الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرنب السعيد !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2016 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الأرنب السعيد !

بداءة يجب الإيمان بالتنوع والتنوع، ولكن في غزة الأمر جد مختلف، لا تنوع يمكن مشاهدته،| فحتى محبوب العرب عساف يمنع أخته من الغناء وكان سيمنع زوجته من العمل، أي أن كل شبان غزة الذين تربوا في ظل الانتفاضة الثانية يعتبرون أن غناء المرأة من المحظورات، رغم أنهم يشاهدون مطرباتهم المفضلة، ولكن أن تكون تلك الفنانة من غزة فهو من سابع المستحيلات.
وعودة يا رعاكم الله إلى عنوان المقال، فإن شخصية الأرنب السعيد تكاد تكون هي الشخصية المفضلة للحياة في غزة، فهو خارج حسابات الساسة وصناع القرار لأنه يرفض المشاركة في صنع القرار من خلال عملية انتخابية، وهو لا يقول رأيه في المقاومة التي تحولت من مقاومة وبطولات ومآثر إلى تجارة التبغ واحتكاره حتى بلغ سعر العلبة الواحدة 28 شيكل ( 7 دولارات ) أي أنه أعلى من أسعار لندن وباريس !
في جيتو غزة المغلق بإحكام، الساسة يعلمون أن أغلبية من الشعب قد اقتنعت أخيراً بأن تحيا دون سجن أو ملاحقة أو اعتقال عملاً بالمثل الغزي القائل ( أرنب سعيد ولا أسد حزين ) .. هل ترون ؟ إنها فلسفة الخضوع والطاعة والامتثال.
والأرنب السعيد يعاني من خلل في بنية الأخلاق، فهو شريك أساسي في الفساد، كونه يرى كل النقائص ولا يتحرك، وهل يجرؤ الأرنب على الحراك ؟؟!
الأرنب لا يحترم العلم ولا المنطق ولا الحقيقة، ولا هيبة لديه للموسيقى أو الطرب أو الفنون، فالأهم عنده أن يملأ معدته مما تيسر من أعلاف وسوائل ثم يزجي وقته بحل الكلمات المتقاطعة !
والحق أن التربية والتعليم التي نتلقاها في مدارسنا لا تهدف أساساً إلا إلى تخريج المزيد من الأرانب، ومع الوقت والخبرة يتعلم الأرنب كيف يعيش سعيداً بأقل من 2 دولار في اليوم، فيما حكوماته ( لدينا سلطتان غير شرعيتين منذ 2010 ) يأكلون الخراف المحشية بالزغاليل .. نعم هذا يحدث في ظل حصار وفقر مدقع وبطالة مستشرية وسرطان ينتشر بسرعة البرق !
هنا لابد من التأكيد على مهارة وحذاقة وذكاء سلطتي فتح وحماس، فهم قد نجحوا في تربية وترويض أرانب لا تقوى على الكلام، فيما يقومون هم بفرض الأتاوات والخاوات والضرائب المخيفة على شتى مناحي الحياة دون رحمة أو شفقة !

العلم الذي لا يصنع إرادة مستقلة علمٌ فاسد !

التربية التي لا تدرب الإنسان على التفكير الحر دون قيود أو خوف هي تربية فاسدة !

الإنسان الذي يقبل أن يعيش بوجبة واحدة يومياً ولا يطالب بحقه في الغذاء هو إنسان فاسد !

الحكومات التي تبتز المدخنين بصورة حقيرة ومروعة هي حكومات فاسدة !

لا حل قريب يلوح في الأفق، وغزة حسب تقديرات الأمم المتحدة لن تكون صالحة للحياة في 2020 بسبب الانفجار السكاني وتلوث المياه ومشكلات الفقر والبطالة وتردي الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، لكن أنا نفسي لم أفهم بعد كل ما سبق، كيف يكون الأرنب سعيداً ؟؟ً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المثقف الفلسطيني أول أرنب سعيد
أفنان القاسم ( 2016 / 3 / 12 - 10:41 )
عادل الأسطة هل سمعت به؟ طبعًا. في ثمانينات القرن الماضي لما كان يحضر الدكتوراه في ألمانيا، كنا نتراسل، وكانت لنا (له) أفكار ثورية آه ما أروعها، ولما عاد إلى الضفة، إلى نابلس مدينتي الأرملة، أقول أرملة لأن كل مثقفيها أزواجها الذين ماتوا وهم أحياء، أراد أن يعمل فيها ثورة فعلاً، فأخذ ينتقد كل صغيرة وكبيرة لدرجة أن السلطة وقفت ضده في الجامعة وفي الشارع وفي البيت (أخوه هدد بالتخلي عنه)، مما جعلني أدافع عنه دفاع النشامى، ولو! أليسه صاحبي؟ وثوري مثلي؟ الله يلعن كل الثوريين! ثم... انقطعت عني أخباره، لأتفاجأ بعد ذلك أنه صار كاتبًا من كتاب السلطة، له صفحته الأدبية (كله إنشاء بإنشاء) في جريدة الأيام، وصار أستاذًا كبيرًا في جامعة النجاح... أرسلت إليه من يطلب لي إيميله، فرفض، وقال إنه مبسوط من وضعه، وضع الخر... الذي هو فيه... وتأتي الآن يا عبد الله لتقول لي الناس أرانب! إذا كانت النخبة أرانب فما الذي تنتظره من الناس؟


2 - حركة حماس حركة جدا متمدنة
سيلوس العراقي ( 2016 / 3 / 12 - 11:48 )
السيد عبدالله
مرحبا
ربما تكون أنت مدخّنًا ، وربما تدخّن كثيرًا؟
على كل حال أن تكون أسعار السيكاير عالية جدًا في غزة هو أمر حسن وهي محاولة للاهتمام بصحة المواطنين
ولحثهم على التوقف عن التدخين والحفاظ على صحتهم والتقليل من الاضرار التي تسببها هذه العادة
ويبدو أن حركة حماس وطنية جدًا في مسألة محاولتها الحفاظ على صحة الغزاويين
فاشكروا ربكم عليها، على الأقل لأجل تشجيعكم على عدم التدخين، مثلما تفعل حكومات أغلب الدول تمدنا
تقبل احترامي


3 - رجاء أخ سيلوس كن موضوعيًا!
أفنان القاسم ( 2016 / 3 / 12 - 12:05 )
الصديق سيلوس أنت لن تنفي كل ما يقوله الصديق عبد الله، انفِ نصه ثلثه ربعه طيب لكن الرجاء لا تنفِ ولا تتهكم، لعلمك الدول المتمدنة التي تدافع عنها حتى ولو ضاعفت سعر باكيت السجائر لن يمنع ذلك المدخنين من التدخين -المدخن ما بفكر في صحته وبدك الحكومات تفكر في صحته عنه!- بل على العكس في فرنسا السنة الماضية ازداد عدد المدخنين عشرة بالمئة، كل ما في الأمر أن هناك كم مليار تدخل خزائن البلدان في الغرب، وهي طريقة -حضارية- لابتزاز الناس لا أكثر... كل الشكر لك وللأخ عبد الله.


4 - العزيز أفنان
عبدالله أبو شرخ ( 2016 / 3 / 12 - 14:30 )
ليس فقط عادل الأسطة من قبل بأن يكون أرنباً سعيداً .. ففي مصر السادات وفي غمضة عين تحول المثقفون الاشتراكيون واليساريون إلى منظرين لعبقرية السادات في الخصخصة وبيع القطاع العام وقد هجاهم الراحل نجم بقصيدته الشهيرة ( حلاويلا يا خسارة يا حول الله ) الذي ( يتمسلم بعض الأيام ويتمركس بعض الأيام ) .. نحن نعيش أخي في هزيمة حضارية وثقافية منكرة لا نعلم كيف نتخطاها أو نتجاوزها. سأكتفي بردك على سيلوس الذي يتهم حماس بأنها حريصة على صحة المدخنين أكثر منهم .. شكرا لمرورك

اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج