ومعروفة ، فبينما يقع على المرأة اليهودية ،تمييز ذكوري ثقافي ،فإن المرأة العربية تُعاني من تمييزين أو اكثر ، التمييز الذكوري الثقافي والتمييز القومي .
وعودةٌ الى "القوامة" والتي شرطها الاساسي ،الإنفاق، فكيف ستتمكن إمرأةٌ من الإنفاق إذا كانت محرومة من حق العمل ، لأسباب ثقافية إجتماعية وأسباب قومية ؟!
أما أن نتصور بأن العائلة هي " سيارة "فقط يقودها واحد فقط ، فهذا تسطيح وتسذيج (من سذاجة ) للأمر ، فالحياة العائلية والزوجية هي شراكة أولاً وقبل كل شيء، ولا تحتاج الى من يُصدر الأوامر ،بل تحتاج أكثر ما تحتاج الى تواصل ومهارات اتصال ،سواء بين الشريكين وبينهما وبين الأولاد والبنات .. فالحياة العائلية ، ليست شركة اقتصادية ، ولا فيلقا عسكريا يعتمد على قائد يصدر الأوامر وجنود ينفذون ..!! بل هي مؤسسة ديناميكية ديموقراطية تعتمد على الشراكة ومناقشة حرة للآراء والأهم تحتاج الى قرار جماعي .. خاصة في الأمور المفصلية .
وبمناسبة يوم المرأة ، فالفتاة الاسرائيلية (يهودية وعربية ) تتفوق على زميلها الذكر ، في نتائج امتحانات الثانوية العامة ، بل وتتفوق عليه في كافة المواضيع الدراسية ، ما عدا الفيزياء والرياضيات ..
لذا ، فالفتاة العربية وتحديدا طالبات الثانوية ، في اسرائيل ، تزيد نسبتها في التعليم الجامعي عن نسبة الذكور العرب ، وغالبية ال 23% من النساء العربيات العاملات ،هنّ مِمن انهين تعليماً جامعياً ، ويعملن بشكل عام في سلك التعليم ، التمريض والعمل الإجتماعي ، مع بعض المهن الأخرى (كالمحاماة والطب وسائر المهن). وهذا يدل على تغير في العقلية العربية والتي عارضت سابقاً خروج البنت الى العمل .. بل وتهتم العائلاتُ بتعليم بناتهن حتى تكون حياتهن مستقبلاً ، أفضل من حياة امهاتهن ..!!
هكذا تحصل المرأة على بعض حقوقها ، وعلى "قوامتها" على نفسها .. بالعلم والتعليم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه