الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا.. للخدمة الإلزامية ...نعم للجيش المحترف

جاسم محمد كاظم

2016 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر المؤسسة العسكرية ببساطة من اكبر المؤسسات الاستهلاكية المستنفذة للعملة الوطنية وسيولتها النقدية سواء أكانت بضاعية المنشى أم ريعيه الناتج .
وتحصل تلك المؤسسة على حصة الأسد من الميزانية السنوية بشكل رواتب ضخمة لإفرادها أم بشكل احتياجات مادية على شكل أسلحة وذخائر تبقى لزمن لتصبح بعد حين خردة لا تباع وتشترى في سوق التداول .
واستحوذت الجيوش منذ ظهور الدولة الحديثة على اهتمام السلطة فكانت الدولة الأولى عسكرية المنشأ يرتدي فيها الحاكم بدله العسكر حتى في أماكن w.c وأماكن المتعة مع الغانيات .
وأصبح فيها الجيش قلب الدولة النابض لاتساع رقعة الاكتشافات الجغرافية وظهور الصناعة الحديثة ومناجم الثروة المعدنية أولا والنفطية ثانيا فيما وراء البحار فكان الغزو هو الحل الأمثل للسيطرة على تلك الثروات الهائلة فكانت الحروب الاستعمارية والغزو المباشر وعبور الحدود بدون سابق إنذار بعصر وحشي دموي لم ترى عيون البشرية له مثيلا في كل عصورها السابقة .
وكان الرواد الأوائل للإستراتيجية العسكرية وفكرها الحربي بعد انتهاء شكل الجيش القديم ككتلة بشرية تلتحم بأخرى لتتصارع حد الفناء .
فظهر المنظرون الأوائل لبناء جيوش محترفة قادرة بالرد بسرعة على أي تهديد مفاجئ .
اعتبر "الفريد ماهان " داعية القوة البحرية الحديثة والمؤثر الأول في السياسة الأميركية واستطاع بالنفوذ القوي لصديقة تيودور روزفلت(رئيس الولايات المتحدة بعد ذلك ) وهنري لودج إن يلعب دورا في حث الولايات المتحدة إن تلعب دورا هاما وان تقرر مصيرها في ما وراء البحار في مطلع القرن العشرين ونشر كتابة التاريخي "نفوذ القوة البحرية في التاريخ مابين 1660-1763".وأصبح بعد ذلك محاضرا في الكلية البحرية "نيوبورت " ليدرس علم التكتيك والتاريخ الحربي للطلاب "..
وحل بعدة الجنرال "جوليو دوجي " كواحد من أشهر المنظرين حول استخدام الطائرة في تغيير مجرى الحرب مع نجاح "الأخوان رايت" بأول تحليق جوي في التاريخ بالطائرة "فلاير "عام 1908 ونشر كتابة "السيطرة الجوية " شارحا فيه نظريته الجديدة حول استخدام الطائرة في ضرب أهداف العدو الإستراتيجية الصناعية والعسكرية والمدنية باعتبار تلك الوسيلة بأنها الوحيدة لحسم الحرب وتغيير الرأي العام للعدو ووصوله إلى مرحلة اليأس "...
فنشا سلاح القوة الجوية الحديث بمطاراته ومقاتلاته المطاردة .المعترضة .المهاجمة وقاذفات القنابل .وتسابقت الدول فيما بينها بتطوير الطائرة من المروحية حتى النفاثة وظهرت الإشكال الأولى للطائرات " فوكر" الألمانية والقاذفة "غوتا "وهاندلي باغ "البريطانية "واليا موريتش"الروسية والزيرو اليابانية والبي 18 الأميركية حتى الوصول إلى الطائرات الحديثة الفائقة السرعة التي تتعدى سرعة مقاتلاتها الحديثة سرعة الصواريخ وقذائف الدبابات ووصل بعضها إلى "ال5 ماك" .
واستطاع سلاح الطيران الحديث من حسم معارك في ساعاتها الأولى وقتل جيوشها هائلة العدد في أماكنها كما حصل في حرب 1967 حين دمر سلاح الطيران الإسرائيلي البنى التحتية المصرية .المقاتلات .المطارات وقطع الإمدادات الحيوية عن الجيش المتخندق في سيناء واستطاع من شل القدرة المصرية بضربة واحدة .
وعادت أميركا بتلك النظرية من جديد لحسم "عاصفة الصحراء " يوم قطعت أوصال الجيش العراقي في صحراء الكويت ودمرت كل أركان الدولة العراقية ومؤسساتها الحيوية بغضون أسبوع واحد وأعادت العراق إلى العصر الحجري كما صرح "جيمس بيكر "أثناء لقائه طارق عزيز في الأمم المتحدة .
وفي مجال الحرب البرية أستطاع القادة الألمان بعد ظهور الدبابة الأولى "مارك 1" من التقدم أشواطا هائلة بتطوير هذا السلاح المرعب واستخدامه بالتعاون مع القوة الجوية فكانت "الفليتس كريك" أو الحرب الخاطفة أو حرب البرق باشتراك الطائرة "شتوكا" مع الدبابة "بانثر" في خرق تحصينات العدو وتطويقه بحرب خاطفة تؤدي إلى التهام العدو وهضمه قبل إن يبتلع أنفاسه .
ظهرت إلى الوجود الفيالق والجيوش المدرعة بقادة بقيت أسمائهم ما بقيت الحياة " الجنرال غودريان "الألماني "باتون الأميركي" وجوكوف بطل الاتحاد السوفيتي .
ووصلت الحرب إلى ذروتها باختراع الصواريخ العابرة التي ابتدأت بالصاروخ الألماني v1 حتى وصلت إلى "التوماهوك" الأميركي العابر والصواريخ الذكية التي تكفي نقرة إصبع لأحد الجالسين في "البنتاغون" لكي تدمر أهداف لها في أقصى المعمورة .
وتطور السلاح ألاستخباري كثيرا متوازيا مع التقدم التكنولوجي الهائل في رصد العدو وتصويره وفك رموز شفراته وأوصلت التكنولوجيا الهائلة متمثلة بأقمار التجسس إلى معرفة تحركات الإفراد ورصدهم وبالتالي تصفيتهم واحدا واحدا وهذا كان إلى عهد قريب من الأحلام الوردية التي تراود المخيلة العسكرية لقادة الأركان وزعماء الحرب .
ومع هذا التقدم العلمي والأكاديمي الهائل تقلصت الجيوش كثيرا وأصبحت محترفة بوحدات آلية متخصصة للقتال وتلاشت نظرية "الجيش العظيم" النابليونية مع الرياح وبهذا تدنت ميزانيات الصرف على تلك الجيوش كثيرا و كثيرا بعد إن كانت الجيوش تستهلك ما يقارب ال80 من موازنة تلك الدول .
لكن جيوش الشرق وقادتها على ما يبدوا تغط في سبات عميق وكأنها لم تسمع وترى وتشاهد ما يحصل في العالم القريب منها والبعيد حين تركز على العامل البشري الهائل بنظرية الحشد وتكديس الإفراد في هذه الجيوش التي أصبحت عبئا ثقيلا على ميزانيتها المالية بدون إن تتعلم شيئا من التاريخ مما يؤخذ بالإدراك بان هذه الدول بسلطاتها العشائرية الدينية العتيقة لازالت تعيش طفولة التاريخ البشري ولا يمكن إن تصل جيوشها إلى ما وصلت إلية جيوش العالم إلا بعد إن ترتقي علميا وتكنولوجيا وتصبح قادرة على إنتاج البضاعة من الإبرة البسيطة إلى الكومبيوتر الهائل القادر على أداء مليون عملية حسابية في الثانية الواحدة وهذا لا يمكن إلا بوجود صناعة متقدمة مترافق مع طبقة عمالية ذكية متخصصة قارئة وعارفة لسر التاريخ وشفرته تستطيع من إثبات نفسها في حيز الوجود فكريا . اجتماعيا وسياسيا وعندها يصبح الجيش العراقي جيشا محترفا قادرا على حماية الوطن من خلال الخبرة العلمية والتكنولوجية وليس عبر تكيس الملايين من البشر تحت شعار قديم انتهى من الوجود يسمى ""خدمة العلم أو الخدمة الإلزامية ""
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت