الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خمسةعجاف والحلم باقٍ :
فلورنس غزلان
2016 / 3 / 12مواضيع وابحاث سياسية
أن تنتشل جسدك من الخراب ممكن، فهل يمكنك انتشال روحك؟، يدك مشلولة وقدراتك العقلية لاتستوعب ولا تحتمل انفتاح فوهات البراكين من حولك ومحاصرتها لكل نقطة ومساحة من ذكرياتك جغرافياً ومعنوياً...والباب الذي تأوي إليه وتجد خلفه الحماية والأمان ..انهارت أعمدته وأنت بين الركام تقبع جسداً مطحوناً لم يبق له إلا أكواماً هائلة من الذكريات ، التي يصعب عليك ترتيبها أو الإمساك بخيوطها المُنسَّلة من بين أصابعك الواحد تلو الآخر، لكنك تتشبث بهذا الوهن وتربطه إلى خصرك في المكان الأقرب إلى القلب ، وإزاء كل هذا العبث وهذا العنف المفرط والضعف المحتضر لاتشعر إلا بالفراغ يجتاح دماغك ، يحاصرك ...تتلاشى معه أمام الموت، وانحسار الجمال ...أمام انسحاب الحياة من مساحة الخريطة ومساحة الرؤيا، فماذا يمكنك أن تفعل وأنت الفرد الأعزل...الفراشة الليلية المسحوبة من ظلها ولونها...من وجودها..؟!.
بين دمك والماء ...تشابه الإباحة والشيوع، كل البنادق مشرعة بحرابها نحو صدرك، لأن هويتك تدهش الأنبياء الجدد ، فيرفعون الغطاء عن الضمائر ، ويقرؤون على بيادقهم تعاويذ السماح لاسترقاق المنتمين لهويتك، فأن تستوي الأرض أو تتكور أو تنشطر فلا ضير ولا غبار يجعلك تخاف من الغد ، لأن الخوف البشري استوطنك منذ خمسة أعوام ، وحقول الخوف زرعت بذورها تحت أجفانك وفي أعشاش عصافيرك...كل البساتين التي عَرَجتَ عليها طفلاً أو شاباً ...تدوسها اليوم جحافل غزاة يفرُ خجلاً مغول التاريخ وتتاره أمام أساطيرها ، التي تحمل أزياء مترفة الحضور في القتل والاستثناء المفرط للعنف والسحل والقصف، مما يجعل الوجوم جواباً ولهجة مناسبة لرماد الحرائق وصقيع الأحاسيس ...
تعالوا يا أبناء الجنس السوري ، أصغوا لقلوبكم واطرحوا خرائطكم على الأرض كي تبتسم ذات يوم ولو بعيد...لاتتركوا قرارات الآخر وأرقامه النفاذ إلى حرفكم ...إلى دفاتر أطفالكم وجملهم التي يتم تركيبها بأيدٍ غير أيديكم، وتعليبها في هدايا عطاءات المصائد...افتحوا نوافذكم على بعضكم ، على فجر جديد بعيدٍ انتظرتموه ورسمتم معالمه منذ خمسة أعوام...تتالت فواجعكم سراً وعلانيةً ...بات الحزن رفيقكم ...واغتالت الأيدي الغريبة ثورتكم ، إلا أن بذورها ورائحة الياسمين المعششة في تربتها ظلت حيةً في الأعماق ....لتزحف اليوم بين الخرائب ...تُمطُر شعراً وعشباً ....يغني للدم ، ويهبه للحياة القادمة...صوتاً رخيماً يطلق ضحكات الأمل ...وعلى وقع أنغامه تتغير الخرائط المُعَدة خلف حدودكم، وخلف الستائر والقضبان ، التي استباحت أرواح أبنائكم.....فهل يمكن لوطن واحد أن يترك خوذة الحواة أن تستبد بالليل والنهار على مدى الفصول؟!...أن تستمر في رش البيوت بعناقيد القنابل الغازية من شرق الكون؟.
إنه الاستفراد، إنه الاستعباد الأتي بثوب أحمر يعمل على كسر الحلم وتطويق الوقت بأحابيل وجنائز تحَوِّل بيوتكم لقبور ...قبور إما أن تكون لكم أو للغازي...فأنتم وحدكم من يستطيع تحويل المصائد إلى مكائد ترتد على من أنام الضمير وأدار العباءات المُخَيمة على الموقف لصالحه وصالح قطار موسكو الحالم بماء بردى والفرات والمتوسط !.
أنتم الرقم الأول والرئيس في الحلم، أنتم الكلمة الفاصلة ، التي انطلقت شرارتها في سماء سوريا منتزعة النوم من أجفان سلاسل وقيود العسكر، من أوردة الحاكم الغافل والمغفل....المتخندق في أسئلته الطفولية، والمنتظر لمجرم الكريملين كي ينقذه من حصار وطنه وشعبه، يأخذه من زنزانة حكمه إلى كفنِ يلف به شعبه....والآن عليكم النهوض من أكفانكم ، من علب الثورة وأسمائها المستعارة ، من زنازين السجون ...لتجعلوا من المستحيل ممكناً ....ليرحل الرعب وبعبع الليل والجوع...نحو قاع البحر وقاع بئر بلا قرار...لترحل فصول سياسة العهر والكيل بعشرات المكاييل ، التي قيدت أطرافكم ...فلا تدعوا العام الخامس يمضي دون أن تنفتح شرفة العدم والموت بقدر مايكون وشماً للحرية على زنودكم وفجراً للخروج من نفق الحزن والألم....نحو صباح تغسل أمطاره أجسادكم وعقولكم من أدران المرحلة باتجاه ريح الحرية، وأفق الرحيل المعاكس نحو عاصمة بكاءنا الطويل لتعود عاصمة للفرح القادم.
بمناسبة السنة الخامسة للثورة السورية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رابعة الزيات تثير الجدل برا?يها الصريح حول الحرية الشخصية لل
.. مقتل هاشم صفي الدين.. هل يعجز حزب الله عن تأمين قياداته؟
.. قراءة عسكرية.. كيف يدير حزب الله معركته بعد سلسلة الاغتيالات
.. نشرة إيجاز - مصدر أمني للجزيرة: فقدان الاتصال بصفي الدين
.. صفارات الإنذار تدوي في حيفا مع إطلاق صواريخ من لبنان