الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيرة 8 اذار 1975

كمال جبار

2016 / 3 / 8
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي


في عام 1975 خرجت مسيرة كبيرة تقودها عراقيات جميلات من كل آطياف الامة العراقية، عراقيات مفعمات بآمل تحقيق المساواة الحقيقية بين الرجل و النصف الاجمل في المجتمع. مساواة كان العراق و لا يزال بآمس الحاجة آليها. مساواة كاملة و فاعلة في كل الميادين بين الرجل و الام و الاخت و البنت و الحبيبة و الزوجة و الشريكة.

كانت مسيرة 8 آذار 1975 للاحتفال بيوم المرآة العالمي، ثمرة نضال و تضحيات عراقيات رائدات رسمن خارطة طريق كانت ستؤسس لديمقراطية فاعلة تضمن حقوق المرآة في كل قطاعات و مؤسسات الدولة و تساهم ببناء مجتمع سليم معافئ اساسه المحبة و آحترام الاخر.

في تلك الفترة كانت احزاب "الجبهة الوطنية" تتنافس لتوظف آجمل عضوات و ناشطات و مؤزرات آحزابها في تلك المسيرة الجبارة. لكن، تفاعل جميلات العراق مع تلك المناسبة العزيزة علئ قلوب العراقيات الواعيات و استثمار المسيرة لمد الجسور للتضامن و التنسيق مع نساء العالم، لتعزيز مكانة و دور المرآة في كل المجتمعات، آثار مخاوف الرجعيين المتنفذين داخل حزب البعث و الاحزاب القومية و الاسلامية. آرعبهم خروج المرآة العراقية بيوم 8 اذار للاحتفال بعيدها العالمي. و في الوقت الذي تعالت في المسيرة هتافات و شعارات "يا نساء العالم اتحدوا"، سراً بدآت برقيات و رسائل الرجعيين تدعوا "يآ اسلاميين العالم فسروا الدين لصالح سلطة الرجل و لكم منا و من اسيادنا ثروات لا تعد و لا تحصئ".

و كما انشآت و دعمت الحكومة البريطانية الاخوان المسلمين في مصر، غير مبالية بسعي الازهر و قيادات الاخوان لسلب حقوق جميلات مصر العزيزة، آنشآت و دعمت الحكومة الامريكية و البريطانية احزاب اسلامية "سنية و شيعية، كردية و تركمانية" في العراق لتسلب و تقمع و تصادر حق المرآة العراقية في اي نوع من آنواع الحرية و الحياة الكريمة. و كما دعمت و ساعدت حكام السعودية و بلدان الخليج علئ تطبيق و تصدير احكام و مذاهب الوهابية و السلفية لقمع حقوق المرآة في المساواة الكاملة في الحقوق مع آخيها الرجل، كذلك ساعدت و ساهمت بوصول آيات الله الئ سدة الحكم في آيران، لتقوض و تصادر الحريات التي حصلت عليها المرآة الايرانية الواعية بنضالاتها و تضحياتها.

ظهور و استفحال السلطات الغاشمة و الفاسدة للاسلام السياسي و معها تزايد نعيق و تخريفات و فتاوي وسموم "الرجعيين" من آصحاب العمائم و تجار الدين في آوطننا، جريمة تتحمل حكومات بريطانيا و آمريكا و روسيا و آوربا آثمها. جريمة فرضت تراجع مآساوي مرير و خطير في تطور شعوبنا و في واقع الحياة اليومية التي تعيشها نساء آوطاننا.

كيف نسمح لآنفسنا بالتحدث عن وجود و تحقيق آو حتئ التفكير بالعدالة الاجتماعية كركن رئيسي من اركان الاسلام و الاديان السماوية جميعاً، و ركن من آركان و اهداف القوانين الوضعية، في الوقت الذي نسمح فيه لحكامنا و ملوكنا و رجالات ادياننا بالتسابق في تشريع و فرض فتاوي و اعراف و قوانين " الحجاب و النقاب و غسل الشرف و تعدد الزوجات و الزواج من القاصرات و ارضاع الكبير و شهادة مرآتين تساوي شهادة رجل واحد و عدم جواز مصافحة المرآة للرجل" و غيرها من من لائحة طويلة من غدر و ظلم و جهل و امتهان للكرامة بحق امهاتنا و بناتنا و اخواتنا و حبيباتنا و زوجاتنا و نصفنا الاجمل.

كيف نتحدث عن وجود حريات تضمنتها دساتيرنا " القديمة و الجديدة" في مجتمعاتنا و في شوارع بغداد الحبيبة، علق الاسلاميون ملصقات تفرض علئ المرآة الحجاب و "الا مثواها النار"، و في اسواقها و متاجرها ملصقات تمنع دخول غير المحجبات، و في خطب الجمعة افتئ الخطباء بفرض حجاب علئ المسيحيات و جميع النساء في العراق.

ضعف و تهاون و مساومة الحكومة الاتحادية و حكومة الاقليم و الحكومات المحلية و الاحزاب الحاكمة مع الاسلاميين، و غياب وحدة الصف و وحدة الكلمة بين قوئ الخير من قوميات و طوائف الشعب، سيبقي قضية جوهرية مثل "المساواة" حبر علئ ورق و وعود فارغة يعاد طرحها خلال الحملات الانتخابية.

بدون مساواة حقيقية، مساواة كاملة و عادلة بين المرآة و الرجل، ستبقئ مجتمعاتنا عليلة تتنفس برئة واحدة، ضريرة ترئ بعين واحدة، مشلولة تبني بيد واحدة، كسيرة تسير بقدم واحد.

ما حدث من خراب و دمار و تراجع بسبب لاوطنية صدام و حروبه الغبية و حملته اللاايمانية و الحصار الدولي البشع و الاحتلال الذي جاء متعمداً بسلطة آحزاب الفساد و المحاصصة و الطائفية المقيتة و الاسلام السياسي، و بسبب عمئ بصيرة و سوء تخطيط و وهن قيادات الاحزاب العلمانية، كل هذه الاسباب مجتمعة، غيبت و منعت المرآة العراقية من آن تساهم بالشكل الامثل و المطلوب بقدراتها و طاقاتها لتحقيق حاضر و مستقبل مشرق واعد للعراق.

لكن، هذه ليست نهاية الطريق. نحن لسنا آول و لا آخر شعب مر و يمر بنكسات و قدم و يقدم التضحيات لتحقيق احلامه. رغم كل ما سنواجه من مصاعب و اهوال، علينا اكمال المسيرة. مسيرة تحقيق مساواة حقيقية بين المرآة و الرجل ، مساواة مكتوبة بحروف من فولاذ بدستورنا المستقبلي.

بكل فخر، كنت من المشاركين في مسيرة 8 اذار 1975. رغم صغر سني، كانت سعادتي غامرة و انا ارئ كل هذا الجمال العراقي يسير في شوارع بغداد مطالباً بصوت مدوي ، بحقه في الحرية و المساواة.

في مسيرة 8 اذار 1975 كنت آسير و آغني مع النساء و الرجال المشاركين "للمرآة غنوتنا و الهه محبتنا...كلنا نغني..نغني.. ونناضل ايد بآييد".

اليوم و في عيدكن المجيد، لكن جميعاً، آحبتي و "تاج راسي" نساء العراق، من زاخو الئ الفاو، بدءاً بغير المسلمات، و المسلمات، و الملحدات، في كل مدن و اقضية و نواحي و قرئ العراق، في الاهوار و الجبال و الارياف و السهول، و العراقيات في بلدان العالم، باقات ورود حمراء قانية و تحية تقدير و حب و آعتزاز. لكن جميعاً، اجدد عهدي بآن آبقئ شريك نضالكن ضد كل قوئ الرجعية و غربان الظلام و الجهل و التخلف، و حتئ تحقيق حقوقكن بالمساواة الكاملة مع الرجل. و من جديد لكن، و لنساء العالم آغني " للمرآة غنوتنا و الهه محبتنا... كلنا نغني..نغني.. و نناضل ايد بآييد".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة