الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبودية الشعوب منبعها هي عبودية المرأة

صباح محمد أمين

2016 / 3 / 8
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي


تحية الى النساء العراقيات اللائي تعرضن لقتل والاختطاف
تحية الى المقاتلات الكورديات في وجه داعش
تحية الى النساء الايزديات الكورديات اللائي تعرضن لسبي والاختطاف
تحية الى النساء الممتلئة قلوبهن بالحب ورجمن بالحجر من قِبل المتأسلمين
تحية الى النساء النازحات والمقيمات في الخيم والعراء
تحية الى النساء الأديبات والشاعرات والعالمات اللائي يهدفن الى التطوير والتنوير
تحية الى النساء المربيات الجيل الواعي المتنور
تحية الى النساء الداعمات للحرية والعدالة والمساواة وحقوق الانسان
‎تحية لكِ أيتها المرأة في كل بقاع الأرض .. اهنئك في عيدك الأغر ... ليكن الثامن من آذار منطلقا لتنوير الذهنية للمجتمع ليحفظ كل شعوب العالم كرامتهم وحقوقهم متمسكين بالحب وداعين للسلام
تحية الى الحوار المتمدن المضيف لكتاب والكاتبات إكرامًا ليوم المراة لنحرر الكلمة التي تنهض حقوق المرأة ومن خلال طرح أسألتكم التي تهدف لوقوف على أسباب اضطهاد المرأة في حوار حول المرأة والعنف في العالم العربي .. اجيب بسطور لعل ان يكون طريق لتنوير وذهنية المجتمع

يصعب تفسير الظلم أو الاضطهاد بحق المرأة في نمط حياتها دون ان نبالي للعاملين الاساسيين حيث انها أولا أسيرة التقاليد الدولتية والهرمية الممتدة على مر التاريخ ، وثانيا : خنوعها لثقافة وذهنية المجتمع المؤثرة في السلوكيات للأفراد مجتمعةً، ، أي لايمكن الحصر او التمركز لشكلية الاضطهاد على المرأة لسبب واحد ، فدول الشرق الأوسط تتميز بثقافة تلبس المرأة البرقة والاسود الداجن من خلال تقنين وتشريع النصوص الدينية الجامدة ، كما أن المسيحية تفرض الحجاب في الكنيسة ، وسابقة هذان الدينان - اليهودية التي أقرت في الذهنيّة العلميّة لأحبار أنّ المرأة مصدر جاذبيّة للرجل اي ان الحجاب عادة يهودية قديمة ، وبالمجمل نسطيع ان نقول ان الاديان وبفضل الشيوخ والرهبان والأحبار أقرت فريضة هي من دواعي الطبقية لغاية الاستغلال والسلطنة ، فعلينا التمييز بين الواقعية الموجبة والموضوعية المفروضة ونقيس اشكالية الاضطهاد وفق معايير طبقية ومجتمعية و غير متناسين ان الاضطهاد النسوي لايعني حصر فرض الحجاب او الختان او التمييز الجنسي بأنه يقع على المرأة فحسب بل ان نعرف بأن المجتمع الشرقي يتمييز بكل تنوعات الاديان والمذاهب فيها بفرض الكثير من الأمور يكبل الرجل أيضا مما يغيير من مساره الإنساني ، فمن هنا ننطلق من مفهومية أوسع من تأثير الاديان او الطبقات ، حيث نرى ان القيم الأنثوية التي أفرزتها الدول الأوربية مدمرة أيضا تأثيرها بقدر التقاليد الدوغماتية ، حيث دخلت المرأة في اعقد حالات الحيرة والارتباك ازاء ثقافة تصل حدود الاباحية من جهة وثقافة الاتزان من جهة اخرى ، فالمرأة في الشرق الأوسط الذي هو موضوع طرحنا نراها قُلبت كل فضائل الأنوثة وجنس المرأة رأسا على عقب ، فالحداثة الاسلاموية والذكورية غدايا العاملين الاساسيين المؤثرين على كينونتها وباتت المرأة أثمن مُلك للرجل الذي خرج عن ذاته بسبب التقاليد العشائرية والدينية المتمثلة في الطاعة المطلقة لرغبات الرجل المسلط وفق النهج الطبقي الذي أُفرز من أيدلوجيتهما والذي يعتبر القرار المشترك والوفاق مع المرأة عيب وعار في لغة الرجل ، في حين نجد التبعية العمياء الغير المضبوطة فرض ومبدأ لابد منه تجاه الزوج واعتبارها فضيلة مثلى في الأخلاق ، هذا الواقع المفروض على المرأة جعلها تتحطم وتنكسر وتتراجع عن الإبداع لربما حتى في التربية المنوطة اليها مما عكس سلبا على الواقع الاجتماعي ، يجدر القول هنا ان نقر بان عبودية الشعوب منبعها هي عبودية المرأة ، لان واقع المرأة يحدد واقع الاجتماعي، ففي الشرق الأوسط والدول الاسلامية هناك مبدأ قائل ( بأن المرأة هي مرأة والرجل هو رجل ) دون الإشارة الى مفهوم الانسان ، هذا المفهوم جعل الجدلية ثنائية تتمخض منها خصائص الحضارة تتمثل في الرجولة المهيمنة الجوفاء والذي يعكس بدورها هيمنته التي يطبقها السلطة عليه على المرأة وتعكسها هي الاخرى على الاطفال وبالتالي تصبح صفة العبودية والهيمنة هما الحكم المجبور من الأعلى الى الأسفل - وتصبحان الالية التبعية في أعلى مستوياتها ، وجعلت من المرأة الوسيلة او المادة الاساسية للإنتاج وتطبيق الظلم الأكبر على المجتمعات الاسلامية والشرقية ،إيجازا لما نوهت اليه ان الصراعات الطبقية والدينية والثقافية والتاريخية أنتجت ذهنية متخلفة بحق الإبداع والاخلاق لبشرية جمعاء ، يتحتم للنشاط الذهني والتفكيري ان ينهض بصحوة مضادة وكرد فعل لتلك الصدمات القاتلة لعقل البشري وإرادته
اما طرحنا الاخر الذي يمكن من النهضة الذهنية وتقوية الإرادة هو ما يخص دور المنظمات والاتحادات النسوية في مواجهة الحركات المتطرفة والمتعصبة دينيا وكيفية تعزيز دورها
لو نقيم دور المنظمات والاتحادات النسوية ، لانخرج بمُحصلة ، أي لها دور مقصر إن لم نُجزم بأن دورها بات سلبيا نتيجة للإرتباطاتها الحزبية والدولتية ، فالوقفة القانونية الاساسية لحقوق كل فرد المدنية والاقتصادية ،والاجتماعية ، وحقوق الشعوب في الثقافة ، وحق المرأة التي أقرتها القانون الدولي ، حقوقا لايمكن التخلي عنها ، او إعطائها طابعا رسميا أو وظيفيا ، لإن تلك الحقوق هي إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الحضارة الديمقراطية ، فلذلك هناك حاجة ماسة للإنشاء المؤسسات تهدف الى خلق الكوادر الأساسية تكون شاملة وغنية بالمضمون الأيدلوجي وحتى التقني مقتدرة في كل المجالات الفلسفية والدين والتاريخ والحقوق والعلم والفن ، وفي كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية ، ولو تم إعداد تلك الكوادر من قِبل الدولة والأحزاب فسيتم بطريقة تنسجم مع أهدافها التي تتناسب مع جوهرها ، وهذا ما نراها في معظم منظمات المجتمع المدني في الشرق الأوسط ، فعليه يجب تناول نمط المجتمع المدني بصفة تهدف الى حل البنية التي وصلت الى طريق مسدود وخاصة المنظمات النسوية للحد من التخريب الذي نجم من مناهج العنف التقليدية ، فحلول المجتمع المدني أساس للحضارة الديمقراطية ، ولكن للأسف دور المنظمات النسوية في مجتمعنا الحالي أراها ضعيف لعدم تهيأة الكوادر بالشكل العلمي من جهة ومن جهة أخرى تأثير الدولة بالشكل السلبي نتيجة الارتباط المنفعي دون التوجه الديمقراطي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزيرة خارجية ألمانيا: لإسرائيل الحق بقصف أماكن المدنيين


.. أحمد الحيلة: مهلة بلينكن تعني أنه من حق إسرائيل أن تقتل أي ف




.. مراسل العربية: إنذار بإخلاء مناطق سكنية ومنشآت مدنية في حارة


.. إصابة مباشرة لصاروخ أطلق من لبنان على منزل بمستوطنة كريات بي




.. أسامة حمدان: خطة الجنرالات هي أكثر الخطط العسكرية انحطاطا وأ