الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق الأكراد أصيل

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الهلع التركي لن ينتهي، طالما ظلت حكومة أردوجان على موقفها وعنادها في الأزمة السورية، والتي تسعى لابتزاز كل الأطراف من خلال هذه الأزمة، فمرة، عن طريق ملف اللاجئين تسعى لابتزاز القارة العجوز، وتطلب العديد من المليارات الإضافية، إضافة لفتح ملف انضمامها للاتحاد الأوروبي أو في الحد الأدنى الحصول على موافقة ليعفى الأتراك من تأشيرة الشنغن، وهذا ما حصلت على وعد به على أن يتم ابتداء من يونيو القادم، وأخرى عن طريق تقديم نفسها حامي حمى الطائفة السنية فتشعل  الصراع الطائفي السني الشيعي مبتزة فيه دول المنطقة.
وهي أيضا تضغط بكل الوسائل لمنع الأكراد من التمثيل في المباحثات التي ستجرى في العاصمة السويسرية جنيف، فيما يعرف بجنيف 3 في محاولة دولية للوصول لحل للأزمة السورية. أعلنت تركيا أنها لن تسمح بتمثيل الأكراد في هذه المباحثات، وهو إعلان يعكس الهلع الذي ينتاب أنقرة من أن يعترف العالم بالقضية التركية التي هي في الأصل فارضة نفسها، هذا الفرض الذي ترتعد له مفاصل الحكومة التركية، فتعمل بكل قوة لخلط الأوراق، لتفويت الفرصة السانحة للأكراد.
إن الغريب والذي يدعونا للدهشة أن يتم الرضوخ لهذا الضغط التركي، وفي الوقت نفسه يعلن الكرملين  أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية أمر أساسي، وهو ما يؤكده حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يؤكد وحدة سوريا أرضا وشعبا، ولكن لا نجد دعوة توجه إلى هذا الحزب ما دفع هيثم مناع إلى رفض الدعوة التي وجهت إليه بصفة شخصية، وذلك لعدم إرسال الدعوة إلى ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي.
وعدم توجيه الدعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي لا يمكن تفسيرها إلا أن تكون نتيجة لابتزاز النظام التركي المرعوب من الملف الكردي،   فحزب الاتحاد الديمقراطي له وجود فعلي قوي على الأرض وله مناطق يسيطر عليها، تنعم بدرجة ما بالاستقرار، إضافة بأن له قوة عسكرية فاعلة استطاعت أن تثبت ذاتها وتحمي الشمال السوري وهي " وحدات حماية الشعب الكردية " التي استطاعت أن تقهر داعش التي تمد لها تركيا يد العون والمساعدة، وهذا ما أكدته المحكمة الدستورية العليا في تركيا حينما أمرت بالإفراج صحفيين، من صحيفة جمهوريت كانا قد نشرا صوراً ومقاطع فيديو وتقريراً في مايو الماضي، قالت إنها تظهر مسؤولي المخابرات الترمية ينقلون أسلحة إلى سوريا في شاحنات في عام 2014، وهذا ما يبرهن على أن تركيا تدعم داعش،  وربما تكون هذه القوة الكردية الفاعلة على الأرض ، أو بالأحرى فإنها هي سبب الهلع التركي.
من المؤكد، لدينا، أنه لن تستطيع تركيا الاستمرار في حصد منافع من هذا الابتزاز الذي تمارسه حيث أن خسارتها حتمية فيما كانت تخطط وتحلم به من زيادة نفوذها بالساحة السورية وذلك ما أجهضه الأكراد، إضافة لاشتعال الجنوب التركي بهذه المواجهات اليومية مع حزب العمال الكردستاني.
إن إقصاء التمثيل الكردي في مفاوضات جنيف 3 سيكون له أكبر الأثر على حل القضية السورية، فليس من المعقول، ولا من المقبول أن يتم تجاهل أحد عناصر مكونات الشعب السوري، بل أحد العناصر الهامة وهم الأكراد، الذين لعبوا دورا حاسما في حسر تمدد داعش كما اجهضت القوة الكردية المتمثلة في "وحدات حماية الشعب الكردية"  النفوذ التركي  الذي كان يسعى في محاولة مستميتة لإقامة منطقة حظر جوي، ولكنه فشل في تحقيق ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟