الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم المرأة العالمي ... نضال لا يستكين

عامر الدلوي

2016 / 3 / 8
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي


تمر اليوم ذكرى عزيزة على قلوب كل الشرفاء من المؤمنين بدين الأنسانية القائم على العدل و المساواة , ذكرى اليوم الثامن من آذار عام 1908 والذي خرج فيه الآلاف من عاملات النسيج الأمريكيات في تظاهرة كبرى في شوارع نيو يورك إحياء ً لذكرى التظاهرة السابقة في العام 1856 في نفس المدينة إحتجاجا ً على ظروف العمل القاسية التي كن يرزحن تحتها في وضع كاد أن يكون أشبه بالعبودية فبالأضافة لكون يوم عملهن كان من الطول بحيث يتجاوز أحيانا 12 ساعة كن في الواقع محرومات من أبسط الحقوق الأنسانية المتمثل في حق التصويت والأنتخاب , تلك التظاهرة التي قمعت بوحشية من قبل شرطة المدينة حيث سالت دماء الكثير منهن في شوارعها , لم تمر دون أن تترك أثرا ً في الواقع والحياة السياسية للبلد حيث أجبرت الساسة على طرح قضايا المرأة العاملة على بساط البحث و في جداول أعمالهم اليومية .
كان لمظاهرة 8 آذار 1908 طعم خاص تميز باللفتة الذكية للمتظاهرات اللواتي حملن قطعا ً من الخبز اليابس وباقات من الورود و أخترن لتظاهرتهن شعار " خبز و ورود " ورفعن مطالبهن لتكون هذه المرة تخفيض ساعات العمل و منع تشغيل الأطفال و حصولهن على حق الأقتراع . وسرعان ما أنظمت لهذه الحركة الأحتجاجية نساء من الطبقة الوسطى لتتطور بالمطالبة بالمساواة والأنصاف و طالبن بحقوقهن السياسية و في مقدمتها الحق في الأنتخاب و الذي كان مقصورا ً على الرجال .
هذا اليوم الذي أصبح رمزا ً لنضال المرأة في بلدان شتى بعد ذلك التاريخ و خصوصا ً بلدان المستعمرات الهادفة للتحرر و مع قيام ثورة أكتوبر في العام 1917 و نشوء المنظومة الأشتراكية أصبح هذا اليوم عيدا ً رسميا ً في معظم بلدانها . وكان حافزا ً قويا لنشوء حركة قوية في مطالع القرن الماضي في العديد من البلدان العربية تطالب بتحرير المرأة من عبودية المنزل و العائلة ودعت للسماح لها بالتعليم والمساواة مع الرجل و تبديد ما تبقى من سلطات المجتمع الذكوري , و كان في مقدمة هؤلاء المصلحين من أنصار قضية المرأة في العراق شاعرنا الكبير الزهاوي و في مصر قاسم أمين .
و مما يؤسف له أن مخططات الرأسمال العالمي كان تمرر نفسها عبر شبكة الحكام العرب المتخلفين الذين أتخذت منهم أمعات يرددون ما تقول و أتخذوا منها إلها ً يعبدونه دون إلههم و تعاليم نبيهم , فأصبحوا مطايا لمخططات الولايات المتحدة و حاربوا دول المعسكر الإشتراكي للحد الذي أن بلدا ً مثل جزيرة العرب لم يعترف حكامها من آل سعود بالأتحاد السوفياتي حتى أنهياره و أنهيار المنظومة الأشتراكية , بل جندوا كل أمكاناتهم البشرية و المادية لتشكيل تنظيم المجاهدين للقتال ضد القوات الروسية في أفغانستان و الذي أصبح نواة لنشوء تنظيم القاعدة .
فما يحصل اليوم في بلداننا من تراجع في قضية حقوق المرأة مفاده و مآله لتنصيب و تسهيل القفز إلى سدة الحكم من قبل أمريكا للأحزاب الأسلامية الفاشية المتخلفة والتي تريد أعادة المرأة غلى عصر الحريم والسبايا , هذه الحقيقة التي لا تخص ما أصطلح على تسميتها بـ " داعش " لوحدها , فمن يتطلع غلى بغدادنا الحبيبة اليوم و التي تكاد تخلوا من أي وجود لداعش و أنصارها ولا وجود فيها و لا سطوة إلا للمليشيات التابعة لهذه الأحزاب و التي تفرض سطوة شبيهة بسطوة حركة " طالبان " في المناطق التي تسيطر عليها في افغانستان ... و أصبح شعار " بغداد لن تكون قندهار " الذي رفعته بعض الجماعات التي تنتمي للتيار الديمقراطي المدني في أوائل التظاهرات الإحتجاجية اليوم في خبر كان , إذ أصبحت بغداد اسوء من قندهار بألف مرة في ظل حكومات تافهة كحكومة المالكي و خليفته العبادي .
فاليوم لا تستطيع المرأة أن تسير في شوارعها سافرة ً دون أن تتعرض لمضايقات كثيرة , و كان لغلق المصانع الأنتاجية و عدم وجود درجات وظيفية جديدة أثر كبير في حجز الكثير من النساء العراقيات في بيوتهن , إضافة إلى تأثر الكثير من الإنتهازين و الإنهزاميين من الذين يتظاهرون بالتدين بآراء المشايخ و السادة من المعممين حول ضرورة إبقاء الفتاة في البيت وعدم أرسالها للمدارس للتعلم , و اصبحت تعاني من واقع مر يقود يوما ً بعد آخر إلى ما هو أسوء من حيث سلب حقوقها الدستورية .
في مثل هذه الظروف يجب على الشرائح المثقفة الواعية أن تشدد النضال من أجل هدم و تكسير القيود التي تريد هذه الجهات أن تفرضها على حرية المرأة , وتفضح هذه السياسات الهادفة لأمتهان كرامة المرأة في الفصل بين الجنسين في الدراسة وتنشيط شبكات الأتجار بالنساء و شيوع الزواج المؤقت و أنتشاره على أنه زيجة حلال في الدين الأسلامي حتى و لو كانت مدته ساعة واحدة , في محاولة بائسة من رجال الدين للتحايل على المفاهيم الدينية التي يدعون الأيمان بها و التي تسعى لتحريم الدعارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة