الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى السيد العظيم

ضياء رحيم محسن

2016 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في تأريخ الشعوب هناك لحظات يقف عندها كثيرون، قد تكون هذه اللحظات على شكل مواقف يقفها أبناء هذا الشعب، وقد تتمثل بشكل إيثار من الحاكم تجاه شعبه، وعلى كثرة هذه اللحظات؛ إلا أننا لا زلنا نقف عندها وقفة إعتزاز، من هذه المواقف واللحظات نستطيع إستذكار خروج الإمام الحسين بن علي (عليهم السلام) على يزيد بن معاوية (عليه اللعنة)، الذي ضحى بنفسه الزكية، وعائلته وأصحابه الذين خرجوا معه، لإعلاء كلمة الحق، والوقوف بوجه الظلم الذي كان يمثله يزيد بن معاوية (عليه اللعنة).
في وقتنا هذا نجد لمثل تلك الوقفة البطولية، وقفة أخرى لرجل من أهل ذلك البيت الذي يأبى الضيم، إنه المرجع الأعلى للطائفة السيد علي الحسيني السيستاني، ذلك الرجل الذي تجاوز عمره الثمانين عاما، ومع ذلك فقد وقف ليقول كلمة صدحت في الآفاق، لتخيف طواغيت العصر والشُذاذ والسُراق.
تعرض المرجع الأعلى لشتى أنواع التسقيط، في أغلبه جاء من ذوي القربى، وأقصد بذلك ممن يحسبون على الطائفة الشيعية في العراق تحديدا، مع ان الرجل لم يقل يُعرف عنه أنه في يوم من الأيام أن قال، بأنه يريد أن يكون حاكما للعراق؛ أو أنه إستحوذ على الخمس والزكاة التي يدفعها ميسوري الحال لفقراء الأمة عن طريق المرجع الأعلى، ذلك لأنه يعطي إجازة للمكلف الشرعي بالتصرف بالخمس والزكاة، لمن يعلم بأنهم بحاجة فعلا لهذه الأموال.
من ضمن حملة التسقيط التي يتعرض لها المرجع الأعلى، وبرعاية ماسونية مخابراتية غربية، هي التعرض للفتوى العظيمة للمرجع الأعلى بالجهاد الكفائي، هذه الفتوى التي حافظت على العراق كبلد، وحفظت أعراض نساءه، عدا من تعرض منهن الى الأذى على يد الشواذ من عصابات داعش، حيث يصفها بعض المأجورين بأنها حملة لإبادة السُنة في العراق، وأنها محاولة لتشييع السُنة العراقيين، في وقت لم نسمع يوما بهذا الكلام؛ إلا من خلال فضائيات مسمومة تنفث سمها في وجوه السذج وقصيري التفكير ممن يستمع لتلك الفضائيات.
ولا ننسى تعرض هؤلاء لعدد غير قليل من القيادات السياسية المقربة من المرجعية الرشيدة، كل ما ذكرناه يقوم به نفر باع نفسه واشترى الدنيا بالأخرة، من أجل أن يقال عنه بأنه علماني أو مدني، أو واحدة من المسميات التي يطلقها على أنفسهم من باع دينه بدنياه، وينسى أولئك باننا عندما إشتد وطر الحرب، لم نسمع لهم صوت؛ بل إنكفئوا الى الجحور يتوارون من الناس حتى لا يقال لهم، لمَ لم تدافعوا عن العراق، هؤلاء الذين يتكلمون عن السيد العظيم، هم ذاتهم الذين يتسكعون في البارات ويستمتعوا بالغانيات وهن يتمايلن بوسطهن أمامهم مقابل كأس من الكؤوس التي يشربونها سما زعافا.
أما أنت سيدي العظيم، تبقى كما أنت لا تهزك الريح الصفراء، مهما كانت الجهة التي أتت منها، ذلك لأنك مثل أجدادك الذين ضحوا بأنفسهم لأجل إعلاء كلمة الحق، التي ترتبط بالباري عز وجل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |