الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرود قصيرة (4)

يوسف أحمد إسماعيل

2016 / 3 / 14
الادب والفن


رسائل لم تصل
1
• أمي ... !
-;- أنا أشتاق إليك كل يوم قبل أن أحشر جسدي في الزاوية المخصّصة للسوريين ، في مجمَّع المهاجرين غير الشرعيين في ميناء باليرمو الإيطالي ...
-;- أمي ... أشتاق لمستك على جبيني
..............................................................................................................................................................................................
• خاف من التعبير عن انكساره فرمى الرسالة في سلة المهملات .. ..... ونام منكسرا على ذراعه هو .
2
في الظلّ ، بمحاذاة الحائط الجنوبي من ساحة مخيّم المهاجرين غير الشرعيين ، فتح هاتفه الجوال وكتب: هذه صورة شاملة لساحة المخيم
................................................................................................................................... في وسط الصورة مهجع الذكور،،،،،، وفي يمين الصورة دورات المياه الجماعية ،،،،،،، وفي الجهة الأخرى سكن العائلات السورية ................ هنا لا أشعر بالغربة يا أمي .. سلامي لأخوتي ... ....!
• شعر بالغربة والدمعة تتلكأ في السقوط من عينيه ..... خاف من أن تكون الرسالة مشوبة بالحزن فمسحها ...ولم يكتب بعدها شيئا منذ أن رحل .
3
• أخي العزيز سامر ....
وصلت سالما إلى البر الإيطالي ... في الصباح وجدوني على الشاطئ مغمى عليّ وذراعي مكسورة ، ولكني وصلتْ .. غرق من كان يمسك بذراعي من الخوف ،.............. ولم أر كثيرا من أصحابي على القارب ............... أنا مرتاح !!
قالوا لنا : هنا سيكون حالنا مؤقت .. المهم أني وصلتْ .
• قرأ الرسالة وجد أنها غير مقنعة ، ضغط .... ثم حذف .




(لسقوط)
مِن على شرفة البيت، المتبقية قبل الانهيار الأخير ، احتضن إخوته الثلاثة .
الأول : دون انتباه ، علّقه على ذراعه الذي بدا كمشبك غسيل . ......
الثاني : دندل رجليه ـ كعادته ـ على رقبته ، في لعبة "الفارس والحصان "........
الثالث : التصق بظهره ـ دون أن يدري ـ كقطعة غسيل مبللة بالدماء.............
• هو : لم يكن يدري أنه يقفز في الهواء قفزته الحرة ، قبل الانهيار الأخير.
(الرسام)
الشارع .... صورة سريالية ، غير منضبطة الملامح ..
• في خلفية الصورة ، وبالاتساق مع نهاية الشارع، الغبارُ، ولسانُ نارٍ عابرة !
• في أول الصورة ، أو في أول الشارع ، أبنيةٌ ،على صفٍ واحد من اليمين واليسار ، مهشّمة ، وأسطحٌ وشرفاتٌ مالت عن آخرها ،والتصق بعضها في الأرض ،...
• على الإسفلت ، في وسط الشارع ، عشراتُ الهاربين بقمصان داخلية أو من دونها ،أو بأثمال ثيابٍ ممزقة أو حفاة على الحجارة المنتشرة على الأرض
• ... وفي مدخل العمارة ، القريبة من نهاية الصورة ، طفل ملقى ، لا تظهر ملامحه ،ولم يقترب منه أحد ،,,
• وفي واجهة الصورة، رجل يركض ، وهو يحتضن ابنته المدماة ، ويبدو عليه الخوف والصراخ ..
ـ سأل الفنان صديقه : ما رأيك ؟
ـ قال الصديق :أعد اللوحة ، والتقط صورة فوتغرافية بدلا منها ، لتقديمها للمذبح ! عفوا أقصد للمعرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تتحدث عن معاناتها مع مرض نادر وتعد بالعودة إلى ال


.. الفنان الليبي الطارقي أماكا جاجي يحدثنا عن ثقافة وموسيقى الط




.. فيلم ولاد رزق 3 يتخطى 12.5 مليون جنيه خلال يومي عرض بالسينما


.. نجم الغناء الأمريكي كريس براون يعلق في الهواء على مسرح أثناء




.. طرد كوميدي شهير وصف نتنياهو بـ-النازي- في فرنسا.. ما القصة؟