الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جعبة ذاكرتي الفلسطينية -5 : عندما أنقذتني ورقة من -فتح-، من تنفيذ قرار باعدامي

ميشيل حنا الحاج

2016 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


هذه حلقة أخرى من جعبة ذكرياتي الفلسطينية

قي الحلقة السابقة ذكرت بأنني قد اتخذت قرارا بالانتقال من لبنان الى الأردن بعد تعرض منزلي لقذيفة حطت داخل غرفة نوم بناتي، وكيف التقيت في عمان للمرة الأخيرة بلقاء آخر مميز مع أبو جهاد، عندما طرحت للنقاش وجود قنبلة موقوتة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي قنبلة الشعب الموقوتة التي لم تكن قد فجرت بعد. لكني لم أتطرق في تلك الحلقة لتفاصيل عملية انتقالي من بيروت الى عمان وما شابها من مخاطر ومغامرات كادت تؤدي لتنفيذ قرار من أحد ميليشيات المرابطون باعدامي.

فبعد أن اتخذت القرار بالانتقال، بدأت في تفكيك أثاث منزلي واعداده لنقله معي الى عمان بانتظار اعلان يوم هدنة آخر من الأطراف المتقاتلة في الحرب الأهلية والتي كانت تعلن بين الفترة والأخرى كهدنة مؤقتة لأسباب أنسانية مفيدة للطرفين.

فعندما أعلنت هدنة من هذا النوع، ذهبت فورا الى المنطقة الشرقية من بيروت حيث تتواجد الحركة الوطنية والفلسطينية، وعملت على تسفير أولادي بسيارة مستأجرة خصيصا لهم. أما زوجتي، فأصرت على البقاء لمرافقتي في رحلتي الى عمان. وبعد أن نجحت في تسفير ابني وبناتي، رحت أبحث عن شاحنة كبيرة تنقلني وزوجتي الى عمان. وبصعوبة وجدت شاحنة أردنية مستعدة لنقلي مع أثاث منزلي. ولكن السائق حذرني بأن عملية نقل كهذه، قد تواجه متاعب نتيجة احتمال اشتباه البعض بأن الأثاث الذي أنقله، أثاث مسروق حيث كانت قد كثرت أعمال السطو على منازل هجرها قاطنوها بسبب الحرب وتعرضت بعد فراغها من ساكنيها لعمليات نهب وسرقة لأثاثها.
وعملا بنصيحته، رحت أبحث عن أبو جهاد لأستصدر منه كتابا يسهل عملية انتقالي، ويؤكد بأنني مواطن صالح ولست سارقا. لكني لم أعثر عليه في مكتبه، فذهبت الى مكتب آخر من مكاتب فتح معني بالشؤون اللوجستية، على أمل أن أجده هناك. لكنه لسوء حظي لم يكن متواجدا هناك أيضا. وسألني أحد المتواجدين في المكتب، وكان يعرفني معرفة جيدة، فسألني عن السبب الذي يدعوني للبحث عن أبو جهاد، فشرحت له حاجتي لاستصدار مذكرة لي تشهد بنزاهتي. فقال "بسيطة.. أنا سأزودك بهذه الورقة". وفعلا صاغ على ورقة مروسة باسم حركة فتح، صيغة تقول بأنني رجل معروف للحركة، وبأن الأثاث الذي أنقله هو أثاث منزلي، طالبا تسهيل مهمتي باعتباري صديقا للحركة وعدم التعرض لي. ووضع توقيعه وكذلك ختم الحركة على تلك الورقة - الوثيقة التي لعبت دورا هاما في بقائي حيا الى الآن.

وهكذا، وبعد اطمئناني نتيجة الحصول على تلك الورقة، ذهبت مع سائق الشاحنة الى منزلي وبدأت بمساعدة السائق وبعض الجيران، في نقل أثاث المنزل وتحميله في الشاحنة. ولكن عندما انتهينا من تحميل الأثاث، كان الليل قد حل، فاقترح السائق الذي كان فلسطينيا من أبناء مدينة الخليل، أن نتريث حتى الصباح نظرا لخطورة وحساسية الوضع، على أن نشرع مع الصباح في رحلة العودة الى عمان. فوافقته على ذلك، وعرضت عليه أن يدخل معي لينام في المنزل، لكنه اعتذر قائلا بأنه سوف يقضي الليلة في الشاحنة كحارس على الأثاث المحمل في شاحنته.

وفي الصباح بدأنا رحلة العودة الى الأردن. وعند انطلاقنا، لم أكن أتوقع أن تلك الرحلة سوف تكون محفوفة بالمخاطر التي واجهتها لاحقا. فبعد أن عبرت بنا الشاحنة (أنا وزوجتي وأثاث المنزل) ضهر البيدر واقتربنا من مدينة "شتورة"، لاحظت نشاطا كبيرا يعمل على نصب المتاريس في المدينة، ووضع أكياس الرمل لتشكل حواجز معيقة لأي تقدم للمهاجمين.

وسألت بعض الناس عن السبب فيما يجري أمامنا، فأفادوني بأن القوات السورية تتجمع في منطقة الحدود السورية، كخطوة نحو التقدم والدخول الى لبنان، في مسعى للتدخل بالحرب الأهلية اللبنانية التي كانت الحركة الوطنية قد أحرزت تقدما فيها ووصلت الى مشارف المناطق المارونية في جبل لبنان.

وهنا طلبت من السائق أن يعجل في قيادة الشاحنة، كي نغادر لبنان قبل اندلاع قتال جديد، نظرا لرفض الحركة الوطنية للتدخل السوري في تلك الحرب، والذي تبين فيما بعد أنه كان تدخلا يسعى لحماية مسيحيي لبنان خوفا من احتمال حصول مجزرة ضدهم، تؤدي الى ظهور الحركة الوطنية والفلسطينية المندفعة بحرارة في مقاتلة تنظيمات الكتائب العسكرية وحلفائهم، انتقاما لما سبق وارتكبته الأطراف المسيحية من مجازر أدت الى مقتل العديد من المسلمين والفلسطينيين على الهوية، على حواجز أقيمت في منطقة ميناء بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية ذات الأكثرية المسيحية... فعمل انتقامي كهذا، يسعى لقتل المسيحيين أو الكثير منهم، كما رأت الحكومة السورية، كان سيشوه صورة العرب أمام العالم كله، ويعمق هوة الخلاف بين الطرفين المتقاتلين، ويزيد في تعقيد المسألة اللبنانية حيث تتعدد الطوائف فيها.

وعجل السائق في قيادة الشاحنة، فوصلنا الى المصنع، مركز الحدود اللبنانية. وبعد أن أكملنا اجراءات الخروج من لبنان، توجهنا الى الحدود السورية لاستكمال اجراءات السفر الى عمان. وقدمنا الجوازات الى المأمور على الحدود، فغاب طويلا ثم عاد ليقول أن زوجتي والسائق، يستطيعان المضي بالسفر، أما أنا فممنوع من دخول سوريا وعلي العودة الى لبنان.

وهنا تذكرت بأنني كنت مرة في زياة لسوريا في أوائل السبعينات، بعد عام أو أكثر قليلا على وصول الرئيس حافظ الأسد الى السلطة في سوريا. وكنت آنئذ برفقة مراسل أميركي هو "بيل ماكلوغلين" من السي بي أس، وكانت مهمتنا اعداد تقرير عن سوريا في ظل النظام الجديد الذي بات الرئيس حافظ الأسد يقوده.

وقدمت لنا وزارة الاعلام السورية عندئذ، تسهيلات فاقت توقعاتنا، اذ عينت مرافقا لنا اصطحبنا للتجول في شوارع دمشق والتقاط كل الصور التي نريد التقاطها. ولكن في خلال عملنا، ذهب المرافق ليجري مكالمة ما، ولدى عودته أبلغنا بأن برنامجنا قد ألغي وعلينا التوقف عن التصوير. ولم يوضح لنا السبب وراء ذلك. وهنا لم نجد ضرورة للبقاء في دمشق، فغادرناها عائدين الى بيروت.

لكني لم أتوقع عندئذ أن الأمر سيمتد من منع للتصوير في تلك الزياررة، الى منع للدخول الى سوريا. وهذا ما سبب المفاجئة لي، لاعتقادي بأن المنع قد جاء نتيجة التقاطي صورا لم ترق للمرافق. ولم أعلم آنئذ بأن الأمر مرده أسباب أخرى تبينت لي بعد عدة سنوات، وبعد اطلاع أحد الوسطاء على ملفي.

وكان أحد تلك الأسباب التي وردت في الملف، مرافقتي لحركة فتح في عام 1968 في رحلتهم الى الجولان، بهدف تغطية عملية فدائية كانوا يسعون لتنفيذها ضد موقع اسرائيلي هناك (وقد وردت تفاصيلها في حلقة سابقة من جعبة ذكرياتي الفلسطينية)، وهي العملية التي سعت الحركة لتنفيذها في عهد النظام السوري السابق الذي كان يقوده الدكتور صلاح جديد، الأمين العام لحزب البعث، قبل الاطاحة به من قبل الرئيس حافظ الأسد. كما تبين وجود أسباب أخرى رفض الوسيط الكشف عنها،

ولكني رجحت بيني وبين نفسي، أن مردها ربما كان تفوهي بعبارات منتقدة للرئيس الأسد أثناء تواجدي في أحراج جرش (التي نقل المقاتلون الفلسطينيون اليها بعد حرب أيلول في الأردن بين الفلسطينيين والقوات الأردنية). وكانت عبارتي تلك، تلوم الرئيس حافظ الأسد - الذي كان وزيرا للدفاع في الحكومة، على رفضه تقديم الغطاء الجوي لجيش التحرير الفلسطيني الذي كان يتقدم في شمال الأردن، مما أدى لهزيمة الفلسطينيين. وما لم تعلم به الحكومة السورية الجديدة، أنني قد لمت نفسي على تلك العبارات اللاذعة المنتقدة، وبدلت موقفي بعد حرب عام 1973 التي أبلى فيها الجيش السوري بقيادة حافظ الأسد بلاء حسنا ورائعا، بل وبت بعدها من كبار المدافعين عن الرئيس حافظ الأسد، فكنت أتصدى بالجدال القوي المدافع عن سوريا وعن الرئيس الأسد، في وجه كل من يشكك في صدق وطنيته واخلاصه للقضية الفلسطينية بعد قيادته المذهلة للجيش السوري في تلك الحرب، والتي قيل أن الجيس السوري قد وصل خلالها الى مشارف مدينة صفد، ولم يردعه عن الوصول الى قلب الأراضي الفلسطينية، الا ثغرة الدفرسوار في مصر، واتي ادت الى اعلان الرئيس أنور السادات وقف اطلاقا النار من جانب واحد ودون استشارة سوريا، شريكه الرئيس في تلك الحرب، تاركا الجيش السوري في ساحة القتال، يواجه لوحده القوات الاسرائيلية التي عززها جسر جوي أميركي ناقلا لهم السلاح والدبابات.

ومع جهلي بحقيقة الأمر آنئذ، حاولت أن أشرح للمأمور السوري خطورة عودتي، وأن الطريق مرشحة لأن تصبح بين دقيقة وأخرى، ساحة قتال. فاعتذر قائلا بأنه لا يستطيع مخالفة قرار منعي من الدخول رغم تأكيدي له بأنني لا أرغب في البقاء في سوريا، وأن كل همي هو المرور في الأراضي السورية، وأن وجهتي هي الأردن.

وازاء اصراره على الرفض، اقترحت أن يبعث برسالة الى قيادته، تبلغهم استعدادي لأن أن أمر بالأراضي السورية وأنا مكبل بالأغلال، بل ويرافقني جندي سوري حتى وصولي الى الحدود الأردنية. وطلبت منه أن يشرح لقيادته أن الظروف الحالية المرشحة للاشتعال بين لحظة وأخرى، تقتضي السماح لي بالمرور لأسباب انسانية. وبعث فعلا برسالة بذاك المضمون. وبعد ساعة أو أكثر، جاء الرد من دمشق رافضا اقتراحي، مؤكدا أمر منعي من الدخول، أو حتى العبور بالأراضي السورية.

وازاء هذا الاصرار على منعي من الدخول، اقترحت على زوجتي أن تمضي قدما في طريقها الى عمان بمرافقة الشاحنة والأثاث الذي تحمله، على أن أعود أنا الى بيروت سعيا للعودة جوا الى عمان. لكنها رفضت ذلك، مصرة على اصطحابي في عودتي الى الأردن عن طريق مطار بيروت. وهكذا تركنا سائق الشاحنة يمضي وحده في طريق العودة الى عمان، على أن نبحث، أنا وزوجتي على سيارة تقلنا الى بيروت، على أن تكون عودتنا عن طريق جنوب لبنان الطويلة قياسا بطريق شتورة وضهر البيدر، نظرا لخطر اندلاع القتال بين لحظة وأخرى في تلك الطريق القصيرة.

ووجدنا سيارة سرفيس تنوي الذهاب الى بيروت عن طريق جنوب لبنان. وكانت سيدة عجوز قد حجزت لنفسها مقعدا في تلك السيارة، فركبنا فيها طالبا من السائق الانطلاق فورا دون انتظار مزيد من الركاب، على أن أدفع أنا أجور كل المقاعد المتبقية في السيارة. وهكذا انطلقت بنا السيارة نحو الجنوب ووجهتها بيروت.

ولكن في احدى القرى الجنوبية، حدث ما لم يكن متوقعا. اذ أوقفنا حاجز لمسلحين تبين أنهم من طائفة السنة وينتمون لجماعة "مرابطون" (كما قدرت)، وهي واحدة من المليشيات التي تقاتل الى جانب الفلسطينيين ضد الكتائب اللبنانية. وطالبنا المسلح باراز هوياتنا. فقدمت له جواز سفري، وعندما قرأ فيه اسمي، صاح موجها كلامه لقائده المتواجد في غرفة مجاورة: "أبو ستيف...عندنا ميشيل... واحد من الركاب اسمه ميشيل"، ورد صوت آمره من الغرفة المجاورة بصوت غاضب: "ولك شو مستني...قوصه". وهنا مد المسلح يده نحوي، وسحبني من سترتي، ودفعني نحو حائط مجاور، ووجه نحوي رشاشه الكلاشينكوف الذي ربما حصل عليه تقدمة من بعض المنظمات الفلسطينية، وفي نيته اطلاق النار علي تنفيذا لقرار "أبو ستيف" الفوري باعدامي، عملا بما كان سائدا آنئذ من قتل على الهوية لمن كان مسيحيا.

وهنا بدأت زوجتي تستغيث طالبة منه التوقف عما يريد فعله، بينما أخذت العجوز التي شاركتنا في رحلتتنا الى بيروت، تضرب على ساقها بيدها وتقول: "راح الرجال...راح". ولكني رغم خوفي وارتعاد فرائصي الذي لم يكن بوسعي تجنبه، أخذ عقلي يعمل - كعادته في لحظات الخطر - يعمل بسرعة كبيرة... بسرعة ألف كيلومتر في الساعة. وبدأت أخاطب المسلح قائلا: "يا أخي انتظر ..لا تتسرع... أنا مسيحي، لكني لست معاديا لكم". وذكرته بأن جورج حبش مسيحي... ونايف حواتمه مسيحي...قسطنطين زريق مسيحي... جورج حاوي مسيحي... وكلهم معكم وفي صفكم، وكثيرون منهم يقاتلون الى جانبكم"... وسكت. ولم يبد ذلك مقنعا له، فسحب الزناد وفي نيته اطلاق النار علي تنفيذا لأوامر "أبو ستيف".

وهنا ازداد عقلي المضطرب خوفا... من سرعته، فعدت أقول للمسلح: " تمهل .. امنحني فرصة لأثبت لك بأنني متعاطف معكم ومعروف لقياداتكم". وسألني :"كيف.. ماذا يثبت لي ذلك". فقلت وقد ظهرت لي بارقة أمل متذكرا الورقة التي أحملها من فتح والتي كانت هي (حركة فتح) ربما من زود المرابطوت بالسلاح الذي يحملونه الآن. فقلت: "لدي ورقة تثبت ذلك. انها في جيبي. دعني أريك اياها". وكأنه خشي أن يكون قولي ذاك مجرد عذر أو خدعة لاخرج شيئا آخر من جيبي (كمسدس مثلا) أغدره به.. فقال مع شيء من التردد: "حسنا.. لكن لا تخرج شيئا آخر من جيبك.. فقط تلك الورقة التي تذكر وجودها معك". ومددت يدي الى جيب سترتي وهو يراقبني بحذر، وأخرجت منها الورقة التي زودني بها الأخ من فتح الذي التقيت به في بيروت قبل مغادرتي لها، وسلمتها له. وقرأها. وهنا انفرجت أساريره فأخذ يصيح مخاطبا رئيسه:" ابو ستيف.. ميشيل طلع صديق..هذا صديق لفتح".... وجاء الرد سريعا من الغرفة المجاورة قائلا: "ولك اوعك تقوصه.. جيبه يشرب شاي معي".

ولكني لم الب دعوته لشرب الشاي، بل قلت معتذرا بأنني على عجلة من أمري للحاق بالطائرة. وغادرنا الموقع على أحر من الجمر في طريقنا الى مطار بيروت لتصادفني هناك مشكلة أخرى. فالطائرة التي ستغادر في الصباح، لا توجد عليها مقاعد فارغة. فالطائرة مكتملة الحجز وهناك أناس على قائمة الانتظار. ولم يكن بوسعي أن أفعل شيئا سووضع اسمي واسم زوجتي على قائمة الانتظار مع آخرين. وهكذا لم يكن أمامنا سوى الجلوس على أحد المقاعد بانتظار ما سيحل بركاب الطائرة.

وكنت عندئذ في غاية التعب من الارهاق ومن الانفعالات العنيفة التي مررت بها سواء على موقع الحدود السوري، أو على موقع حاجز "مرابطون". ووجدت نفسي أستلقي بالمقعد واضعا رأسي على ساق زوجتي، واستغرق في نوم عميق. واستيقظت على صوت أحد الرجال يكلمني مستفسرا عن مشكلتي. وكان مع رجلين آخرين من أعضاء الأمن في حركة فتح، يتفقدون أحوال المطار والمتواجدين فيه. وشرحت لهم ما حدث والمعاناة التي مررت بها وخصوصا على حاجز مرابطون، مبينا لهم بأنه لم ينقذني الا تلك الورقة من أحد زملائهم. وعرضت عليه الورقة، قائلا أن المشكلة الآن في عدم توفر مقاعد على الطائرة. فقال "توكل على الله...سأرى ماذا يمكنني فعله في هذا الشأن". وغاب عني بعض الوقت، ثم عاد ليقول أن الطائرة كل مقاعدها محجوزة فعلا. "لكني أقنعتهم بأن ينقلوا اسميكما من ذيل قائمة الانتظار، ليضعوها على رأس القائمة. وهذا يعني أن لكم فرصة أوفر في السفر خصوصا وأن الأحوال الأمنية التي تجددت اليوم، ربما ستؤدي ببعض من حجز مقعده، للامتناع عن السفر. وهذا ما حصل فعلا، اذ توفرت لنا المقاعد، فغادرنا أخيرا الى عمان بعد عناء طويل، ومغامرة كادت تؤدي بي بشكل مبكر.... الى عالم الآخرة.

وها أنا ان في الثمانين من عمري، وما زلت على قيد الحياة، وأدافع بحرارة عن سوريا... لا عن رئيسها بالضرورة، بل دفاعا عن حق شعبها في اختيار رئيسه، ليقود دولة ينبغي أن تظل علمانية تقدمية، (وليست داعشية أو سلفية)، وتعيش فيها كافة الطوائف والاثنيات دون تفرقة بين طائفة وأخرى، أو بين عربي وكردي ودرزي، ممن يشكلون مجموع كوكتيل الشعب السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح