الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهل السياسة -3- القوة والثروة والهيمنة والعدالة والحقوق

ماجد ساوي
شاعر وكاتب

(Majed Sawi)

2016 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


منطق القوة ومبدأ الهيمنة الذان يحكمان سياسات الدول في داخل اروقة الامم المتحدة وخارجها لعله يسير في اتجاه وفي الاتجاه الاخر يسير منطقالعدالة ومبدأ الحقوق في خضم عالم يشهد نهضة علمية وطفرة صناعية الامر الذي يجعل من العلاقات بين الدول وسطا يعج بالصراعات ويرفل بالمؤامرات ويزخر بالخداع بحيث انه يقوم على الحيل والالاعيب ويمتحور حول المال والثروة .

الدول التي في اخر سلم القوة تستعين بالتي في اول السلم وتعقد معها التحالفات وتقدم لها الخدمات في سبيل نيل شيء مما تغنمه هذه القوى الاكبر من الدول التي تقع تحت نفوذها وترسف في اغلال سلطانها والمحصلة المزيد من الفقر والجوع والجهل والفساد لهذه الاصقاع والمزيد في الناحية المقابلة من الثروة والقوة لتلك المهيمنة .

لا يضع صانع القرار في محاور القوة والثروة اي اعتبار لمفاهيم العدالة والحقوق عند اتخاذه قراراته بل انه في احيان كثيرة يتعمد مخالفة هذه المفاهيم مما جعل من الدولة الحديثة وسيلة فاعلة في تقويض الاخلاق والقيم بالرغم من ادعائها هذه الاخلاق والقيم .

الاطماع والمصالح هي مايحرك عجلة الهيمنة والثروة , فالسعى للمزيد منها هو مشروع هذه الدول اما الشعوب التي تنشد الحياة الكريمة فلا عبرة بهذا المطلب ولا وزن له في قاموس العواصم الثرية , وبالتالي كان لزاما على هذه الامم المتحدة ان تكون مسرحا لتبادل المنافع بين قوى الهيمنة والثروة التي لا تنحصر في الدول الخمس الدائمة العضوية بل ان هذا الشرع اصبح قانونا لدى بقية الدول فالكل يسعى لهذه المكانة والجميع يسرع نحو هذه المنزلة .

وهنا يمكن لنا فهم تزايد الحروب وتعاظم الصراعات وتوالي الازمات وكثرة المحن في ارجاء المعمورة لا لانها احوال استثنائية ولا انها حالات انفرادية ولا انها نزعات مرحلية بل لانها شريعة مقررة وقوانين مثبتة ونظم فاعلة , الامر الذي جعل من الكلام عن السلام والرخاء والنماء والتقدم موضع تهكم ومحل سخرية لا يجد طريقا الا في المنابر الدولية لا من حيث انه نهج وهدف وغاية بل من حيث انه وسيلة وخدعة ونفاق فج لا اكثر.

الامم المتحدة التي نشات بعد فشل القوى العظمى في القضاء على بعضها لم يكن الهدف من انشاءها صالح هذه الامم بل مصالح الفئات التي تمتلك القوة والثروة والهيمنة , وهكذا اصبح اعظم فكرة وهي تعاون الامم اصبحت مشهدا شديد الانحدار في قيمته وصورة شديدة الظلمة في جوهرها والا فكيف يمكن تفسير ان اسرائيل دولة لا تخضع لقرارات هذه المنظمة في الوقت الذي يطلب من بقية العالم الامتثال لقراراتها ويفرض هذا الامتثال بالقوة عليها وهل هناك اكبر من مثل هكذا حقيقة غارقة في الغي والفساد ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت