الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة عديلة الصحية

عباس ساجت الغزي

2016 / 3 / 7
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


حكومة عديلة الصحية
اعتاد الشعب العراقي على مجانية التعليم وتقديم الخدمات الصحية للمواطن, ومنى النفس بالاستفادة من الحكومة الحالية في تذليل كثير من الصعاب وتحقيق انجازات للفقراء.
التخبط الحكومي دون رؤى استراتيجية وضع البلاد في دوامة الاخفاقات, واخذ الحكومة ومعها الشعب الى عالم المجهول في منزلق خطير من الصعوبة الخروج منه, وبات لزاماً على الحكومة اعلان حالة التقشف بعد ان تدهورت الاوضاع الاقتصادية بالتزامن مع انخفاض اسعار النفط العالمية.
وزيرة الصحة العراقية الدكتورة (عديلة حمود حسين) شعرت بخطورة الازمة الاقتصادية وتداعياتها التي تهدد مؤسساتها الصحية, بعد تنصل الحكومة عن الايفاء بالتزاماتها بتنفيذ المشاريع الصحية المهمة او ادامة القائمة منها, واكتفاء الحكومة بتقديم الرواتب فقط ضمن الموازنة المالية المخصصة للوزارة.
خطورة توقف المؤسسات الصحية الحكومية تشكل هاجس كبير وخطير للمعنين في وزارة الصحة, فالقسم العظيم بالحفاظ على ارواح الناس وتقديم الخدمات الطبية لهم في اصعب الظروف, يحتم البحث عن مخارج للازمة, وفي تلك المواقف الصعبة تظهر حكمة المسؤول في التعامل مع الواقع المرير .
بحثت وزيرة الصحة عن ثغرات قانونية تتيح لها انتشال وزراتها من المنزلق الخطير, بعد ان تيقنت من اصرار الحكومة على الزام وزارتها بالعمل وفق نظام التمويل الذاتي, فكان قرار فرض اجور رمزية على تقديم الخدمات الطبية للمواطن, وقد استثنى القرار العديد من الشرائح الغير قادرة على دفع اجور الخدمات الطبية.
جباية اجور الخدمات راعت الظروف المعيشية الصعبة للمواطن العراقي, اسعار الخدمات بسيطة ويسيرة الدفع على المواطن, وتعود بالفائدة على الجميع من خلال تحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة, وانتشال القطاع الصحي من الواقع المرير الذي يعيش نتيجة قلة التخصيصات المالية والدعم الحكومي لهذا القطاع الحيوي المهم.
كما ان الجباية حجبت عن شرائح مهمة من ذوي الاحتياجات الخاصة والنازحين والامراض المزمنة والجملة العصبية والامراض السرطانية ومستشفيات الارشاد للمحتاجين والعجزة والحشد الشعبي والنزلاء والسجناء .. وشرائح اخرى ضمن قانون اجور الخدمات الصحية المعد, في خطوة تعمل على دعم قطاع الصحة وتطوير نوعية وكمية الخدمات الصحية المقدمة للمحتاجين.
في البرلمان خرص الاعضاء امام الشرح الوافي والادلة الدامغة لوزيرة الصحة في توضيح أسباب فرض الاجور على الخدمات الصحية, لمعرفتهم بالتقصير الحكومي الواضح عن دعم هذا القطاع المهم الذي يرتبط بصحة المواطن وحياته, فحجج الوزيرة كانت دامغة في ضرورة اتخاذ الخطوات المهمة بجرأة المسؤول الشجاع الحريص على اداء العمل بمهنية عالية.
على المواطن ان يدرك خطورة المرحلة الحالية نتيجة الازمات التي تعصف بالبلاد والازمات الاقتصادية العالمية التي اثرت بشكل سلبي كبير على تقديم الخدمات للمواطن, وان يناصر خطوة وزارة الصحة في دفع اجور الخدمات لإنقاذ اشخاص بأمس الحاجة الى تقديم تلك الخدمة لهم.

عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة