الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أ و لم أقل بأنك لا تستطيع؟!

بولات جان

2016 / 3 / 16
كتابات ساخرة


أ و لم أقل بأنك لا تستطيع؟!
بولات جان
- أ تستطيع أن تسير من هنا إلى قمة الجبل؟ أعتقد بأنك لا تستطيع.
- نعم أستطيع.
- أقصد هل تستطيع السير من هنا الى الجبل في ساعة واحدة فقط؟ و أعتقد بأنك لا تستطيع.
- نعم نعم أستطيع أن أصل إلى قمة الجبل خلال ساعة واحدة فقط.
- لا أعتقد بأن تستطيع.
- بلى أستطيع.
- و هل تستطيع أن تقطع هذه المسافة خلال ساعة واحدة و أنت تحمل ثقلاً؟ مع العلم بأنه من المستحيل أن تقوم بذلك.
- بلى يا أخي أستطيع قطع المسافة خلال ساعة و أنا أحمل ثقلاً.
- لا أظنك تستطيع. أنت لا تستطيع أبداً و سوف تفشل.
- هات لنجرب و نرى هل بمقدوري فعل ذلك أم لا.
- لا أظن بأنك تستطيع الوصول إلى قمة الجبل خلال ساعة واحدة و أنت تحملني على كتفيك.
- يا أخي لماذا تصر على أنني لا أستطيع فعل شيء. تعال لأحملك على كتفيي و أوصلك إلى قمة الجبل خلال ساعة واحدة.
- لا لا لا أبداً لا تستطيع...
- بلى أستطيع. لا ضير من المحاولة.
- و هل تستطيع أن تحملني على كتفيك و تسير إلى قمة الجبل و تصلها خلال ساعة و أنت حافي القدمين؟؟؟ أكيد لا تستطيع.
- لِمَ هذا الاصرار على الإثبات بأنني لا استطيع؟؟ أعرف بأنه سيكون صعباً عليّ السير حافي القدمين في شِعاب الجبل الوعرة، لكن و مع ذلك أريد أن أؤكد لك بأنني أستطيع.
- مع أنني متأكد بأنك لا تستطيع، لكن لنجرّب، بشرط.
- ما هو شرطك يا أخي؟
- عليك أن تغني لي أجمل المواويل و الأغاني أثناء سيرك نحو قمة الجبل. يجب أن تسليني و أنا على كتفيك، فأنا شخص حساس و لا أتحمل الملل و التعب.
- طيب أخي طيب! لنتوكل على الله. سوف أغني لك و أحملك على كتفي و أمشي حافي القدمين و أصل بك إلى قمة الجبل خلال ساعة واحدة.
- لا أفهمك أبداً! كيف تستطيع فعل ذلك؟ أنا متأكد مليون بالمية بأنك لا تستطيع و سوف تسقط و تفشل و أنا سأكون محقاً.
- تعال و لا تتكلم أكثر. فأنت أخي و سوف أوصلك إلى الجبل بحسب شروطك. فقط لكي أثبت لك و لنفسي بأنني أستطيع.
- لا والله لا تستطيع!
خلع حذائه و حمل أخاه على كتفيه و بدء بالمسير نحو قمة الجبل و هو يغني. كانت الأشواك تدمي قدميه و الصخور الناتئة تحفر الأخاديد فيهما. كان يتسبب عرقاً تحت ثقل أخاه الذي كان بدوره يفعل كل شيء لكي يدفع أخاه للتراجع أو السقوط أو التأخر في الوصول إلى قمة الجبل في الوقت المحدد.
طوال الطريق كان الأخ يركله برجليه على صدر و ظهر و جانبيه حتى يزيده ألماً و يدفعه للتلكؤ و الوقوع و هو يكرر بلا توقف "لا تستطيع... لا تستطيع... سوف تسقط. سوف تفشل... لن تصل".
الآخر كان يسير رغم التعب و هو يغني و يتسبب عرقاً تاركاً خطاً أحمراً من الدماء النازفة من قدميه على شِعاب الجبل الوعِرة و يقول بين كل أغنية و أخرى : " سوف أصل... سوف أنجح... سوف ترى".
قبل أن تنقضي الساعة كان قد اقترب من قمة الجبل و لم يكن قد بقي إلا أمتار معدودة. كلما كان يقترب كان الآخر (المحمول) يزداد شراسة و هو يركله و يشد شعره و يعض أذنيه و ينكزه و يصرخ مولولاً للتشويش على عقل من يحمله و يدفعه للسقوط ارضاً و إفشاله في الوصول بالوقت المحدد.
- لن تستطيع الوصول. سوف تفشل. سوف تسقط...
- أنت مخطأ! سوف أصل. سوف أنجح و سوف ترى نجاحي.
- سوف تفشل... لن تنجح. قلت لك بأنك لن تنجح.
- سوف أنجح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا