الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس :حول ما يجري في بنقردان :لا نريد إلا الحقيقة والحقيقة كاملة

بشير الحامدي

2016 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تونس ـ حول ما يجري في بنقردان :لا نريد إلا الحقيقة والحقيقة كاملة

ـ 1 ـ
لا نريد إلا الحقيقة والحقيقة كاملة
وبعد ...
نعم معارك وقتلى وعتاد حربي خفيف وثقيل بيد عصابات ارهابية مسلحة وجدار عازل ومنطقة معلنة عسكرية وحالة طوارئ دائمة و ثلاثة أجهزة نظامية مسلحة تشتغل على تأمين الحدود والمنطقة ... ولكن ومع كل هذا تتسلل مجموعات مسلحة إرهابية وتتمركز وتصل حتى لعناصر في جهاز مكافحة الارهاب وتغتالهم وهم في منازلهم...
فماذا يحدث بالضبط ؟
وأين الأجهزة التي تشتغل على تأمين المنطقة ؟
ومن أين تسربت هذه المجموعات؟
ومن أين دخل كل هذا السلاح الذي بيد هذه المجموعات؟
وهل وقع كل هذا في غفلة من هذه الأجهزة؟
وهل القدرات العسكرية لهذه المجموعات أكبر من قدرات أجهزة النظام حتى تؤمن كل هذا العتاد وكل هذا العدد من المسلحين في منطقة يمكن مراقبتها شبرا شبرا؟
أسئلة كثيرة لا يمكن فهم ما يجري في بن قردان دون الإجابة عنها.
أكيد أن الحقيقة أبعد مما يتداول ويروج له و أن أطرافا من النظام وفي أجهزته الأمنية و الاستخبراتية مطالبة بكشف كل أوراق هذا الملف.
الارهاب لا يعهد بمكافحته لأجهزة فاسدة !!!!
لا نريد إلا الحقيقة والحقيقة كاملة.

ـ 2 ـ
استبداد يصارع استبدادا
أنظروا يا أصحاب الضمائر إلى ما أبعد قليلا من الدماء.
ستقفون على الحقيقة التي لا أحد يريد أن يراها.
الحقيقة هي: داعش هي أيضا من مول ومن سلّح ومن خطط.
داعش استبداد يصارع استبدادا.
داعش وجه النظام الرأسمالي الهمجي الذي لم يستطع أن يخفيه.
رأس المال ليس دائما قادر على إخفاء تناقضاته وهمجيته.
أينما توجد الثروة فهناك قابلية لزرع داعش.
داعش ذراع أصولية السوق المسلحة باثة الفوضى والرعب.
رأس المال صار يحكم بالفوضى .
في ليبيا الدولة غائبة ولكن رأس المال حاضر.
في ليبيا الدولة غائبة ولكن الاستبداد والعنف والهمجيات والقتل يعيش جنب إلى جنب مع نهب الثورة.
الموقف اليوم لا يتحدد بالأخلاقي فقط.
الموقف اليوم يتحدد بالمصلحة والمصلحة فقط هكذا كانت الهمجيات عبر كل التاريخ.
مصلحة داعش ومن وراء داعش في أن تسود الفوضى وتسيل الدماء.
مصلحة داعش ومن وراء داعش أن يتناحر الكل ضد الكل حتى يبرز الطرف الأقوى.
لم تعد الخيارات تسمح بغير الدفع إلى التطاحن حتى يضعف الجميع.
هكذا خططت الحكومة العالمية لنظام الفوضى منذ الحرب الأولى على العراق.
هؤلاء يعرفون أن الصراع يمكن التخطيط له على الورق ولكنه على الأرض يمكن أن يتحول إلى مسارات غير متوقعة.
هؤلاء في استراتيجياتهم هذه يولون للتوقعات غير المحتملة حسابا.
لكن إلى حدّ الآن يبدو أن كل شيء يسير وفق التوقعات.
الفوضى تعم .التسليح يعم .النهب يسير وفق ما هو مضبوط .
عموما لم يعد هناك قابلية للحديث عن غد أفضل في غياب المعركة الحقيقية .
والمعركة الحقيقة هي تلك المعركة التي ترفع راية مقاومة النظام مقاومة الفوضى مقاومة استراتيجيات الإخضاع مقاومة صراع الهمجيات مقاومة داعش ومن صنع داعش وتغيير كل الوضع الذي مكن لداعش.
الغد الأفضل هو الغد الذي تصنعه الجماهير التي لا مصلحة لها في كل هذا الصراع ولا مصلحة لها في كل هذه المسارات التي لا هدف منها غير مزيد إخضاعها وتحويلها إلى هباء.
المعركة صارت على الوجود في حد ذاته ضد نظام العبوديات جميعا و الأصوليات جميعا.
المعركة صارت أن تتسلح الأغلبية من أجل مصالحها
المعركة صارت أن تتسلح الأغلبية من أجل أن تبقى على قيد الحياة.

ـ 3 ـ
أسئلة لابد منها في علاقة بما يجري في بنقردان
ماذا كان هدف الجماعات المسلحة الارهابية تحديدا من عملية بن قردان؟
هل كان مجرد معركة لمجرد القتل أم أن هناك مخططا أشمل من ذلك و إن كان فما هو؟
هل كانت الجماعات المسلحة تنوي السيطرة على المدينة وتحويلها إلى منقطة ارتكاز لنشاط عسكري أشمل؟ و إن كان هذا هو مخططهم فأي عقل عسكري يقودهم وهم يعلمون أن ذلك غير ممكن ولو لساعات لتفوق أجهزة النظام التونسي العسكرية ولعدم ملائمة العامل الجغرافي لمثل هكذا استراتيجية؟
كيف لجماعات مسلحة ومدربة أن ترمي بعدد كبير من عناصرها في معركة لا أفق لها إذا ما سلمنا أنها معركة ليست من أجل السيطرة على موقع والتحصن فيه من أجل عمل عسكري أشمل ؟
كيف لجماعات مسلحة ومدربة أن تخوض معركة بعدد كبير من عناصرها دون أن تؤمن إمكانية انسحاب آمن لعناصرها بعد التنفيذ ؟
كلها أسئلة ترجح لديّ فكرة أن ما يجري مخطط له من أجل أهداف بعيدة عما يروج له ويتداول الآن.
ولعل لفكرة تحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية تحت النفوذ العسكري الأجنبي المباشربتعلة مكافحة الارهاب في شمال افريقيا فكرة تجد ما يبررها في وضع بكل هذه التناقضات والغموض.

ـ 4 ـ
سيبو الجثث "و إبحثوا عن:
من أين جاء السلاح ؟
ومن جاء به ؟
وكيف وصل لمن استعمله ؟
ومن درّب عليه ؟
وفي حساب من نزلت عائداته ؟
إبحثوا عن كل هذا أولا ...
أكيد أن مثل هذا البحث حتى و إن أجري ستكون محاضره مختومة بـ "أسرار دولة"
و أكيد أنّ مثل هذا البحث سيثبت أن وراء كل هذا التقتيل نفس العصابة التي اغتالت الشهيدين نفس العصابة التي خططت لعودة أولاد بن علي للحكم وللإدارة وللإعلام.
بن علي حكم بفزاعة مكافحة الإرهاب وورثته يحكمون عبر توظيفه و إدارته.

ـ 5 ـ
وتتواصل الحرب في بنفردان ...!!!
بقايا المعركة ...
في الصباح العثور على مختزن أسلحة
في العشية تجدد المواجهات مع مسلحين
وغدا وبعد غد وعلى مدار أيام ستتواصل حلقات هذا المسلسل...
الحرب في الحقيقة ليست ضد المجموعات المسلحة الارهابية فقط
الحرب في الحقيقة ضد الكل
ولصالح العصابة الأخرى الحاكمة
هكذا تدير مافيات المال والسلاح والاعلام أزمتها ـ
الفوضى العنف والمزيد دائما من الترهيب والتخويف حتى يقتنع الشعب بالمنقذ بهم هم.
إن كان هناك سلاح وبيد جماعات ارهابية أو أفراد أو عصابات أو أجهزة خاصة غير معلنة فمن المسؤول المباشر عن تسربه وكيف وصل إلى هذه الجماعات أو العصابات أو الأفراد أو الأجهزة غير المعلنة؟
أليست مسؤولية الجيش والبوليس والديوانة بالدرجة الأولى؟
من المستفيد من وصول الوضع إلى ما هو عليه؟
من دفع بالأوضاع منذ تهريب الديكتاتور حتى تصل هذا الحد؟
هنا يجب أن ينصب كل اهتمامنا
هنا يجب أن نبحث ونتساءل
التغلب على الارهاب يبدأ بكشف الفساد والفاسدين في هذه الأجهزة.
إن سياسة لا تبدأ بهكذا محاسبة تبقى مجرد كلام لا معنى له بالملموس غير السكوت عن قتلة ومجرمين آخرين لا يقلون خطورة عن داعش ومشتقاتها ومن أجل تمرير أجندات غير معلنة
ـــــــــــ
كلمة أخيرة لبعض المغفلين الذين حولوا دولة المافيا إلى مقدس آخر
أيها الضحايا... وحده الشعب من يواجه أعزل مشانق هؤلاء أجهزة وعصابات.

ـ 6 ـ
بالصوت العالي
صار واضحا أن وجود البيروقراطيات الحزبية والجمعياتية والنقابية هذه الهيئات العميلة المرتبطة والتي تتداول على حراسة رأس المال سواء في السلطة أوفي المعارضة لم يعد مرتبطا فقط بالانتخابات وبالسلم الاجتماعي وبالنشاط الحقوقي إنه صار في حاجة أيضا لأكذوبة أخرى هي الإرهاب ومكافحة الإرهاب لتواصل عملها في ضبط وتوجيه الجماهير لمناهصة نصال الحقوق الاجتماعية وإفشال كل إمكانية للمقاومة منظمة على قاعدة طبقية مستقلة وراديكالية .
ـــــــــ
أولاد بن علي هم من يحكمون و تتفوق بينهم مراكز النفوذ المافيوزية التي تهيمن على الجهازين المسلحين والبيروقراطيات الحزبية التي في الحكومة هي فقط واجهات للتنفيذ أما المعارضة التي تقول عن نفسها يسارية فهي مجرد كلب للنباح.
هذا هو بالضبط النظام الذي يحرسه ويدافع عنه كل العملاء والمرتبطين والقوادة
ـــــــــ

5 سنوات بعد 17 ديسمبر تحولت أحزاب "تقول على روحها" يسارية وتقدمية وجمعيات ونقابات بمكاتبها و أمنائها وبطم طميمها وحتى شخصيات وثقنا فيها
و ( هَلُمَّ جَرّا ) إلى طابور خامس لجهاز القمع .
حقا تبدأ الحرية حيث يتوقف الاتباط والعمالة...
ما أبعدكم قبل كل شيء عن أن تتحرروا حتى تتبنوا قضايا التحرر.

ـ 7 ـ
خلاص الأغلبية في مقاومتكم جميعا
لأنهم يخافون أن تنتظم الأغلبية في هيئات دفاع ذاتي ضد الارهاب كمنظومة وكمؤسسة وكسياسات وضد كل منتجيه ومموليه والمستفيدين منه ها أنك تراهم يُعلون استراتيجيات الهيمنة وينفخون في سياسات عصابات الاستبداد وأجهزة الضبط والقمع . إنها الهمجيات الجديدة إنه استبداد يصارع استبدادا.
خلاص الأغلبية في مقاومتكم جميعا
لا إرهاب أفضل من إرهاب أو يمكن التحالف معه مؤقتا أو إسناده
كلكم تمتلكون السلاح و الأغلبية هي العزلاء
حقبة صراع الهمجيات هذه التي توجت الانقلاب على مسارات المقاومة التي افتتحها 17 ديسمبر حقبة لا يمكن أن نواجها بغير التنظيمات الطبقية: المجالس المواطنية والقطاعية المقاومة المستقلة عن رأس المال و أجهزته .
إننا في حقبة الاستقلال الذاتي والمقاومة حقبة سقوط كل الهمجيات وكل تنظيمات الارتباط والفساد والضبط والتوجيه.
أنظروا في كل هذا إلى ما أبعد من تونس.
المهمة ليست مستحيلة.
ــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
10 مارس 2016









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي