الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث بن قردان التونسية ما بين الرئيس المصري السيسي والقادة الغربيين

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تعرضت مدينة بن قردان التي تقع أقصى الجنوب الشرقي للجمهورية التونسية قرب الحدود التونسية مع ليبيا، والتي تبلغ مساحتها 4732 كلم مربّع ويتعدى عدد سكانها 100 الف نسمة، تعرضت لهجوم إرهابي مكون من 50 شخص تقريبا أعلن رئيس الوزراء التونسي أن أغلبهم تونسيين إضافة إلى جنسيات أخرى يتم التحري عنهم، ولقد استهدف هذا الهجوم الإرهابي إقامة إمارة داعشية في تلك المدينة الحدودية التابعة لولاية مدنين جنوبي تونس.
ولقد جالت سيارات هذه المجموعة الإرهابية شوارع المدينة في صباح أمس الباكر لتعلن للأهالي أنهم قدموا لتخليصهم من حكم " الطواغيت "، وكان أفراد هذه المجموعة الإرهابية قد تلقوا إشارة بدء تنفيذ عملية اقتحام الثكنة العسكرية بالمنطقة والمراكز الأمنية من جامع!! وسط المدينة أثناء صلاة الفجر!!.
وهذا يذكرنا بما حدث في شمال سيناء المصرية في العام الماضي والذي نبّه السيسي إلى أن تلك الأحداث كان الهدف من ورائها «إعلان إمارة إسلامية في سيناء»، ولفت إلى أن الهجمات الإرهابية تم التخطيط لها في الخارج، مشيراً إلى أن الجيش أحبط مخططاً كبيراً، وهو نفس ما قام به قوات الأمن التونسية التي أحبطت مخططا كان يستهدف البلاد.
وهذه المقارنة التي فرضت نفسها بين ما حدث في كل من بن قردان التونسية وشمال سيناء المصرية، والتي فيها عديد العناصر المتشابهة، إنما تؤكد أن المصدر واحد والمخطط هو نفسه، والأدوات هي ذاتها، وكانت النتيجة أيضا هي عينها، حيث استطاعت الدولة بمؤسستها الأمنية في كلا البلدين أن تحبط هذا المخطط.
إن ما حدث في تونس يؤكد للجميع أن هناك مخططا مستهدفا للمنطقة العربية، التي مرت عليها رياح ما سمي بالربيع العربي فقضت على بعض البلاد قضاء شبه تام كما هو الحال في ليبيا التي جاء منها هؤلاء الإرهابيين الذين استهدفوا بن قردان، والذي كان لحلف الناتو الدور الأكبر في وصول الأمور فيها إلى هذه المرحلة حينما روجوا أن هجماتهم على ليبيا هدفها مساعدة الشعب الليبي في التخلص من الديكتاتور معمر القذافي، وكانت النتيجة كما يعلمها ويراها الجميع، وهي أن أصبحت ليبيا مرتعا للجماعات الإرهابية.
والغريب أننا في تلك المنطقة المبتلاه لا نتعلم ولا نريد أن نتعلم فما ساقه الناتو في الحالة الليبية كان نفس ما تم تسويقه للتخلص من الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، والذي لم أكن يوما من المؤيدين له، حيث أرى أنه من بين الأسباب التي ورطت المنطقة فيما هي فيه الآن، ولم نر للعراق وجودا بعد الغزو الأمريكي حتى اللحظة، وهو نفس ما يقال في الأزمة السورية منذ اندلاعها، والتي ينساق الكثيرون خلفه، وكأني بهم وأعينهم قد أصابها الرمد، حاشا لله، بل العمى.
ولأن يعبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تضامنه مع الشعب التونسي والدولة التونسية وأن يشيد بالأداء البطولي للمؤسسة الأمنية في تونس فهذا أمر مقبول وطبيعي، أما أن يخرج علينا الرئيس الأمريكي أو الفرنسي أو الإيطالي ويعربوا عن تضامنهم أو يذرفوا الدموع على ضحايا الإرهاب، فإننا نرى تلك الدموع ما هي إلا دموع التماسيح، فإن أرادو حقا مساعدة هذه المنطقة، والرأفة بهذه الشعوب فما عليهم إلا أن يرفعوا أيديهم وأن يحرمونا خدماتهم، ساعتها سنؤمن أنهم حقا يحاربون الإرهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا