الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع السوري........عود على بدء

دمر يوسف السليمان

2016 / 3 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الربيع السوري .....عود على بدء
بعد مرور خمس سنوات على الثورة السورية قد يكون من المفيد إعادة قراءة الثورة بطريقة مختلفة و عدم الاكتفاء باختزالات من نوع (أنها ثورة سلمية تحت ضغط عنف النظام تحولت إلى ثورة مسلحة )
أعتقد أنه من المفيد في يوم كهذا و بظل الظروف الدولية و عودة الحراك الثوري بصورته السلمية ممثلا بالتظاهر أن نعيد قراءة الواقع
الربيع العربي عموما
لا شك بأن انطلاق الربيع العربي من تونس قد شكل صفعة في وجه القوى الدولية لكون هذه الثورات قد أعادت الشعوب إلى فعل الإرادة و تحقيق هذه الإرادة
هذا الربيع الذي اجتاح الجمهوريات المنتهكة بفعل التوريث قد ترافق مع موجة حراك عالمي ممثلا بحركة احتلوا ول ستريت و مظاهرات مدريد التي استعانت بهتاف (الشعب يريد إسقاط النظام)
و لا شك بأن هناك من أدرك خطورة الوضع و أراد أن تقف في مكان ما و لكن كيف ؟
لقد أرادت القوى الكبرى التلاعب و الالتفاف على إرادة هذه الشعوب و كانت سوريا هي الخيار الأنسب فبدأت هذه القوى برسم خطوط حمراء و كأنها بوصلة للنظام لكي يسدد خطاه (من حماه إلى الكيماوي ......الخ)و ترافق ذلك مع توريط الحراك بالتسلح دون تزويده بما يلزم و مع الحرص الشديد على وصول هذا السلاح إلى الأطراف التي لا تحمل بعدا وطنيا واضح الحدود و الملامح أي إلى قوي يختلط لديها البعد الوطني مع البعد الإسلامي
و لا أعتقد أن الغرب عموما لم يكن يعلم علم اليقين بأن النظام السوري سوف يستخدم الغول الذي سبق و أستخدمه في العراق من خلال إطلاق سراح المتطرفين الذين كان يحتفظ بهم في صيدنا يا و غيرها
و تضافرت مع هذه العوامل تهالك القوى و الحوامل السياسية بالإضافة إلى غموض و التباس المسألة الوطنية عند عموم الجماهير السورية بعد حكم شمولي دام خمسون عاما (سوريا الأسد ...... الجزء أكبر من الكل )
كل هذه العوامل أدت إلى انحراف الثورة السورية عن مسارها و اتخاذها ملامح الحرب الأهلية
و نلاحظ في الشأن السوري بأن مجمل القوى بالمعنى الدولي و الإقليمي قد تموضعت بشكل صريح لتعبر عن مدى نفوذها و مصالحا
التدخل الروسي........شر لا بد منه:
بعد الحضور المباشر للجانب الروسي في المستنقع السوري إلى جانب النظام و تراجع النفوذ الإيراني يحيلنا ذلك إلى المعادلة التالية (بأن الحروب التي تقوم على أساس عقائدي مجرد إيقافها هو جريمة أما الحروب التي تقوم على أسس المصلحة و الفائدة فهي مسألة تقوم على الموازنة و المفاضلة )
و من هذه الزاوية نستطيع القول أن دخول الروس على المعادلة السورية شر لا بد منه من خلال الحصول على الهدنة التي سمحت للسورين بالتقاط أنفاسهم (مع التأكيد أن من حقق الهدنة هو صمود الشعب السوري أولا)
و مع عودة الحياة إلى الفاعلية السياسية للشعب السوري من خلال التظاهر و الموقف المعادي الصريح الذي عبرت عنه الحركات الإسلامية عموما و النصرة خصوصا في معرة النعمان و غيرها من المناطق لا شك بأن ذلك سوف يسمح من جديد لإعادة التموضع لقوى الثورة الحقيقية و كشف الرياء و قصر النظر السياسي لبعض القوى التي حابت القوى الإسلامية و وصفتها بكل بساطة و سهولة بأنها قوى ثورية و لم يكن هذا سوى من الزاوية الكيدية للنظام رغم التاريخ الزاخر بالتجارب التي تبين خطر التعويل على القوى ذات الطابع الديني في سياق أي ثورة (إيران ,لبنان ,الجزائر ,فلسطين ,مصر ..........الخ)
في الذكرى الخامسة للثورة السورية لابد من أن تكون البوصلة واضحة و التـأكيد على الثوابت الأخلاقية لمفهوم الثورة عموما (لا للنظام لا لكل الحركات الظلامية التي لا تعترف بالديمقراطية و الحرية و العدالة بأوسع أشكالها)



دمر السليمان










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في