الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العم سيد حجاب: إلّاك

محمد السعدنى

2016 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


"مصر تكذب على نفسها" مقال أزعجنى ووخز قلبى، ذلك أن كاتبه شاعرنا الكبير سيد حجاب، وهو من هو، فلكم أمنا للصلاة فى محراب الوطن، ولطالما كان أبانا الذى ليس فى المباحث وإنما على الأرض يمشى بيننا حاملاً آمال وأشواق جماهيره، ممسكاً ببوصلة هى ضمير الوطن وعينه الساهرة، فلماذا "تسونا" فيك ياشاعرنا الجميل، وليه واخدنا هذه المرة فى طريق ممنوش رجوع؟. هُنّا عليك ياعم سيد أم أخذك منا التعب واليأس وطول الطريق؟ فآثرت استراحة المحارب وركنت بقلبك الموجوع مستنداً إلى مقولات علبها غيرك على هواه ووفقاً لرؤى وتصورات وحتى كلمات لم يتبنى معناها إلا من كان فى قلبه مرض، وابتعدت به السبل بغضب ويأس وتعدد ولاءات حتى تماهى مع مقولات ومواقف أعداء الوطن والمتربصين به فى الداخل والخارج من بقايا البرادعى ومعتنقى أفكاره المغرضة، ومن قوى غربية متربصة وتنظيم دولى للإخوان وتوابعه.
العم سيد حتاك! أى حتى أنت؟ إذ كيف يأخذك الغضب واليأس وأنت الذى كنت لنا نبراساً ينير الطريق وكانت كلماتك بلسماً يضمد الجراح، ولقد بشرتنا دائماً ببكرة والفرج القريب، ألست انت القائل:
ما تسرسبيش يا سنيننا من بين ايدينا
ولا تنتهيش ده احنا يا دوب ابتدينا
واللى له أول بكرة حيبان له آخر
وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا
العم سيد إلّاك، أى إلا أنت، لاتضربنا فى مقتل لتصطف مع من قلت عنه أخيك المصرى النبيل، واستعرت عنوان مقاله، الذى لو كتبه أو مثله عشرات المرات ماأستأهل منا الرد، ولا هز فى رؤوسنا شعرة، إلا أنت، فلا تاريخك يسمح، ولانحن نرضى لك أن تضع نفسك فى هذا الموضع الضيق وتقف موقف النزق مع زمرة تخاصم عين الحقيقة وتنظر إلى مصر فى معاركها القاهرة دون تقدير لظروف الداخل وحصار الخارج، وتتخلى عن رفاق مسيرة عسيرة وصورة حشد ومواكب فى عيون صبية بهية عليها الكلمة والمعنى. العم سيد عد إلى موقعك، أو حاول إن استطعت أن تمحو من تاريخك ومن ضميرنا كلماتك:
ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء
وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع
أقسى همومنا يفجر السخرية
وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع
نعم تاهت ضحكتك الصافية فى بحر دموعنا على ماذهبت إليه فى مقالك "مصر تكذب على نفسها" فالأوطان ياشاعرنا الكبير لاتعرف الكذب، ربما الأفراد يكذبون، أما مصر تعيش معركة وجود، تحتاجك كما تحتاج كل رجالها وكتابها ومثقفوها. نعم لدينا أخطاء، كما فى كل ثورة وكل تجربة وطنية لها رجال يخطئون ويصيبون، لكن علينا نحن طليعة المجتمع ورموزه تصحيح المسيرة، وأن نقود الرأى العام للإحتشاد خلف الوطن فى حرب شعواء تستهدف وجوده واستمراره قبل استقراره، لا أن نكفر بالتجربة ككل ونراها أكاذيب وأباطيل، ويكون مرجعنا من أصحاب الهوى والأفكار المحمولة جواً، ممن يقفون على أرض الوطن وعيونهم ومصالحهم خارجه ورؤسهم كما النعامة فى الرمال، يهيلون التراب على تجربتنا ولايرون فيها صيحة شعب يحتشد لتحديات فرضت علينا وظروف عسيرة تحاك ضدنا، ومحاولات دءوبة لتثبيت دعائم الدولة وتلمس طريقاً للنهوض. لو أنك تنتقد بعين المحب المناضل كما فعلت دائماً لما عاتبناك، إذ كنت ساعتها كما أنت دائماً فى أتون المعركة تناضل وتنقد من داخل التجربة، ولكنت عوناً لها لا عليها، ولانرضى لك أن يصح فيك قول أمير الشعراء: أُحِبُّ الْحُسَيْنَ وَلَكِنَّمَا لِسَانِي عَلَيْهِ وَقَلْبِي مَعَهْ!. فالناس أمام كل ثورة وأمام كل تجربة وطنية، ثلاثة: الذين معها والذين عليها والذين ينافقونها، ولقد كنت دائماً مع الثورة ومع التجربة الوطنية، فكيف تضع نفسك اليوم فى زمرة من هم عليها، ونربأ بك أن تكون ممن ينافقونها، فهؤلاء يكذبون ومن عليها أيضاً يكذبون سواء كانوا من النخبة أو من الحكم، لكن أن تحرق كل مراكبك وتخلع كل قناعاتك الوطنية لتتحدث حديث الإفك الذى لايليق بك ويطاوعك قلمك لتكتب "والحقيقة أن العطب عندنا في النخب الحاكمة، وعلي رأي المثل : السمكة بتفسد من رأسها". نعم العطب فى محيطنا السياسى العام، من الإعلام والأحزاب والنشطاء والسياسيين وحتى الحكومة وأيضاً من الطابور الخامس والمغرضين وأهل الشر فى الداخل والخارج، وليس فى رأس النخبة الحاكمة، إذ هناك عند الرأس رجل صنعناه على أعيننا، وأنت من أكبر داعميه، كنت وأحسبك لاتزال، وأنت كشاعر وضمير أمة تعرف مدى صدق الرجل وإخلاصه، ولعلك ترى بأم عينك الفاحصة "الندرة" كيف يتكالب عليه الغرب: أمريكا وأوروبا وتوابعهم من دول متآمرة فى الإقليم حتى لايكمل دورته الرئاسية، وحتى تفشل تجربته فى التحرر الوطنى والإستقلال والمقاومة والنهضة. ولقد حاولوا معنا ذلك من قبل وتكالبوا لكسر عبدالناصر و23 يوليو، وكانت النكسة، لكن كان أيضاً شعبنا الواعى الشجاع الذى خرج يتمسك باستكمال عبدالناصر لتجربته يهتف فى الشوارع "لاتتنحى" و"أنور أنور ياسادات إحنا اخترنا جمال بالذات" لأن مخزون الوعى لدى شعبنا الوفى كان يعرف حجم المؤامرة ومدى استهداف التجربة.
العم سيد حجاب هل يصح لرجل فى مثل قامتك وتاريخك وقيمتك أن يكتب معايراً مصر بخطأ عبدالعاطى وجهاز الكفتة؟ وتكتب على سبيل المكايدة: "عن حالات الاختفاء القسري للعشرات، وامتلاء السجون والمعتقلات بحوالي أربعين ألف أكثرهم من شباب الثورة" فمن أين أتيت بهذه الأرقام؟ ويحك أيها الرجل الكريم كيف تنزل نفسك هذا المنزل الضيق الزلق؟ وكيف تسوق أمثلة الخلل السياسى فى خيارات بعض القيادات الوسيطة وتراها خللاً مؤسسياً عامداً، لتضرب التجربة من جذورها وتهيل التراب على كل محاولات مصر الجادة للتحقق والنهضة. إن ماقلته سيادتك قاله عشرات قبلك ورصده الرئيس بنفسه ناقداً غير مرة، لكن شتان بين نقد ونقد، نقد يصحح ويقوى ويدعم من داخل التجربة إيماناً بها، ونقد يستهدف التجربة ويسخر منها وينفيها كفراً بها. فعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدى المساويا. نعم لدينا أخطاء وخطايا، فى النخب العامة والحكومة، لكنها شأن كل تجارب الدول، ليست عن عمد للإضرار بالوطن، ربما ضعف الكفاءة وسوء الإختيار، لكن يقابلها إرادة للتصحيح والتقويم من الشعب ومن الرئيس لايمكن إنكارها، فكيف لمثلك أن يكفر بتجربتنا الوطنية ويراها محض أكاذيب؟.
وكيف ترى المؤتمر الإقتصادى فى شرم الشيخ كذبة كبرى؟ إذ الحقيقة أنه كان فى وقته مطلوباً لكسر الحصار السياسى ضد مصر، ولإعادة وضعها على خريطة الإستثمار العالمى، وسعى لاعتراف العالم بثورة يونيو، وأحسب أنه حقق أهدافه تلك بجدارة، ولئن فشلت الحكومة فى استثمار كل عوائده، فلنحاسب الحكومة والوزراء لا نكفر بالتجربة من أساسها. ثم صفر المونديال يسأل عنه د. على الدين هلال، لا د.عبدالأحد جمال الدين كما كتبت. ماذا يعنى ذلك؟ يعنى أنك فى لحظة تسرع عصبية غير مؤسسة ولا مدققة وربما لامقصودة كتبت ماكتبت، وليتك ماكتبت. ياسيدى مصر هى الشعب الذى إئتمنك على كتابة ديباجة دستوره، وهى كل المخلصين من أبنائها، وكل الجادين والمناضلين من أجل نصرتها وأنت منهم، فاسحب ماقلته فى لحظة غضب وعد إلى صفوفنا كما كنت دائماً ولا تصُفُ نفسك مع من لانرضاه صنواً لك.
ياعم سيد مصر فى حالة حرب ويوم نشر مقالك الصدمة كانت توصيات البرلمان الأوروبى بمنع السلاح عن مصر ووقف التعاون معها، ألا ترى فى ذلك محاولة للعودة بنا إلى المربع صفر صبيحة 3 يوليو 2013؟ وأنه مقدمة لهجمة جديدة تستهدف حصار مصر والتدخل فى شئونها ولى ذراعها، لقد بدأ اللعب على المكشوف، وإلا كيف ترى محاولات تفكيك مصر بإشعال جبهتها الداخلية بتيئيس الناس وتوليع الأسعار وعودة المظاهرات الفئوية وتلاعب التجار وجنون الدولار وضرب السياحة ونزق الإعلام ومخاطر الإرهاب والحرب على حدودنا الشرقية والغربية والجنوبية وفى الخليج؟ ياعم سيد "إللى مايشفش من الغربال أعمى" ولعلك لاتزال مبصراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد