الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل العراق

عبدالزهرة الركابي

2003 / 1 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


       

بغض النظر عن جميع السيناريوهات التي تروّجها وسائل الإعلام الغربية بخصوص مستقبل العراق أو مرحلة ما بعد صدام ، فإن هذا المستقبل يظل عرضة للتناول من كافة الزوايا والجهات على اعتبار ان له إنعكاسات على العراق والمنطقة ، وليس من المستبعد ان تؤدي هذه الإنعكاسات الى تأثيرات حاسمة قد تعيد ترتيب أوراق المنطقة برمتها ، لكن يظل مستقبل العراق هو الذي تركز عليه الأنظار في هذا الوقت على الأقل 0

   ان الوضع السياسي الداخلي في العراق في المرحلة الإنتقالية على افتراض سقوط نظام صدام سيكون بلا شك شائكا" ، خاصة وان جماعات المعارضة العراقية في الخارج ليس بمقدورها تسيير دفة البلاد في المرحلة المذكورة ، وهو أمر تدركه حتى الجهات الدولية والإقليمية المعنية بالقضية العراقية ، ولكن عملية ملء الفراغ لن تكون عصية في كل الأحوال فهناك الكثير من التكنوقراط المهيئين لإستلام زمام الأمور في تلك المرحلة ، كما سيتم الإستعانة بكوادر من داخل العراق لهذا الغرض من الذين يمتلكون خبرة ودراية في الحكم المحلي ، على ان يظل الجانب السياسي في المرحلة الإنتقالية متداخلا" مع الحكم المحلي الى حين ارساء الأمن والإستقرار 0

   وإذا تحقق أحد السيناريوهات فإن فريق الحكم سيكون تكنوقراطيا" بقيادة حاكم عسكري لم تتحدد جنسيته بشكل حاسم على الرغم من الأنباء التي أشارت الى انه سيكون أميركيا" ، وحتى التشكيلة التي تمخض عنها مؤتمر لندن الأخير (( لجنة التنسيق والمتابعة )) لا يمكن لها ان تكون حكومة مؤقتة أو انتقالية حيث ان الأفراد الذين ضمتهم اللجنة المذكورة ليس بمقدورهم القيام بعملية التنسيق فيما بينهم ، نظرا" لخلافاتهم الشخصية المعروفة والتي ستقف حائلا" بينهم وبين الأهداف التي تشكلت اللجنة من أجلها ، مع الإشارة الى ان المؤتمر المذكور أساسا" لا يحظى بتأييد جماعات معارضة أخرى ظلت خارج اطاره وبعضها أطول باعا" في المعارضة من بعض الجماعات التي تبنت المؤتمر وتشكلت من أعضائها لجنة ((  التنسيق والمتابعة )) 0

   وإذا كان المجرم صدام سيترك العراق ، هربا" أو سقوطا" سيان ، فإن مرحلة مابعد سقوط النظام تحتاج الى جهود دولية واقليمية وعراقية من أجل إنتشال العراق من الوضع المزري والبائس الذي وضعه فيه نظام صدام المجرم ، ولكن صعوبة المرحلة المتوقعة تكمن في شقين ، إذ ان الشق الأول يتمثل في الأمن والإستقرار في الداخل ، والشق الآخر يتمثل في عملية البناء وترميم ما يمكن ترميمه في البنى التحتية وكذلك السيطرة على عملية تصدير النفط  ، وهذا الأمر لا يتم إلا بتوافر حكومة مؤقتة أو انتقالية تستطيع ادارة دفة البلاد الى بر الأمان 0

   وإذا كنا قد استشرفنا مرحلة ما بعد صدام فإن الواقع يحتم علينا ان نستطلع الوقت الحاضر  على ضوء قرب وقوع الحرب التي بات موعدها وشيكا" ، فإن هناك خطين يتصلان بموقف النظام من تلك الحرب نستطيع من خلالهما ان نتبين صورة الحاضر ، حيث ان الخط الأول يمكن استطلاعه من الأنباء التي تفصح عن ان هناك جهودا" عربية تحاول إقناع الطاغية صدام بالرحيل عن العراق واللجوء الى دولة افريقية ، والخط الثاني يتمثل في تظاهر النظام على خوض الحرب حتى النهاية أوحسب قول طارق عزيز (( ان صدام سيبقى في العراق حتى آخر طلقة )) وهو تظاهر تعوّدنا عليه ، حيث ان حقيقته تقول كلما واجه أو أقبل النظام على هزيمة مؤكدة إدعى بتحقيق (( النصر المؤزر )) مسبقا" 0

   لاشك ان نظام صدام المجرم لم يعد أمامه سوى خيارين ، الأول هو البقاء في العراق حتى السقوط أو الإنتحار ، والثاني الهروب والنجاة بجلده مؤقتا" الى حين موعد الحساب الذي سينتظره هو وأعوانه المجرمين حيث ان القانون الدولي سيكون له بالمرصاد 0

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق