الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنثى استثنائية

فؤاد علي منصور

2005 / 11 / 19
الادب والفن


رسائلي /3

(كنت أعلم أنك فلة) كنت أحس بأنوثتك الطاغية, كنت أحس بعواطفك الجياشة المضطربة... ولكني ـ وبصراحة ـ لم أصل في مخيلتي إلى مقام روحك السامية... تذكرين.. عندما جلسنا متقاربين.. كيف اشتبكت أيدينا...!!
أحسست بالعمر وبالزمن أنهما توقفا.. أحسست بالنار وبالجمر يلتهمان رأسي... وسرت في روحي رعشة دافئة حنونة قبلت يدك.. لأطفئ الحريق... ولأثبت لنفسي أني لا أحلم..
لم أكن أصدق هذا الإحساس, ولم أشعر بهذا الإحساس المتدفق من قبل!!!
قلت لي: نم....
لم أستطع.... كيف أنام؟؟؟ وقلبي يعيش أحلى لحظات يمكن لقلب أن يعيشها... أنام!!! وأنا لم أصدق بعد أني أمسكت يد الحبيبة الناعمة الطرية الدافئة....
ثم سحبت يدك.. بعد أن طبعت بصماتك فوق مسامات وجهي.. حزنت كثيراً... تألمت... ولكن لم أكن أفكر!!!
كان إحساسي بيدك يسحق كل شعور آخر في تلك اللحظة.... كان تمسكي بهذه اللحظة ينهاني أن أفكر بغيرها...
كانت يدك ملاكاً شفى سقمي وأبرأ روحي...
بدأت تداعبين جبيني وشعري.. وبدأت أغوص عميقاً اللاوجود, بدأت أشعر أني غير موجود, وبأني متلاش... بدأت أذوب وأضمحل...... حتى انعدمت كلياً!!
كانت اليد لطيفة دافئة.. تنغرز في نبضي... بل كانت اليد هي التي تحرك نبضي ووجودي.
أمسكت يدك ووضعتها فوق عيني... في تلك اللحظة لم أكن أدرك لم َفعلت ذلك؟؟ ولكني الآن أعرف....
لقد مسحت بيدك كل صورة ماضية في عيني, وأغلقت عيني بيدك عن كل الناس سواك, وأردت ليدك أن تنزل إلى قلبي.. من عيني..
أردت لدفء يدك أن يغمرني... أردت للحنان أن يصل إلى كل أجزائي...
أردت للحنان أن يصل إلى كل أجزائي, أردت أن تبقى يدك فوق عيني ولا أرى من الدنيا شيئاً لأن إحساسي كان في أعلى درجة من الشفافية عندها.
لم أشعر في حياتي لذة عميقة ترضي الجسد والروح والقلب إلى مع يدك.
حاولت أن تسحبيها ,ولكني تمسكت بها لأني أحسست إنما روحي تنتزع مني, ولكن ما طمأنني هو عيونك التي ابتسمت ووعدتني برد روحي إلى مكانها.
لم يشعر قلبي بمثل هذا الشعور, بل لم يكن يتصوره, لأنه تعود اللا مبالاة من الجميع.
أحسست بصدقك, أحسست بحبك,أحسست لحظتها أن العالم بخير وأنه صادق محب.
وللمرة الأولى في حياتي أدرك أن اليد تشعر وتتحدث أجمل وأعذب الأحاديث,وأدرك أن اليد رسول أمين ينقل بصدق وأمانة الرسالة.
كانت يدك رائعة أنستني أني منذ أربعة أيام لم أنم ولم تغمض لي عين إلا لحظات.
كانت يدك تلتصق بكياني وبوجودي, وتغير كل التمديدات الكهربائية في جسدي وروحي لذلك صحوت ولم أعد أريد النوم,لأني عرفت معنى الحياة بلمسة يدك.....
ذهبت للنوم... فذهب قلبي معك,أردت الذهاب فودعتك بقبلة على الخد لكنها لم ترو عطشي وعطشك...
وقفت بجانبي وأنت ترتجفين وأن أرتعد...
تعانقنا للمرة الأولى..... فاكتشفت أن في الحياة شيئاً رائعاً عذباً: العناق
أحسست بشيء واحد عندها, كنت أريد البكاء فقط؟ لا أعرف لماذا... ربما لأني وجدت الصدر الصادق الذي ضمني إليه بشوق وحب وصدق , خفت في تلك اللحظات أن أبكي فأسرعت وانطلقت خارجاً.........
حلّقت كثيراً يومها ,حلّقت لأرجاء رحبة لم أصل إليها يوما , كانت السيارة تسير بسرعة مدهشة, ومع ذلك كانت السرعة لا ترضيني... كنت أريدها أن تنطلق للأعلى... للأعلى.
كنت أريدها أن تصل إلى العلو الذي كنت فيه.. والعالم الذي كنت أحلّق فيه...
وصلت إلى البيت ولكني لا أعلم كيف دخلت ؟؟أو من أين دخلت ؟؟ وأصبحت في غرفتي التي كانت تعج بالفوضى.. ومع ذلك فقد رأيتها جميلة جداً... وردية جداً... أنيقة جداً..
طوال اليوم التالي لم أنس لحظة واحدة مما حصل معي... وها أنا أكتبه الآن بعد خمسة عشر يوماً وكأنه حصل الآن, كأن كل لمحة منه تنبض في دمي!!
ويبدو أن السعادة لا تطرق بابي إلا صباحاً, فأجمل ما حصل معي صباحان.... سبت وأربعاء.
اكتشفت في هذا اليوم.. كم أنت عظيمة.. وكم أنت عاطفية.. وكم أنت.. مضيّعة مثلي تحتاجين للحب وللحنان.
اكتشفت عظمة الأنثى التي تعطي وتعطي بسخاء وهي بحاجة إلى أقل القليل, كم أنت رائعة, كم أنت أنثى كم أنت أنثى غنية بمشاعرها وعطائها.
أعترف بأني رغم كل تجاربي المخجلة من النساء لم ألتق بأنثى إلاك. لم ألتق بأنثى تعرف أنها أنثى وتعامل الرجل كأنثى إلا حين التقيتك.
كانت هذه التجربة -على قعدها- أجمل تجربة إحساس عشتها.
زرعت في داخلي بستانا من الورود والوعود, زادتني عشقاً, زادتني حباً, زادتني تقديراً لك, زادتني إحساساً لإحساسي علمتني كيف يكون العطاء, علمتني كيف يرتفع المحب بحبه إلى درجات سماوية عالية لا يصلها إلا القليل القليل ممن لديهم شعور وإحساس.
هذه التجربة كانت أغنى لحظة في حياتي, كان الإحساس متوقفاً عند حد الروعة التي لا يمكن وصفها. كان الإحساس متوقفاً عند مرحلة التوحد والتلاقي والتلاشي في الآخر كنت أنا أنت وأنا أنت ونحن نحن كنت محتاراً في تسمية هذا الشعور وما زلت, لأن ليس له ما يستطيع أن يمنحه حقه من التعبير,كانت اللحظة تاريخا هاما في تاريخي الشعوري, كانت انقلاباً, كانت ثورة توحدية, كانت رحلة في اللا وجود واللا وعي في تلك اللحظة تماماً أدركت أني أمام أنثى حقيقية تستطيع أن تقلب كياني.
لن أنسى ما حييت هذا الشعور بهذه اليد البيضاء الدافئة اليد التي أزهر قلبي بلمسها,وتذكرت الشاعر الجاهلي الذي قال:
تكاد يدي تندى إذا ما مسستها وتنبت في أطرافها الورق الخضر
تذكرت هذا البيت وفهمت الآن معناه, شكراً لك يا معلمتي, شكراً لك يا حبيبتي على جهودك.
(شكراً لك من الأعماق... يا من جئت بحجم أحلامي وحجم تصوراتي
شكراً لوجهك المندس كالعصفور فوق دفاتر مذكراتي
شكراً لك من الأعماق.. لأنك في حياتي)...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور