الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الشفوي وملك الفقراء

عبد الحق لشهب

2005 / 11 / 19
حقوق الانسان


انتهت المناظرة الوطنية للتشغيل التي خرجت بتوصيات يعلم الله وحده إن كانت ستخرج إلى حيز الوجود مادامت التجارب أثبت جميعها أن أغلب التوصيات و القرارات لم تعرف طريقها إلى النور .
بمجرد إكمال السنة الأولى من عهد الملك محمد السادس، تجددت الانتقادات الموجهة إلى مستوى مردودية الأداء الحكومي في المجال الاقتصادي - الاجتماعي، سواء الصادرة عن المؤسسات المالية الدولية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي)، أو الفاعلين الاقتصاديين المحليين، ذلك أن "الإنجازات" المعلنة لم تَرْقَ إلى مستوى التكيف مع السنة الثانية للجفاف، ولا إلى تحقيق هدف التأهيل الاقتصادي للبلاد.
إن البرنامج الاقتصادي للحكومة يقوم على ثلاثة توابث أساسية تتمثل حسب التصريح الحكومي في كل من مواصلة تشييد البنيات الأساسية ثم ما يتعلق بتأهيل المقاولات المغربية و مواصلة ما يسمى بالإصلاحات الاقتصادية.فعملية انجاز التجهيزات الأساسية الواردة في التصريح تعتبر قديمة و ليست من ابداع الحكومة الحالية فهي مسطرة في البرامج المتفق عليها مع المؤسسات المالية الدولية منذ بداية عقد التسعينات.
أما الهاجس الاجتماعي يظل غائبا عن هذه الحكومة التي لم تتطرق الى اصلاح منظومة الأجور في اتجاه تقوية القدرة الشرائية للمواطنين و تعزيزها .
مما يفسر السحب التدريجي لملف التأهيل الاقتصادي من يد الحكومة، خصوصًا بعد صدور تقرير سلبي لبنك المغرب في هذا الشأن، وهو ما تجلى في سحب مسؤولية وزارة المالية عن صندوق الحسن الثاني للتنمية، وتأسيس لجنة خبراء في المناطق الصناعية والاستثمار تعمل تحت إشراف الملك.
ان عجز الحكومة عن تدبير العديد من الملفات جعل المل الشاب محمد السادس أخذ زمام الأمور.فأعلن مبادرة أطلق عليها :" المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ".وقال بأنها مبادرة جريئة، وتعد ثورة جديدة للملك والشعب. وأضاف في خطاب وجهه ، بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لثورة الملك والشعب، أن هذه الثورة الجديدة تقتضي أن نخوضها، بروح الثقة والعزم والالتزام.
وأكد الملك محمد السادس على أن حرصه القوي على مصداقية هذه المبادرة، لا ينحصر في الالتزام بآماد تنفيذها، وبتمكينها من الموارد البشرية والمالية اللازمة بل يشمل الجوهر الديمقراطي لتحقيقها، القائم على الإصغاء والتشاور مع القوى الحية للأمة، وانتهاج المقاربات التشاركية والتعاقدية، وإسهام النسيج الجمعوي المحلي، والسكان أنفسهم، في الانخراط الذاتي والجماعي في برامجها الملموسة.
لقد أصدر أوامره إلى الوزير الأول قصد استكمال الحكومة تدابير هذا المرتكز الأساسي لنجاعتها، سواء على الصعيد المركزي الحكومي ـ البرلماني، أو على مستوى المؤسسات والسلطات، والفعاليات الجهوية والإقليمية والمحلية بصفة خاصة، وذلك بكيفية تعتمد اللامركزية وعدم التمركز، والقرب والتدبير الجيد، بشكل يجعل من هذه المبادرة الطموحة نموذجا للتنمية المندمجة.
وشدد محمد السادس على القول، إن المبادرة الوطنية معركة تنموية .يتعين تعبئة كل الطاقات، لبلوغ أهدافها الحيوية، والعمل الجاد باستمرار، وفي كل وقت وحين، عبر سائر أرجاء المملكة، بحيث تعم مشاريعها كل مدينة وقرية ودوار، وبإسهام جميع المغاربة ولصالحهم، في الداخل والخارج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك