الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الدعوة والسنوات العشر,نهاية حكاية .

مشتاق جباري
كاتب

2016 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


سنوات متعاقبة على رأس الحكم في العراق اعطت حزب الدعوة الاسلامي,مجالا كبيرآ للهيمنة والتمدد المالي المحكم, والتعدد في العناوين الفرعية للحزب جذب معه الرغبة في الاحتفاظ بالمزيد من المكتسبات,الامر الواضح ان سوء استخدام السلطة ,وسوء الادارة ,اديا الى استغلال المال العام من قبل المنضوين تحت ظل الحزب الاقوى في الساحة , ومن قوى اخرى مشاركة استغلت ضعف الاداء الحكومي المتمثل برئيس مجلس الوزراء,وهي احد اهم اسباب فقدان الحزب جماهيريته التي اكتسبها في ظل ظروف معينة,ومع عدم وجود قاعدة برلمانية فاعلة,وتأثرالبلاد بعوامل اقليمية ودولية,فرض الواقع المأزوم قواعد لعبته السياسية المفضلة التي تكاد تكون ثابتة على القوى الاخرى التي انضوت تحت ظل كياناتها وطوائفها بحثآ عن مكتسبات انية دون العمل على انضاج حلول مستقبلية فاعلة .ان وجود حركات الاسلام السياسي المعارضة لحزب الدعوة داخل التحالف الشيعي مثل المجلس الاعلى والتيار الصدري ساهم بشكل كبير في ابعاد رئيس الوزراء السابق,والضغط على رئيس الوزراء الحالي,ومع وجود معارضة داخل التحالف الوطني يشعر الحزب انه بات محاصرآ من قبل حلفاءه ,وهذه المعارضة تحولت الى حراك جماهيري كبير,ويتميز مقتدى الصدر الذي تبنى هذا الحراك بأنه رجل لايتأثر كثيرآ بألعوامل الخارجية التي تجعله يغادر المنطقة التي اختارالانطلاق منها,وهو يتمتع بديناميكية عالية في التعامل مع الملفات المختلفة رغم عدم امتلاكه عمقآ معرفيآ جيدآ للسياسة وتقلباتها,ويتمتع حليفه زعيم المجلس الاسلامي الاعلى عمار الحكيم بمعرفة سياسية جعلته اكثر قدرة على قراءة الواقع وتحديد ما يلزم, وله رؤيته التي قدم من خلالها مقارباته المقترحة.وقد تكونت نتيجة الممارسة الخاطئة للحكم والادارة مافيات خطيرة نخرت جسد الدولة وادت لحدوث خلل بنيوي,وارتباك في النظام العام,ورغم السعي للعمل بمفاهيم مثل التعددية وحقوق الانسان ودولة المواطن والمجتمع المدني الاانها محاولات محدودة تدور ضمن محاولات البقاء ضمن دائرة الدول التي تسعى نحو التقدم دون وجود علامات حقيقية عليه ,وان كان لدى رئيس الوزراء الحالي النوايا الطيبة ,فهي تصطدم بعدم تركه للحزب ,وعدم المساس بأولئك المنتمين اليه من الذين اساؤا استخدام مواقعهم الادارية.وفي دفاع حزب الدعوة عن نفسه امام الاتهامات الكثيرة,يقول قادته ان الظروف القاسية التي احاطت بألعراق ,وحجم التحديات الداخلية والخارجية التي احاطت بألعملية السياسية,وعدم رغبة بعض الشركاء في نجاح الحالة العراقية الجديدة اوصلت البلاد الى هذا الوضع ,ولايعتقد الحزب بفشل تجربته في ادارة الدولة ,وعدم الاعتراف بجزء من الخطأ يعني الاستمرار فيه بنظر العراقيين ,الذين يرون ان التخلص من الموروث السياسي السلبي ,لايكون الا بتغيير القواعد القديمة للادارة ,وتفعيل التنمية,والتخلص من البيروقراطية التي تخفي فسادآ هائلآ.مجموعة المعطيات الراهنة تجعلنا نعتقد ان زمن حزب الدعوة في رئاسة الحكومات العراقية يوشك على الانتهاء وان مرحلة قادمة تتغير فيها قواعد الحكم, يكون فيها رئيس الوزراء القادم من داخل تحالف شيعي الا انه لن يكون من حزب الدعوة هذه المرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر