الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنسحاب الروسي ..للأمام أم للخلف

طاهر مسلم البكاء

2016 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لايمكن لعاقل ان يصدق ان الروس قد انسحبوا من منطقة حساسة كمنطقة الشرق الأوسط ،خصوصا ً بعد ان ثبتوا لهم موطئ قدم فيها ،وقد أجادوا لعبة الشد والجذب التي مورست من الأطراف المقابلة وهي أمريكا وحلفها الأطلسي وذيولها في المنطقة ،والتي أعتادت ردحا ً من الزمن ومنذ سقوط السوفيت عام 1991 ،على اللعب في الساحة منفردة ،حيث ارتكبت وحلفائها أفضع الجرائم بحق شعوب المنطقة من مثل الحروب المباشرة والتي استخدمت فيها أحدث تقنيات السلاح المحرم لأجل التفنن بالقتل ، وأنواع الحصارات الشاملة والجزئية لكم أفواه من يقف بوجهها أو من كان قد وقف سابقا ً بوجهها .
أستمرت روسيا بضرب الأرهابيين والخارجين على الدولة السورية لأكثر من خمسة أشهر ،وهي وان لم تشترك بجيوش مباشرة على الأرض ،غير ان تسيدها الأجواء السورية ،مكنت الجيش السوري من مد نفوذه على أغلب مدنه المهمة التي كانت تحت سيطرت الجماعات الأرهابية .
هل انسحبت روسيا :
ماقامت روسيا بسحبه من قواتها هي القوات الأحتياطية التي كانت تخيف بها الدول المساندة للجماعات الأرهابية والوالغة بالأرهاب وبدماء السوريين والعراقيين والتي كانت تطمح الى أهداف مصلحية خاصة تأمل في كسبها بأنكفاء الدولتين ،مع الأبقاء على القوات التي كانت تستخدم لضرب عمق الأرهاب يوميا ً ،وتمكنت بدهاء من ادارة المعركة السياسية جنبا ً الى جنب مع المعركة العسكرية ، فقد كان هناك من يخطط لأشغال روسيا وايقاعها في مستنقع في أول ظهور لها في المنطقة ،لقد أصبح موقف الدولة السورية قويا ً بمافيه الكفاية ليبلع ساسة الحلف المقابل جميع تصريحاتهم السابقة بخصوص رئيس سوريا بشار الأسد ، وإعادة قبول الدول السورية في المؤسسات الدولية والعربية التي تخاذلت سابقا ً تحت الضغط الأمريكي والغربي وذيولهما في المنطقة .
الروس فهموا اللعبة :
فهم الروس بصورة لالبس فيها ان لعبة أمريكا القادمة هي رقبة روسيا نفسها ، ومن هنا كانت خطوات بوتين الواثقة والمستعدة لكل طارئ ،فقد كان أي احتكاك للغرب مع روسيا إيذانا ً بمواجهة ، وهذه المرة ليست مثل تلك المواجهات التي تسلوا بها كثيرا ً في العراق وافغانستان ،ولو انها أذاقتهم العلقم على المدى الطويل وجعلتهم يحسبون ألف حساب لهذا المغامر القديم الجديد الذي يدلف أبواب المنطقة ،قادرا ً على قلب موائدهم ومسح خرائطهم وتحطيم أحلامهم .
هل حقا ً يرغب الروس باستبدال الأسد :
شاهد العالم ان سوريا ،مع قلة امكانياتها وعظم الهجمة المخطط لها ، قد وقفت وقفة بطولية ولم تنهزم وهي اليوم تقف في مواقف جيدة مقارنة بما كان عليه الحال قبل وصول الروس ،وهذا ما يعطي الدليل القاطع على ان الروس لن يضحوا بمثل هذا الحليف بعد ان ساندوه وأعطوه زخما ً جديدا ً وقوة جديدة ،وان كل مايقال عن تخليهم عنه ماهي سوى افتراءات لااساس لها من الواقع ،وهي تدخل في خانة الأحلام للمنهزمين ،الذين كانوا بالأمس القريب يمنون النفس بدخول دمشق .
الموازنة الدولية هل تحققت في سوريا :

تبين لدول المنطقة وللعالم ان امريكا كانت تستخدم دولنا كساحة للنزهة والتدريب والأسترزاق وبيع السلاح ونهب ثروات المنطقة ،بدى ذلك واضحا ً بعد الدخول الروسي في سوريا ، الأن يريدون ان يقولوا له توقف فضحتنا ولكنه عندما جاء غير عابئ بهم وبقوتهم الكارتونية ،التي جربوها على دول بسيطة ليست في عداد الدول الكبرى عسكريا ً، كافغانستان والعراق وليبيا والذي لولا الفيتو الروسي الصيني لأكملوا موضوعهم مع سوريا أيضا ً، لقد تمكن بوتين من ان يقول لهم من ان روسيا قادمة وان زمن الأستهتار بالموازنة الدولية قد ولى وعليهم ان يفهموا الرسالة شاءوا أم أبوا وهذا هو منطق القوة في السياسة الدولية ،فليفهم العرب ذلك أيضا ً ويتركوا سياسة الذل والتبعية والخنوع ، لقد استغل بوتين فترات ذهبية في السياسة الأمريكية المتعبة وهي الفترات الأنتقالية ،حيث تجري الأنتخابات الرئاسية واصبح من المحتم توديع أوباما للقصر الأبيض قريبا ً ،وقد فرض بوتين طريقته الخاصة في سوريا والتي كانت خليط من القوة العسكرية والسياسة وقد نجح في ذلك الى حد كبير وهو لن يغادر سوريا بعد ذلك مطلقا ً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها