الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر الثورة.. لا للمصالحة نعم للحساب

احمد البهائي

2016 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لا للمصالحة نعم للحساب
قال الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية ، خلال لقائه مع النافذة المسائية على قناة الجزيرة مباشر ، إن النظام الحاكم في مصر لابد أن يقبل المصالحة مع الإخوان عاجلا أو آجلا، ولنا في رسول الله أسوة حسنة على حد وصفه ، وأن النظام أخطأ حينما وصم جماعة عريقة مثل جماعة الإخوان بتهمة الإرهاب، مؤكدا أن الجماعة قوامها 700 ألف فرد ( وخلفهم حوالي 4 ملايين فرد من أسرهم)لا يمكن تصنيفهم أنهم إرهابيون، على حد وصفه ، .. مضيفا ، إذا أراد النظام أن يخدم مصر، ويخدم شعبه فليصفح وليصدر عفوا عن كل المعتقلين السياسيين، سواء من جماعة الإخوان أو من رموز نظام مبارك .
وكأن المشهد يعاد تشخيصه مرة ثانية على مسرح الحدث ، ولكن هذه المرة في شكل ميلودراما ، متعدد المواقف ، ولكن الشخصية واحدة تتحدث وترد على نفسها في آن واحد ، تنتقل سريعا من حال الفرح إلى حال الهم والغم والعكس كذلك ، دون أدنى إحساس بكيفية هذا الانتقال ، ليركز على تكثيف الصور العـاطفية وإشباع المَشهد بالأحاسيس الشعـورية ومداعبـة المشاعر عبر طرح ما يلامس الفطرة ، حتى لو إستلزم الامر اللعب على الدين والعقيدة ، من خلال مواقف حياتية تقدم كل ما من شأنه أن يداعب عواطفنا قبل أن يقنع عقولنا ، محاولين إقناعنا بأن القضية هامة وفي غاية الحساسية ، وتتميز بالقوة في الطرح وتلامس العاطفة في المقام الأول حينما يريد تناولها بالميلودراما ، وهذا هو الجديد الذي عودونا عليه دائما ، عند تناول القضايا الحساسة والهامة على مسرح الحياة السياسية في مصر .

من فينا يتذكر نفس الوجوه ذاتها عندما خرجت علينا بعد ثورة 25 يناير وفي اواخر 2011 ، بدعوات عنوانها «اذهبوا فأنتم الطلقاء» ، مستخدمين العاطفة والدين ، من أجل العفو والتسامح مع نظام افسد مصر سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا واخلاقيا ، والنتيجة أوصلونا الى ما نحن فيه الأن ، ومازلنا ندفع ثمنه ، بعودة وجوه نظام إدعوا أنهم إلتزموا ديارها ، ولكنهم في الحقيقة ممسكين بخيوط المشهد والحدث الأن ، فمن دعواتهم التي دخلوا بها علينا * " ان مصر تتمزق على مدى 9 أشهر فاصلة ما بين شهوة الانتقام من «فلول الحزب الوطنى»، وبين إرادة بناء أمة قوية وناهضة.. لا أحد يطرح فكرة أو حلاً لوضع كارثى يحيق بالبلاد.. ولا أحد يفكر بعمق: ماذا لو استغرقنا فى «محاكم التصفية ومعارك الفلول»، بينما يتضور الفقراء جوعاً، وينهار الاقتصاد والأمن فوق رؤوس 87 مليون مصرى؟!.. لماذا تحاول بعض التيارات السياسية جر البلد إلى حرب ضارية لطرد 3 ملايين مواطن من «جوف مصر»، مع علمنا جميعاً بأن 90٪-;- من أعضاء الحزب الوطنى لم تكن لهم علاقة بما جرى، بل كان أكثرهم لا يعرفون عنوان «مقر الحزب»؟! " ، كذلك دعواتهم ** " سقط نظام وسقطت قوته.. فلماذا نهوى خلق «عفريت»، ثم نصرخ رعباً.. مات حزب، ودفناه بحكم القضاء والشعب.. فما جدوى إنهاك البلد فى معركة وهمية.. وإلى متى سنظل أوصياء على الشعب.. ولماذا لا نمنح المواطن حق عزل وإسقاط نواب «الوطنى» فى صناديق الانتخابات؟ " .

فمن يتابع ويتأمل دعوات البارحة ودعوات اليوم ، يجدها واحدة منهجا وإسلوبا وسلوكا ونمطا ، للعودة بمصر الى ما قبل 25 يناير وإمتدادها 30 يونيه ، فالثعابين والخفافيش والتماسيح لا تستطيع العيش هكذا بدون المستنقع والبيئة الحاضنة التي تساعد على البقاء ، فنظام مبارك وجماعة الإخوان لا يمكن لأحد منهم البقاء دون بقاء الاخر.

هذا ما كنا نخشاه أن يمتلك الثورة من يجيد فن الكلام والحديث ممن يصفون أنفسهم بالنخب والمفكرين والمثقفين ، وأعطوا لأنفسهم حق الحديث نيابة عنا ! ، وصل بهم الحد الى تنصيب انفسهم بفقهاء مصرالثورة ، حتي خرجوا علينا بثوبهم المزخرف الجديد ، بألوانه التي لم نعهدها من قبل ، هي خليط من لون يغلب عليه نزعة التشائم مصحوب بمسحة من فرشة اليأس ، ولون أخر يظهر لك من الوهلة الاولى بفرحة الربيع بزهوره المتفتحة ، ولكن بأعلاه يتعمد إظهار غيامة بلونها القاتم ، للإيحاء بأنها تحجب الرؤية عن الحاضر وخشية من المستقبل ، ومن العجب تجدهم في كل حديث ، ممسكين بأيديهم لون مدعيين لكي يكتمل الثوب بألوانه لابد منه ، لون بخطوط التسامح والمصالحة ، ، مستندين فيها بعبرة التاريخ وقدوتة وعظمته حينما قال الرسول «يا معشر قريش.. اذهبوا فأنتم الطلقاء» ، متناسين وقتها أن قريش أعترفوا بذنبهم واقروا بفعلتهم ، وأن القائد قد تمكن وهيمن على كامل المجريات السياسية والاقتصاديه والامنية ، وانه أصبح رجل الدولة ، واعترافوا له بالزعامة بدون منازع ، ولكن تعالوا نستعرض التاريخ ونضرب مثل أخر من هناك ليماثل الواقع هنا ، ألا وهو ما فعله الرسول بعد موقعة الاحزاب وخيانة اليهود ونكرانهم له وما قدموه من إفساد للحياة سياسيا وأمنيا بنقد العهد ، واقتصاديا بعدم الوفاء بالامور الحياتية داخل المدينه ، وبعد النصر ، هل عفا عنهم الرسول وقال لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء لا..لا ، بل قام بما تطلب الأمر منه بهدف الإصلاح والصالح العام كرجل دولة ، أخيرا ، نقول لا ترحيب ولا عفو ولا مصالحة عن أناس او جماعات او احزاب ، كان شغلهم الشاغل مصالحهم الشخصية على حساب الوطن ، وتفننوا في إهدار كرامة الانسان المصري وافساد الحياة السياسية والاقتصادية والاخلاقية والامنية ....عاشت مصر,, عاشت مصر..المجد كل المجد لمصرنا الحبيبة دون هؤلاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني