الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنجلد زين كثيراً!!

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2016 / 3 / 18
كتابات ساخرة


هذا المقال قديمٌ جداً..ليس لأن كلماته مُكررة و ليس لأن سواي قد سبقني لذات فكرته و لكن لأني كتبته منذ أكثر من عامٍ تقريباً بانتظار هذه اللحظة..اللحظة التي أجد فيها أن عدد قرائي و لو "افتراضياً" قد تجاوز المليون قارئ بقليل أو تخلف عن ذلك الرقم بقليل..لهذا و تكريماً لهذه اللحظة فلأحتفل بطريقةٍ مختلفةٍ قليلاً عن البقية الذين سبقوني في تحقيق ذات الأمر و لأجلد زين كثيراً لأرضي تلك الفئة التي ربما تتوق لهذه اللحظة..لحظة تعرية زين و جلدها بقسوة في ميدانٍ عام.

هل تمقت زين؟؟..ماذا؟؟..تخبرني بأنك لا تطيقها؟؟..أتفق معك تماماً في مشاعرك تلك..بل لعلي أستغرب بأنك فقط لا تطيقها دون أن تشعر بتلك الرغبة الشديدة في التخلص منها و لو على الأقل افتراضياً..و أعلم أنك بالتأكيد تملك من المبررات لذلك المقت و عدم الاستلطاف ما يفوق ما سأسرده لك هنا..تلك المبررات التي أكاد أن أكون على ثقةٍ من أنها تجعلك تتمنى دوماً و ربما أحياناً أن تُقدِّم باستخدام جسدها تمثيلاً مُعاصراً لقصة أخدود نجران.

أتعلم أنا مثلك أمقت زين لأنها تتحدث في كل أمر و تُفتي في كل فرعٍ من فروع شجرة الحياة..تتحدث عن الدين السياسة الجنس المثلية و حتى الحب!!..أنه أمرٌ مستفز جداً ولا يُطاق أن تشعر بأن تلك الفتاة تملك ما تتباهى به دوماً أمامك بالرغم من نقصان عقلها الذي قيل لنا منذ الأزل بأنه صفةٌ مُلازمةٌ لها كما لكل النساء مثلها..و أنا مثلك أيضاً أمقت طريقتها الغريبة في جعلك تستمر في قراءة ما تدونه بالرغم من أنك لا تطيقها..يذكرني ذلك الأمر بذلك الشعور المقيت الذي نشعر به عندما نتمعن في تفاصيل من لا نطيقهم فقط لكي نجد ما نبرر به لأنفسنا تلك الكراهية التي تسكننا تجاههم.

أمقت أيضاً أنها لا تمتلك سقفاً ليصطدم رأسها به فتخرس و لو قليلاً أو على الأقل ليجعلها تُعلن عن جهلها في أمرٍ ما..أمقت أن زين ترى أن صمت الأغلبية عار و حديثهم في أغلبه يعكس عبودية لجهةٍ أو لأخرى..فلقد اختار الكثيرون الصمت تجاه الكثير من الأمور فلماذا لا تمارس هي ذات الأمر مثلهم فتُريح و تستريح!!..لقد كان الأمر سهلاً بالنسبة إلى أغلبيتهم فلماذا هو بتلك الصعوبة بالنسبة إليها!!..لهذا لا أنكر أني أحياناً أتمنى أن تطير برأسها إحدى طواحين الهواء العديدة التي تبعثر وقتها في مقاتلتها.

زين أيضاً تنتقد مجتمعها كثيراً..و بالرغم من إنه مجتمع يكاد أن يكون مثالياً يخلو من العيوب إلا أنها تتمكن بطريقةٍ غريبة من إيجاد عيبٍ ما في ثناياه..و هي هنا تنتقص من الرب الذي شهد للمسلمين -كما للعرب إجمالاً كما يبدو- بالكمال و الذي تكاد الأغلبية منهم أن تؤمن به كمُسلَّمة لا تقبل النقض أو حتى النقاش..بل إنها تتمادى أحياناً فتنتقد اللصوص في مجتمعها و من يرافقهم من تجار الدين..فهي على ما يبدو ترغب في أن تسلب ذلك المجتمع نقطة تميز تفوق فيها على الآخرين و هي حق المتاجرة بالدين و منح الإسلام قيمة مادية يُنتفع بها.

و بالطبع لا ألومك لتقززك منها بسبب إيمانها بأن المثليين هم بشرٌ مثلك..تخيل بأنها تساوي بينك و بينهم!!..فأية وقاحة تملك تلك الفتاة!!..أحياناً أؤمن بأنها مثلية و لكنها لا تعترف بذلك..فمن الصعب أن أصدق بأن هناك شخص يمتلك ذلك القدر الهائل من الميول الطبيعية مثلي أنا و أنت و لا يشعر بالتقزز منهم..و لا أعلم حقاً من أين تأتي بذلك الكم الهائل من اللا مبالاة تجاه قواعد مجتمعنا الأخلاقية و التي لا تعاني من أي تصدعاتٍ أخرى سوى ما سيسببه لها هذا الأمر!!.

فزين تجعلك تشعر -و أنت تقرأ ما تدونه- بأن كراهيتك لها قد أصبحت مسألة شخصية..لأن ما تمثله زين هو كل ما تمقته أنت في الأنثى أو لنقل في صورة الأنثى التقليدية و المثالية و التي ترغب في إلقائها في أحد زوايا صورة حياتك الممتلئة بتفاصيلك..و لكنها بالرغم من ذلك الأمر لا تبالي بك و تصر على الكتابة لأنثى..فتكتب لأنثى و تتغزل بأنثى بل إنها تجد أن تغزلها ذك ليس من المثلية في شيء بل هو أمر طبيعي جداً أن تقدس ما لا يدرك الذكر العربي قيمته..فأي وقاحة و أي جرأة تمتلك تلك الفتاة!!.

زين تؤمن أيضاً بأن التحرش الجنسي جريمة يجب معاقبة مرتكبها..و تتناسى أن من يتم التحرش بها هي فقط "الفتاة السيئة" أو من ترغب في وقوع ذلك الأمر لها و تتناسى و تتجاهل بصفاقةٍ غريبة ملايين الفتيات في عالمنا العربي و اللواتي لم يتعرضن للتحرش يوماً..بل إنها تواجه تلك الحقيقة بأن تخبرنا بأن غالباً ما يكون صمت الأنثى العربية عن تعرضها للتحرش ما هو إلا نتيجة طبيعية للخوف الذي يستوطن شخصيتها منذ الصغر من نظرة الآخرين لها..فهل تمزح تلك الفتاة!!..فنحن نملك نساء لا يخشين أحداً و إن كان قد تم التحرش بهن يوماً ما فسيخبرن العالم أجمع بذلك الأمر لأنه لا يوجد ما يخجلن منه..كما أن القوانين الوضعية كما الدينية في مجتمعاتنا ستنصفها حتماً من المجرم و بكل سهولة و من دون أن تتعرض لأي تبعات نتيجة لذلك الأمر.

الآن هل شعرت بالكثير من السعادة لأني أوافقك الرأي حول زين؟؟..حسناً سأخبرك بأمرٍ قد يسعدك كثيراً و قد يغضبك أكثر و هو أن زين تملك جسد أنثى و لعل هذه أكبر خطاياه و أشدها فجوراً..فلو كانت زين ذكراً لكانت كل تلك التهم كما الهجوم الذي تتعرض له أقل وطأة تجاهها..فمجتمعاتنا لا تقبل أبداً أن تردها أي ملاحظاتٍ أخلاقية أو حتى دينية من أنثى..فزين هنا أصبحت كما أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في النتيجة لا في ما تمثله فكرياً أو دينياً..فأم المؤمنين عائشة تم تحميلها أكثر مما تحتمل فقط لأنه كان لديها في قضية مقتل الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- "وجهة نظر"..فأصبح جملها الذي امتطته في معركتها لإثبات وجهة نظرها رمزاً للفُرقة بالرغم من أننا لو تمعنا قليلاً في رمزيته فسنجد بأنه كان رمزاً للاختيار.

لهذا أجد أن زين نالت المليون الأول ليس لأن ما تكتبه رائع و لكن لأنها فضلت الخسارة على الربح..علاقات كان مصيرها الانتهاء و طاقة سلبية يتسابق مطلقوها على إرسالها تجاهها عبر رسائلهم الإلكترونية كل هذا فقط لأنها مارست ما يمارسنه الإناث خلسةٍ في مجالسهن ليعلن فيما بعد عن ما يناقضه علانية..زين تكتب ما تفكر به و لعل هذا الأمر هو جريمتها الصغرى و زين تحاول أن لا تتوقف عن ممارسة التفكير و لعل هذا الأمر هو جريمتها الكبرى..و لكن في كلا هاتين الحالتين فإني أعتقد بأن ذلك الواحد المنتصب بخجلٍ نسبي و المتبوع بستة أصفار سيحمل بين تفاصيله بعض العزاء لها بطريقةٍ أو بأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى Joe Brahma
زين اليوسف ( 2016 / 4 / 18 - 03:10 )
غمرتني بأكثر مما أستحق...

اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس