الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار القادم وخالص نعازينا

الشربيني المهندس

2016 / 3 / 16
الادب والفن


مع صباح (قباري) المنور خلف الباب المغلق كشنطة حليمة وفي حضرة الرائحة التي تأسرني.. كنت أتأمل مع شجن الإبداع المعانق في غلاف المجموعة القصصية الجديدة في انتظار القادم للأديب الصديق محمد عطية ، وعنوان محمل بأسئلته الشقية..
ومن خلف نظارة غامقة العدسات ومذهبة الإطار اراوض المعاني لحلم فتي اخضر العود والقلب تأتيه الترانيم من عل دون لمسها أو معانقتها إلا علي سطور الصفحات ،وحروف الكلمات وحكمة الشيوخ تغطي الصفحات الفارغة ..
توقفت محاولا هتك ستارة المسكوت عنه ، علي حافة الحلم تارة ومع وخز الأماني تارة أخري ، وصوت في أعماقي يحمل سؤاله المراوغ عن الهروب والمكتوب بعلامات استفهام تسبقها علامات التعجب ومن وما هو القادم ..؟!
كان الصدى مع قصة تسلل بخطوات بطيئة زاحفة واشتهاء ثم طقوس للرؤية وهو ينثر رملا ناعما علي جمرات غضبه لمن يغرد خارج سرب القصة الأخرى .. وجاءت قصة هستيريا وإفاقة ثم غيبوبة لتدركني غصة عناوين غير عادية نومئ لها علي مضض يسبقنا التساؤل عن الظاهر والباطن ومتاهات العارف والظروف التي نعيشها ..
يقول : عدت إلي قلمي ولواعج قلبي محملا بأرق الأيام والسنين ، والمح بسمة الصغيرة تحاول انتزاع بسمتي ، كانت تشبه جدتها ..
وتتزامن تكات المفتاح في طبلة الباب مع دقات ساعة حجرة الكشف وقد تسللت الأنوار المنكسرة من خصاص الشرفة لتبرز عبارة ممنوع الدخول كرائحة القهوة الذكية وتترنح الخطوات خلف الصمت الذي يقطعه الرنين ،وفي التفاتتين متقابلتين حول السرير الوحيد ذو السواري المعدنية المتهالكة بالغرفة تلاقت الأعين المذعورة المعتصرة وقد انكمشت حول جسدها الضئيل ..
.. كم أشفق عليه وهو يتركنا مع مناقشات ندوة القباري الساخنة ورنات الهاتف تتوالي مع الأسئلة الحائرة ..
ـ هل أخذت حليمة الأولاد كعادتها و..
ـ كيف حال الحاجة اليوم ..؟
.. ويطأطئ الرأس
كم أكره نظراتكم المتشككة التي ترمقني ثم تتحاشاني في خبث يتحايل علي قسوة اشعر بها ولا أراها .. الا يكفي صمت ما أعانيه ..
ـ انقلها إلي مستشفي نجومية يا محمد فهناك ..
وعاد يرتشف من المعاناة طعم الصبر والتجلد نافضا عن نفسه الشبهات رغم ما يبدو من تصنعه للامبالاة وقد وضع يديه حول وسطه ..
وراقبت ملامحه ونحن نطوي الصفحات والجيوب وقد ساد بيننا الصمت ..
إنا لا اخشي حليمة ولا شنطتها المحشوة فهي تتسلل وتعود كنصف حلم ونصف روح ..
وتفشل العين يا محمد في إدراك النظرات المتنافرة وهمهمات زمن مضي كنت تلتصق بمؤخرة أمك هروبا من ثورة أبيك الصامتة .. ولم تفلح نظرات حليمة الناعسة ـ بعد انزلاق الإيشارب الذي لا يزال معلقا بربطة شعرها ـ في حجب دموع الرجل من عينيه الفزعتين وقد اعتراهما احمرار شديد بعدما هبط صوت الأم وهي تجز علي أسنانها قبل الغيبوبة لتظهر جلية الخصلات البيض والممتدة بعمق رأسها ..
هل ..
وتتوقف الكلمات ويسرح بصرك نحو جامع سيدي القباري فتنغبش عيناك واراك تائها ولا انبس ببنت شفه .. تترحم علي أبيك .. وتعاود عناوين قصصك التسلل خارج السرب ومغادرة متاهة العارف .. في طقوس للرؤية فلا احد يعرف ما القادم ..
واراك تقترب وقد تغيرت الرائحة ،حتى تمكنت عيناك من الملامح الغائمة مع إحساسنا المتنامي ببرودة المكان ،وتتكاثف حلقات دخان سيجارتك تضبب ما حولك ،وسؤال عن المعاناة اتصالا بسؤال ارق الكتابة علي أنقاض جلبة ،وضوضاء وعبث وربما في إعقاب الهموم ومحاكمة رمزية لواقع لا ندرك منتهاه .. وخرج النداء من بين الشفاه الجافة
وألقيت بالقصص والتطلع إلي مخبوء الإسرار وفيوضات نزف القلم إلي واقع تنفجر مواقفه و..
.. هل كنت العارف يا محمد ..؟
ومع الملاءة البيضاء وعويل حليمة ومن خلف الدموع مددت يدي مواسيا
البركة فيك يا محمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا