الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهود فاطمة المرنيسي في مساءلة التراث العربي .

هويدا صالح

2016 / 3 / 12
الادب والفن



قامت فاطمة المرنيسي بجهد كبير ومحترم في مساءلة النسق الثقافي العربي الذي يحكم وعي المرأة العربية، كما قامت بمساءلة التراث عن طريق استخدام الطرح الأيديولوجي في تحليل تاريخي للنص التراثي، فقد اكتشفت المرنيسي أن وضع المرأة العربية مشدود الى ربقة الماضوية التي تحكم وعيها وتستعبدها ، بل وتحولها إلى جارية في خدمة الرجل. وقد اجترحت المرنيسي مناطق من التراث كانت تابوهات يحرم على الباحثين الاقتراب منها، فقد بحثت في وضعية المرأة بين المقدس والمدنس، بل وغامرت بالاقتراب من منطقة شائكة هي علاقة المرأة بما هو سياسي في الإسلام في كتابها الأشهر " الحريم السياسي"، وتبصرت في أسباب تهميش المرأة وإقصائها في الثقافة العربية وأنه لا يعود إلى الإسلام كنص ديني، بل يعود إلى الإسلام السياسي التاريخي والذي هو عبارة عن تراكمات لمعارف وخبرات إسلامية وغير إسلامية تمتد إلى العصر الجاهلي وصولا إلى عصرنا الحاضر.
وتنطلق المرنيسي في دفاعها عن راهن المرأة العربية بإعادته إلى المقولات الثقافية التراثية التيي تحكم هذا الراهن من خلفية فكرية واجتماعية حداثية مطبقة مشروعها ودراساتها في تاريخ المجتمعات الإسلامية، ومفيدة أيضاً من المنهجيات الغربية ومستوعبة هذه الدراسات النزعات والمناهج الفكرية التي نظرت في الفكر النسوي، أو دراسات المرأة وخاصة المنهجيات المادية الجدلية والراديكالية والتي لا تعني فقط مجرد إحداث تغيير ما، بل وأيضاً ضبط هذا التغيير والتحكم فيه؛ لتدفع حركة التاريخ إلى الأمام.
إنها تحاكم ذلك التراث الذي كرس دونية المرأة، وترى المرنيسي أن هذه الدونية ليست من الإسلام، بل إنها من الفرق في التطبيق بين الإسلام الديني والإسلام السياسي، وهو ما أشارت إليه فاطمة المرنيسي عندما تحدثت عن كون المرأة منتمية إلى الحريم، إلى فضاء الداخل، وهو مجال السلام إذا ما قورن بالمجال العام، أي مكان الحرب، فالمرأة السياسية تختفي وراء حضور رجل لتمارس قوتها وإبداعها في الخفاء
تجرأت في هذا السياق على أن تعيد قراءة بعض الأحاديث التي رأتها معادية للمرأة، قامت بتحليلها لغويا وتاريخيا، وأرجعت الأمر إلى مصالح مجتمع الرجال وأهوائهم ونزعاتهم التي مسها الإسلام عند المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل وكان هذا يعني مسا بامتيازات الرجال تجاه النساء كما جسده التنظيم الجديد للإرث الذي جاء به الإسلام، فمنطق المصلحة كان يتطلب من الرجال أن يعملوا على خنق البعد الإسلامي في المساواة.
إذن المرنيسي حين بحثت في التراث بمنهجية حداثية أرادت منها أن تكشف عن عوار تعامل الفكر الذكوري مع النصوص الدينية أرادت أن تبين تعدد وجهات نظر المؤرخين والمفسرين، وربطت في كل تلك المساجلات الأسباب بالمسببات، وبالسياق التاريخي،بهدف كشف تلك المسافة ما بين الإسلام الروحي والديني في صورة نصوصه النقية التي أعلت من شأن المرأة، وجعلتها على المستوى الإنساني مساوية للرجل، وبين التطبيق السياسي الذي ارتبط بالدولة الإسلامية في عصور ازدهارها سلباً وإيجاباً ابتداءً من العصر الذهبي للفتوحات وحتى عصور الدويلات الضعيفة المستلبة سياسياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05


.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي




.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب