الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدها الأكبر علم الطير حمل الرسائل: فاتن حمامة شعلة الفكر التى كانت تضيئ عالم السينما

غادة عبد المنعم
مفكرة

2016 / 3 / 13
الادب والفن



إمتد عمر السيدة فاتن حمامة لـ 84 عاما، قضت منها 75 عاما نجمة فى عالم الفن،
طفلة ثم شابة فسيدة تعلم فى بلاتوهات السينما والتليفزيون كيف يكون التمثيل، تبتدع مع كل فيلم منهاج جديد لتناول شخصية ما، تعيد تأليف وإخراج أدوارها لتصير واقعية من وجهة نظرها، تكتب صفحات فى فن التمثيل وتضع مناهج..
ولم يكن هذا غريبا على ابنة مدينة السنبلاوين التى يعتبر سكانها الأذكى على مستوى العالم
***
- أسرتها أسرة حمامة يمتد تاريخها لعشرين ألف عام وقد أطلق عليها اسم حمامة لتخصصها قديما فى تدريب الحمام الزاجل الذى يحمل الرسائل من جهة لأخرى بين أنحاء مصر فى نظام بريدى كان الأول من نوعه فى العالم، وقد إبتكر هذا النظام الجد الأكبر للأسرة الملك ياسرى باخاسى الذى عاش قبل عشرين ألف عام تقريبا وقام بإبتداع نظام يتم تدريب كل مجموعة من الحمام الزاجل فيه على حمل الرسائل فوق ظهورها أو فى إحدى قدميها والطيران بها حتى مكان بعينه حيث تدخل لبيت الحمام وتنتظر مربى الحمام فى هذا المكان ليمسك بها ويفك الرسالة من الأنبوب الموضوعه به ثم يقرأ الرسالة ويرد عليها ويعلق أنبوب الرد على فرخ الحمام ويسمح له بالطيران عائدا لمربى الحمام فى الجهة التى قدمت منها الرسالة الأولى.

- وقد ورثت فاتن من سلالتها الملكية العبقرية هذا الذكاء النادر الذى كان سبب تألقها وهى طفلة حيث أدركت هذه الطفلة التى كانت دون الثامنة أن سر نجاحها كممثلة طفلة يمكن أن ينبع من القيام بحركات مضحكة تتناقض بشدة مع رقتها البالغة وجمالها الطفولى وودعتها، حيث تبدو شقية وغير مراعية لما جبلت عليه من احترام للكبار وخجل وراثى، وبإدراكها هذا أدخلت فاتن حمامة لعالم السينما شخصية الطفل اللمض الشقى الذى يشاغب الكبار وكأنه واحد منهم فيجلب بذلك ضحك جماهير الفيلم، وقد وضعت فاتن حمامة الطفلة بذلك أساس كل أفلام السينما التى قام بتمثيلها أطفال فيما بعد، حيث أستثمر إكتشاف هذه الطفلة العبقرية التى إخترعت شخصية العيل اللمض فيما يزيد على ستة آلاف فيلم فى جميع أنحاء العالم، ولا يمكن أن نصف هذا الإبتكار منها سوى بنبوغ غير مسبوق فى عالم التمثيل.

- والحقيقة أن طموح فاتن حمامة الطفلة الضخم، والتى كانت تحلم بتمثيل آلالاف الأفلام قد قابله عثرات منعتها من تكرار تجربتها فى فيلم "يوم سعيد" حيث قامت بتمثيل فيلمها التالى بعد عدة سنوات كانت قد شبت فيها وصارت على أعتاب المراهقة وبهذا سدل الستار على تمثيلها لشخصية الطفل اللمض، حيث قررت معتمدة على ذكائها نفسه أن تمثل دورها فى الفيلم التالى كالكبار من حيث المشاعر والتصرفات وكانت هى من وجه فريق الفيلم لذلك، لقد علمتهم أنه فى مثل عمرها يدرك الأطفال أزمات الحياة وأنه يجب أن تمثل دورها بإعتبار الشخصية التى تمثلها شخص واعى ومدرك لمسؤلياته ويحاول تحملها ويحاول تطوير الأحداث بشكل إيجابى وليس كطفلة بلهاء غبية، وقد أبهر ذكائها هذا يوسف وهبى ودفعه للتنبؤ لها بمستقبل كبير كممثلة.

- إن رقة الطفلة فاتن حمامة ودمها الخفيف قد تطورا فيما بعد وخلال القليل من الأعوام ليتحولا لجمال أخاذ بهر الكثيرين فى عالم السينما، جمال ورقة ربما إستمدتهما فاتن الشابة من جداتها ملكات مصر الفرعونية؟ حيث يدرك المتطلع لملامح فاتن حمامة شبهها بملكات مصر الفرعونية فيما قبل 2000 عام حيث ورثت من جداتها كل هذا الجمال الرقيق والملامح الناعمة والعيون السوداء اللامعة المعبرة والجسد قليل الحجم مع لون يميل للبياض كبقية ملكات مصر ذوات الأصول التى تعود لمنطقة السنبلاوين، وقد أهلها هذا الجمال فضلا عن شخصيتها الهادئة البسيطة وذكائها الواضح وجرئتها الطبيعية كشابة مثقفة ومتعلمة ومدركة لأوضاع النساء فى مجتمعها لترتقى عرش التمثيل بكل بساطة،

- لم يجاملها أحد أو يحالفها حظ مبالغ فيه بل تبوأت موقع كان معد لها لكى ترتقيه بلا تضحيات ولا صراعات، موقع نصبها ذكائها فيه، حيث ميز فاتن حمامة بين بنات جيلها وهى دون الثلاثين إدراكها كإبنة الحى المتوسط القاهرى وذات الأصول الريفية لأحوال وأوضاع المرأة فى كل مكان فى مصر لذا كانت تقوم بدور فعال مدهش فى توجيه المخرجين والمؤلفين والمنتجين لما يجب أن تكون عليه الشخصيات التى تمثلها وما هى الوقائع التى تحدث لفتاة فى عمرها فى أسرة من الأسر التى تدور حولها القصة وكيف يمكن أن تكون إحدى هذه الفتيات أكثر رقة أو أكثر مسئولية أو أكثر طبيعية أو أكثر شعورا بالضياع أو الحزن مما كتبه المؤلف فى ورقه ومما تصوره المخرج فى خياله،

- لقد كانت فاتن ومنذ دورها الأول فى السينما هى الكاتب والمخرج لكل دور قامت به حيث طورت كل شخصية قامت بتمثيلها لتناسب ما تعتقده واقعيا وليس مختلقا، وكانت بذلك شبيهة بإبنة بلدتها السيدة أم كلثوم كوكب الشرق والتى تميزت بذكاء مبهر هى أيضا ذكاء كان يدفعها للقيام تقريبا بتلحين كل أغنية تقوم بغنائها حيث نقلت دور الملحن من ملحن لمساعد فى التلحين.

- وقد يندهش القارئ هنا لو ذكرنا له أن كل منهج استخدمته فاتن حمامة وإبتدعت إياه لتمثيل دور معين كان محل دراسة عميقة من الكثير من المدققين فى جميع أنحاء العالم وكان محل تقليد واقتباس وسرقة من معظم ممثلى ونجوم العالم!! حيث كانت فاتن منذ نبوغها الكبير وهى طفلة محط أنظار من يحاولون تطوير فنون السينما فى بلادهم ومن يحاولون وضع تاريخ مجيد لها ولو بالسرقة من السينما المصرية التى كانت أقدم سينما فى العالم (وليس كما تذكر بعض الكتب غير الدقيقة ثانى أقدم سينما) السينما التى وضعت لغيرها المنهاج والشكل والموضوعات وطرق الأداء، لذا كان من الطبيعى أن تكون فاتن حمامة التى طورت الكثير من جماليات فن الأداء فى هذه السينما سيدة عالم السينما ليس فى مصر وحدها ولا فى العالم العربى وحده ولكن فى العالم كله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو