الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هم يتحدثون عن الديمقراطية طالما أن الكلام مجاني - أيضاً على هامش اعلان دمشق .

خليل صارم

2005 / 11 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سبق أن قلنا في وقت سابق أننا نسمع الجميع يتحدثون عن الديمقراطية ويتحولوا الى ديمقراطيين بهذه السرعة مع أمنياتنا الحارة أن يكون هناك مصداقية لهذا التحول . فالحديث عن الديمقراطية لايكفي كي يكون المتحدث ديمقراطياً طالما أنه يحتفظ بخلفياته المتشددة سواء ماكان منها دينياً متطرفاً متخلفاً أو اثنياً متعصباً أو أي شكل من أشكال التعصب الأخرى . دون أن يملك أفقاً واسعاً يعيد النظر بهذه الخلفيات ليلقي بالجوانب السيئة جانباً . لكن المدهش في الأمر أنهم زادوا الى الخلطة التي يحتفظون بها شيئاً ما ؟لايتناسب .فبدوا نشازاً سيئاً انعكس على الديمقراطية بحد ذاتها مشوهاً صورتها ومعانيها في الآن عينه , وكأنها عملية مقصودة لتنفير الشارع من الديمقراطية لاأكثر ولاأقل .
- بعض الذين رفعوا شعار الديمقراطية ( مجرد شعار ) وبحوا أصواتهم منادين بها لم يقولوا لنا شيئاً عن هذه الديمقراطية , مع ذلك هم ينادون بها وبإلحاح دون أن يوضحوا الصورة ولاكيف سيتم تطبيق ديمقراطيتهم هذه ( المجهولة ) الشكل والكيان والمضمون . وعلى فرض أنهم سيأخذون بشكلها المطبق لدى الغير حرفياً , فاننا نسألهم :
1- كيف ستطبقون الديمقراطية قبل التأسيس لمفهوم الحرية بكافة أبعادها .. وماهو تصوركم عن الحرية ...؟؟
2- كيف ستطبقون الديمقراطية ..؟ إذا لم يكن هناك تأسيس لدستور وقوانين تحميها .؟؟
3- بعد ذلك كله تفضلوا وأتحفونا بمفاهيمكم عن الديمقراطية .
- أما أن تتحدثوا عن الديمقراطية كعنوان دون أن تبحثوا في كيفيتها وكيفية التمهيد لها وإرساء ثقافتها وتصوراتكم لما قبلها ولما يؤسس لها وحتى لما بعدها .. معنى ذلك أنكم تمارسون النفاق وخداع المجتمع , وأنكم في حال وصولكم الى السلطة ( الهدف الحقيقي ) هناك حلان :
أولاً- إما انكم سوف تدوسون على وعودكم وتمسحون أقوالكم كلها .
ثانياً - أو أنكم ستدفعون بالمجتمع نحو التقسيم بعد أن تدخلوا في صراع شرس مع القوى الحليفة لكم أو مابين بعضكم البعض .. وإلا مامعنى هذا الكوكتيل المتنافرمن المباديء والأيديولوجيات والتي بعضها لاعلاقة له بالديمقراطية من قريب أو بعيد بل أنه يكفرها , والبعض الآخر قمعي في نشأته وعلاقاته الداخلية .
اذاً فأية ديمقراطية تبشروننا بها ان كانت على الطريقة اللبنانية فهي ديمقراطية عائلات وطوائف وهي مجرد تحالف قوى . وهي مرفوضة قطعاً .
أما على الطريقة العراقية فقد سعرت الحالة الطائفية بشكل غير مسبوق وهي تمهد لتجزئة البلد . وهي الديمقراطية المستوردة من النظام الأمريكي , والتي يقوم بوش بتسويقها .فهو وقبل بضعة أيام طالبنا باستيراد ديمقراطيته , التي لانحسد العراق عليها .
4 - قلتم في اعلانكم مامعناه انكم ترفضون الاستقواء بالخارج وإنكم لاتقبلون المساس بسوريا سماء وأرضاً وماءً . ؟ لكننا لمسنا وتأكدنا من خلال ماصرح به غالبية من أيدكم أنهم ركعوا( على ركبة ونصف) أمام الخارج يستجدونه التدخل وبالقوة ( أي احتلال سوريا ) . وهؤلاء أنفسهم ينثرون الدرر الطائفية علناً ويجهرون بمخزونهم المقرف من الطائفية وبشكل وقح في الوقت الذي يتجشأون الديمقراطية . . ولم تتنصلوا من تصريحاتهم بل اعتبرتموهم أساسيين .؟!! فإذا انكرتم , نشرنا لائحة بالأسماء مع أن هؤلاء وكما قلنا صرحوا كتابة وعلى صفحات الانترنيت .وبعضهم يستعمل اللغة الطائفية يوميا ً . ؟ فهل هذه هي ديمقراطيتكم .؟؟ أم أنه ترجمة حقد فقط .؟!
ونسألكم : هل هكذا يكون الرأي الآخر .؟ الرأي الآخر أيها السادة الوطنيون..جداً . لايكون شتائماً ولا تحريضاً على تقسيم المجتمع .. وسلخ أجزاء من سوريا ... نحن نريد حالة وطنية تماماً يتساوى فيه جميع المواطنين السوريين بكافة الحقوق والواجبات ويتعاملون مع بعضهم بالهوية السورية فقط وبغير ذلك يرفض أي تعامل .. أما أنتم أيها السادة فقد أسستم لأسوأ صورة عبر تاريخ سوريا , لم تحدث في عهد الاحتلال .. ؟ وهذه هي تماماً المدرسة الديمقراطية الأمريكية الصهيونية .
أيها السادة .ان السوريين الأصلاء نبلاء في كل شيء . نبلاء في وطنيتهم . نبلاء في انسانيتهم . نبلاء في أخلاقياتهم . وهم أول من صدر الحالة الانسانية الى بقية الشعوب . وكل الرسالات السماوية خرجت من سوريا بمضمونها وأخلاقياتها النبيلة , ولم تخرج مثقلة بالحقد والتقسيم والتكفير والتعصب الأعمى , لكنها عادت كذلك .. أقول عادت .. لأن هذه الصفات من أخلاقيات المهجنين .. لذلك فان السوري الأصيل يعود الى نبله اذا ارتكب أي خطأ ناجم عن سوء تقدير .. فهل من عودة .. ذلك أن الديمقراطية المخادعة والمنافقة والكاذبة على الطريقة التي يرغب بوش بتصديرها لن تمر طالما أن هناك سوري أصيل موجود على قيد الحياة .. والأيام بيننا .. سنرى .. وسيرون .
5- بكل أسف فان بعض القوى التي وقعت معكم علمنا أنها تلقت وعوداً من تحت الطاولة , مع أن مساواة الجميع في الحقوق والواجبات أكثر من كافية لكل القوى التي تقول عن نفسها أنها سورية . أما اذا كان الأمر غير ذلك فان من أقل الواجب توضيحه . وإلا فان الأمور تنقلب الى تآمر على سوريا كلها , وهو بنفس الوقت تآمراً من هذه القوى على من تمثلهم . وعليهم أن يكونوا جريئين ويوضحوا حقيقة مقاصدهم هذه لمن هم يمثلونهم .
6- هل نسيتم أن عدد سكان سوريا قد وصل الى عشرين مليون نسمة وأن كافة القوى السياسية لاتتجاوز من حيث العدد أكثر من 5/10000
خمسة على عشرة آلاف . بمعنى أن الأكثرية المطلقة الصامته لم تدلي برأيها بعد , لذلك أنصحكم بأن تحذروا هذا الرأي عندما ينطق به الصامتون . وعليكم أن تعودوا الى الشارع وتحاولوا سبر هذا الرأي بشكل صحيح وصادق . وأنتم أحرار في سلوك مايعجبكم لأن القرار النهائي ليس لكم وليس حتى للسلطة . القرار النهائي هو للشارع بالتأكيد وهو الفيصل الحقيقي .ولا تظنوا أن الشارع كالسابق يقاد كالقطيع
فلم يعد هناك من مجال لخداعه أو شده بالشعارات البراقة , دون أن يضع يده على أدق تفاصيل مايفكر به كل من يتصدى للعمل بالشأن العام والويل كل الويل لمن يكذب عليه أو يتلاعب بعواطفه .
7- لاأحد يزعم أنه يمثل الشارع السوري , وعلى هذا الأساس ننصحكم بأن تنزلوا الى الشارع وتسبروا آراءه وسترون حقيقة ماأقصد , ان هذا الشارع صبور وطويل البال جداً . ولكن الويل كل الويل , اذا انفجر غضبه لأنه عندها سيكنس كل من يتحدث باسمه نفاقاً وكذباً , ويدعي تمثيله بغير أي وجه حق .
- لننتظر .. سنرى وسترون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا بعد الانتخابات.. كيف تنظر إليها دول الجوار؟| المسا


.. انطلاق الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في إيران




.. فرنسا: الفن السريالي.. 100 عام من اللاوعي والإبداع • فرانس 2


.. إسرائيل ترسل وفدا لاستئناف المفاوضات مع حماس بشأن الرهائن وا




.. ستارمر: الناخبون قالوا كلمتهم وهم مستعدون للعودة إلى السياسة