الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمثيلية نصف المجتمع

منال شوقي

2016 / 3 / 16
حقوق الانسان


كنت و مازلت ضد المُباهاه و التفاخر بكل ما كان قدري و لا دخل لنا في الحصول عليه أو في الحرمان منه .
فالجنسية و الجندر و الدين و اللون و درجة الوسامة و الطول و مركز العائلة الإجتماعي والثقافي و المادي جميعها سمات و ظروف موروثة ليس لحائزها أي فضل فيها و بالتالي كان تصنيف الناس بناءً عليها تصنيفاً هو أبعد ما يكون عن الموضوعية و العدل و يخرق مبدأ تساوي الفرص .
و علي الجانب الأخر ، كان حرياً بنا أن نعطي كل ذي حق حقه واضعين نصب أعيننا قاعدة المجد للأنفع أو البقاء للأهم ، علي غرار البقاء للأصلح و أعني هنا الأصلح للجنس البشري بصفة عامة .
كانت تلك مقدمة لابد منها فرضتها عليّ حقيقة كوني إمرأة ، أردت من خلالها أن أوضح مبدأي في رفضي إلحاق الفضل بمن لا يد له فيه ، فلم تختر إمرأة جنسها و كذلك لم يفعل رجل .
و الحقيقة يدهشني جداً موقف من يكتبون مدافعين عن المرأة و حقوقها و هم في ذلك مرددين لشعارات جوفاء تنال من المرأة أكثر مما تُشَرّفها ، فهي عند البعض نصف المجتمع و عند البعض الأخر الأم و الأخت و الزوجة و الإبنة و كأن تلك البديهيات و الحقائق في حاجة لذكرها من الأساس !
فمن هذا الذي يخفي عليه أن مجتمع أي مجتمع نصفه نساء ؟
و من الذي إندهش حين قرأ أن أمه إمرأة و زوجته إمرأة ؟
في الواقع إن عبارات كتلك أراها أنا إهانة للنساء ، فكأن كاتبها يطالب ضمنيا من خلالها الإعتراف بوجود المرأة أو بأن لها حقوقاً !
و الحق - إن أنصفنا - فلا وجود من الأساس في غياب الأنثي أياً كان تصنيفها ككائن حي ، بينما تستمر الحياة في غياب الذكور .
و لكي أبرهن علي ذلك ، لنتخيل أننا تحت ظروف ما مضطرين للإبقاء علي فرد واحد من زوج من الحيوانات المهددة بالإنقراض ، فإما أبقينا علي الأنثي و إما أن نبقي علي الذكر ، فمن منهما سيختار للحفاظ علي حياته عالم حيوان ؟
إن التقدم العلمي الذي وصلنا إليه يسمح بحفظ الحيوانات المنوية للذكر لتلقيح بويضات الأنثي مرة و مرات و بالتالي يستطيع رحمها أن يُنقذ نوعها من الإنقراض بينما الذكر لا يستطيع أن يفعل .
و بالمثل ، فلنتخيل أن الجنس البشري مُهدد بالفناء فأي الجنسين يُفَضَل أن تكون نسبته أعلي لإنقاذ البشر من الإنقراض ؟
بالطبع النساء أهم و الحفاظ علي بقائهن يضمن الحفاظ علي الجنس البشري من الفناء حتي و إن وصلت النسبة لرجل مقابل مائة إمرأة و بالتالي لو تخيلنا أن كل سكان الأرض إجتمعوا في سفينة عملاقة و كانت السفينة علي وشك الغرق مما يستدعي التخلص من نصف حمولتها لكان من المنطقي التخلص من حمولة معظمها من الرجال الذين ينحصر دورهم في عملية إستمرار الحياة فقط في إنتاج الحيوانات المنوية و التي يكفي رجل واحد لإنتاج ما تُلقح به ألف بويضة لألف إمرأة لإنجاب ألف طفل .
إذن الرجل وجوده ثانوي حين نتكلم عن أساسيات الحياة و هو كذلك أيضاً بالنسبة لتفاصيلها .
و لبيان ذلك علينا أن نتخيل حال رضيعين أو طفلين أحدهما فقد أمه بينما فقد الثاني أبيه ، أيهما ستكون حياته أفضل و أقرب للطبيعية و أيهما سيعاني مع والده الأعزب ؟
إن المرأة تستطيع - و بالفعل برهنت - أن تربي طفل بمفردها بينما الأمر شبه مستحيل بالنسبة للرجل ، المرأة تعمل و تنفق علي أبنائها و تربيهم بينما الرجل نادراً ما ينجح
.
لست متحيزة لجنسي ، بل أفكر بعد أن حَيّدت نفسي تماماً ، مُتَحَرية الموضوعية و المنطقية و بعيداً عن العواطف أقول : إن حياة المرأة أهم ألف مرة من حياة الرجل إذا أنصفنا و مجتمع نسبة الذكور إلي الإثاث فيه 1000:1 سيستمر بينما سيندثر إذا كانت النسبة معكوسة و تلك ليست أرائي الشخصية أو أهوائي بل الحقائق العلمية تتكلم و عليه، أعود و أندهش من عبارات يرددها أصحابها للدفاع عن المرأة التي يُذَكِروننا بأنها نصف المجتمع ، ولسان حالهم يقول فلنتنازل و نمنحها بعضاً من حقوق الرجل و لنرتقي و نقبل بالمساواة !
عفواً يا سادة ، فقانون البقاء للأهم و الأنفع لا يسمح بمساواة الرجل بالمرأة .
كلمة أخيرة : لم أنشر المقال في باب حقوق المرأة و مساواتها بالرجل و ما شابه لأني أرفض من الأساس مناقشة ما كان بديهياً و وجود عناوين كتلك يفترض في المرأة كونها كائن مُهمش أو أقلية تُطالب بالمساواة مع الأغلبية المهيمنة و هذا ما أرفض مجرد مناقشته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: نسعى لتسل


.. مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: الوضع كارثي ومؤلم




.. مندوب جامعة الدول العربية: الجانب الأمريكي لا يريد أي دور لل


.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة : جويتريش




.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة:أمريكا بدأ