الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالح الدول .... وحق تقرير المصير للشعب الكوردستاني

سوزان ئاميدي

2016 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


المصالح الدولية والاقليمية في كف الميزان تقابله الديمقراطية وحقوق الإنسان في الكف الثاني , والاطماع لاتقف عند حد التوازن بين كفي الميزان , انما للمصالح اولوية فيها , وعلو كف حقوق الانسان في الميزان لايدل على مكانته المفروضة ان تكون , انما هو لاستخفاف العالم السياسي به , وعدم الاكتراث مقابل تحقيق الاهداف الاستراتيجية . بمعنى آخر اصبح حقوق الانسان هو آخر هدف للاستراتيجيات العالمية والاقليمية , والجدير بالذكر ان حقوق الانسان في الشرق الاوسط وباقي المناطق الفقيرة هي الاكثر رخصاً واهمالاً . والاهم ما في الامر هو استخدام الديمقراطية وحقوق الانسان كهدف معلن لتحقيق المصالح الدولية والاقليمية الغير معلنة . والاخيرة اصبح اليوم لاتشكل لهم اي عائق اخلاقي امام الشعور بالمسؤولية نحو الانسانية .
لايختلف اثنان في ان النظام السياسي الديمقراطي هو اساس رقي الدول وتحضرها , ولكن فرض الديمقراطية شكلياً وكأن اهميتها تقف فقط عند مبدأ طبيعة النظام السياسي الحاكم دون الاهتمام بمدى توافر الشروط الملائمة لها يشكل ازمة حضارية حقيقية , فهل من الممكن تغيير الفكر والسلوك ومن ثم الممارسة بمجرد تغيير النظام ؟ ألا يمكن ان يؤثر ذلك سلبا ومن ثم رد فعل غير محمود كما هو الان في مناطق النزاع . والاسوء من كل ذلك هو اللجوء الى فكر تشكيل الدولة الاسلامية او تكوين جماعات تدعي الدفاع عن الاسلام من باب فرض ثقافتهم العقائدية والتي يعتبرونها الاساس في تحقيق العدالة الانسانية , وربط النظام الديمقراطي بالسياسة الغربية .
وبما ان الشعب الكوردي يتوجس من سياسات الغرب والشرق كونها مبنية على مصالحها المختلفة اكثر مما هي على المصالح الانسانية , وهنالك شواهد يومية تظهر في الاعلام العالمي والمحلي , فضلا عن تراكم الذكريات المؤلمة جراء غض نظرهم عن المجازر والجرائم التي اقترفت بحق الكورد .
وباعتبار استراتيجية الدول العالمية والاقليمية في صراعها مع الشرق الاوسط هي بين قوة جوية المتمثلة بالتحالف الدولي وقوة برية المتمثلة بالجماعات الارهابية , الامر الذي يخلق اوضاع وضروف تسئ الى المدنيين والمؤسسات المدنية والبنية التحتية لدول النزاع فيها , فالطرف الغربي له مصالح اقتصادية وعلى راسها تصريف اسلحته , وبالمقابل الجماعات الارهابية تمسك بالارض وتعثوا بالارض الفساد .
وتبين المعطيات الواقعية أن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع أن تثير الشرق الاوسط ولكنها لا تستطيع أن تضبطه ، فأحتلت دولا واسقطت انظمة سياسية ولكنها لم تستطيع أن تضمن البدائل الأفضل، وبالتالي كيف لها ان تكون قادرة على قيادة العالم وتنظيمه وضمان السلامة والأمن الدوليين ؟ ! .
ونرى ان دول الشرق الاوسط ليس لها رؤية استراتيجية جديدة والتي تتمحور حول التنمية بمفهومها العصري الجديد ، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتطوير النظم السياسية باتجاه الديمقراطية بمفهومها العصري . وليس لها رؤية مشتركة في التعامل مع الاستراتيجيات الدولية ايضاً . وبالتالي ليس لها اي مبادرة في تحقيق حق الشعوب مصيرها لتردع اي تدخل خارجي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ