الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيثم نافل والي وروايته أنهر بنت الرافدين

ماجد عزيز الحبيب

2016 / 3 / 10
الادب والفن


بين انهر وادم وقصه العجوز التي اشترت عقد الذهب نجد المساحه الكتابيه لرواية القاص هيثم نافل والي واسعة مزروعة بأفكار جميلة حمله ُ لنا قلم الابداع القصصي الرائع من قبل السيد هيثم فكان لنا ان نقرأ هذه الرواية بأمعان وتمعن ,فوجدنا انها قصة واقعية تحاكي واقع متواجد في كل المجتمعات العربية المحافظه والتي قد تنقلب فيها المحافظه الى شئ غير مألوف ومن هنا يصبح التجدد.المجتمعات العربيه تتردد في تبني اي جديد كما يحدث في مجتمعات اخرى يبادر افراد منه ثم بعد ان يرى افراده نتائجه ويقتنعوا به تصبح هذه صيحة يتم تطبيقها بصورة كليه ليستفاد منها الاخرين ولكن المجتمعات العربيه وعلى مدى قرون تتسم بشخصيتها وبشكل عام بالمحافظه ولكنها في ذات الحال لا تزال تعيش واقعا متخلفا في مختلف المجالات لانها لا تريد ان تعرف ما يفكر به الاخر ولا تريد ان تتقبل ما وصل اليه الاخر فأصبحت هذه المجتمعات متقوقعه على نفسها ومن هنا جاءت الويلات والنكبات والكوارث والالام واصبح الفرح مهمشا واصبحت السعاده لها معنى اخر في نظرهم قد تجلد عليها او تفقد حياتك من وراء سعادتك وفرحك.
لكتابة القصه والقصه الطويله او الروايه طرق عدة يختارها الكاتب فمنها يأخذ الكاتب حبكته ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها او يأخذ شخصية ويحيطها بالاحداث والمواقف التي تنتمي اليها هذه الشخصيه او ياخذ جوا معينا كاحداث الحرب مثلا ويجعل الفعل والاشخاص تتفاعل معه او يتفاعل هو مع الحدث او تكون الروايه شاملة بجميع الانفعالات والاحداث ومن هنا نجد ان روايه انهر بنت الرافدين قد جمعت كل هذه الاطر وافرزت لنا قصه شامله بالانفعالات والاحدات وسارت بأنسيابيه جميله ولطيفه.ان اهم ما يميز الروايه هو التشابك في الاحداث والمؤثرات وتتقاطع الازمنه والامكنه وتتلاقى فيها الشخصيات وتتصادم بين الحين والاخر واكثر الروايات هي احداث واقعيه في حقيقة الامر تسير امامك وتراها ولكن ليس الكل يستطيع توظيبها ونسجها بصورة كتابيه جميله الا الذين لديهم فكر ثاقب والهام وفطنه وقد يزيد الكاتب عليها بعض من مطيباته ونكهاته الكتابية لكي تخرج للمتلقف والمتذوق للنص بالشكل الجميل والسلس وهذا ما رايته واستمتعت به وانا اقرا روايه انهر بنت الرافدين والتي جسد فيها الكاتب الرائع هيثم نافل والي صور التلاحم الروحي والوجداني الكبير وما ان تقرأ صفحتها الاولى حتى يأخذك طموحك الفكري الى قراءة المزيد من صفحاتها والتي بلغت 380 صفحة بعد صفحه الى ان تقول لك عينك لقد تعبت لنرتاح قليلا ونعاود ولكن فكرك وعقلك يقول لك استمر وتضحي وتستجيب لنداء العقل والفكر دون المبالاة بتعب العين لانك وجدت في هذه الرواية شئ يشدك اليه شئ تريد معرفته ولكن كيف تعرفه الا من خلال قراءتك احداث هذه الرواية الواقعية جدا والمؤثره جدا, هذه القصه ارجعتني الى الوراء قليلا وانا ارى واتذكر هذا الحي الكرخي من بغداد الحب والسلام حي الاثوريين والذي كانت تسكنه طوائف متعدده متحابة بين بعضها البعض لا تفرقها المذاهب او الاديان.ان السرد الكتابي في روايه الاخ هيثم سرد محبوك غلبت عليه صيغة الماضي وهذا ما نراه في اغلب الروايات فالافعال الماضيه تغلب على جميع الروايات وفي حواراته يكشف لنا السيد هيثم نفسية الشخصيات واحياء مناخ دلالي عميق على امتداد الرواية كما انه يكشف عن دوافع الشخصيات وطباعها كما المناجاة قد استخدمها والي بكثرة وهذه نقطه ايجابية وايجابيه جدا وموفقه في اعطاء شئ من السيرة الذاتية لبعض اشخاص الروايه المحوريين,بناء متكامل نراه في هذه الروايه وبناء مرصوف ورصين بحجر كتابي من النوع الكبير لكاتب كبير زين اطار قصته بموزائيك جميل وبديع.انهر الطيبه القلب والصافيه كصفاء دجلة والفرات اصيله جميله وكيف لا وهي بنت الحضارات والامجاد والعلى وعاشت بين ناس طيبين بين خليط متجانس لا يعرف الحقد والكراهيه ونبذ الاخر فنشأت تحب وتحتضن الجميع رغم حياتها التي كانت حياة بائسه ورغم قساوة الايام وعدم المبالاة الاسريه خرجت انهر وهي قويه صامدة واقفه كوقوف جبال العراق ,نراها وهي تساعد العجوز وتحتضنها فهي رهيفة القلب والاحساس تضحك تبتسم ظاهريا تتوجع من الداخل والكل يظنها بأنها اسعد ما في الكون ولكن في داخل القلب غصة بل غصات,يأخذنا السيد هيثم في جولته القصصيه هذه الى بغداد ثم يسافر بنا الى المانيا ويصور لنا شوارعها وازقتها وفنادقها ويمزج بين بلده العراق والمانيا ليعطينا شئ جديد ومدروس وعبر من خلال واقع الحدث,تصوير رائع وراقي بتفاصيل جميله يحبها كل قارئ لهذه الروايه نجد عامل التشويق موجود في هذه الروايه ونجد بعض من المرح والفكاهه قد وجد لها الكاتب مكانا في قصته فاصبحت وكما قلت سابقا رواية محبوكه الجوانب اعطى فيها الكاتب لشخوصه مساحه لكل واحد فيها,اننا امام روايه كبيره وامام كاتب كبيرقرأت له من قبل قصص قصيرة وكان جميلا في كل قصصه ولكن ابداعه وجمالية كتاباته تجلت في هذه الروايه البديع والخالده واضاف الى الادب القصصي رائعه جديده ,فالثقافه والادب فخورين بهذا الكاتب المتميز...

ماجد عزيز الحبيب
السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع