الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على -الإرهاب -.. عقيدة بوش

أسعد العزوني

2016 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



بداية ..فإن العالم وحتى اللحظة لم يتفق على تعريف "الإرهاب" ، ولا إتفق على معالمه ، لكنها هبة صهيو- أمريكية ، ولدت من رحم جريمة اليهود واليمين الأمريكي في 11 سبتمبر 2001 ، وهدم البرجين وما تلا ذلك ، من أجل توريط أمريكا ، حتى لا تواصل ضغطها على مستدمرة إسرائيل ، للتوصل لحل معقول مع الفلسطينيين.
يقول البروفيسور إيان شابيرو ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة يال الأمريكية ، في كتابه بعنوان "نظرية الإحتواء ..ما وراء الحرب على الإرهاب " ، أن تعريف بوش للحرب على الإرهاب بأنها : "الصراع الأيديولوجي الأخطر في زماننا".
ويظهر شابيرو في كتابه فداحة الخطأ الكامن في قول بوش هذا ، مستندا على الإخفاقات التي طبعت في عهد بوش ، وخاصة في أفغانستان والعراق ، كما تحدث عن بدائل عديدة للحرب على الإرهاب ، لا يؤمن بها سوى العقلانيين ، أما من هم من أتباع الظلامية التي إتبعها الرئيس بوش ، وأمير الظلام بول وولفووتز من مداميك المحافظين الجدد ، فإنهم سيلتقطونها لحرصهم على تحقيق مصالح الكارتيلات الصناعية والأسلحة والنفط وهم روادها بطبيعة الحال.
لا ننكر أن هناك عمليات إرهابية تعرضت لها امريكا مثل : محاولة نسف مركز التجارة العلمي في نيويورك عام 1993 ، وتفجير سفارتي أمريكا في كل من نيروبي ودار السلام وذهب ضحيتهما 259 قتيلا ، وكذلك مهاجمة السفينة الحربية "كول " في اليمن وذهب ضحيته 17 قتيلا ، ولكن أحدا لم يقل أن من فجرهما هي امريكا نفسها لأنها هي صاحبة تنظيم القاعدة ، ولا ننسى بطبيعة الحال جريمة تفجير البرجين في سبتمبر 2001 ، وقد بدأ الأمريكيون يدركون وإن متأخرا أن يهود واليمين الأمريكي هم الذين نفذوها ، وبالتالي لا علاقة للقاعدة بها رغم ان شيخ القاعدة أسامة بن لا دن أعلن مباركته وتأييده ل"الغزوتين"؟؟!!
المحافظون الجدد هم روح الإرهاب ، ومحركه فهم مسيحيون صهيونيون ، لا يريدون لأمريكا أن تضغط على مستدمرة إسرائيل من أجل التوصل لحل مقبول مع الفلسطينيين ، وهم جمهوريون أيضا أصحاب كارتيلات ، وبذلك فإن إدارة المجنون بوش الصغير ، ضربت سرب عصافير بحجر واحد ، إذ أنها ورطت أمريكا في أفغاتنستان وفي العراق ، وفي جبهة أخرى غير محددة المعالم وهي الحرب على الإرهاب التي نحن بصدد الحديث عنها .
هذا على الصعيد الخارجي والتورط الأمريكي الذي لن ينتهي ، أما على الصعيد الداخلي ، فقد جرى التضييق على مساحة الحرية والديمقراطية في الداخل ، وهذا ما دفع كتاب افتتاحية في صحيفة "الإيكومونيست " للشكوى من ذلك ، ومعهم بطبيعة الحال الكثير من الصحفيين والإعلاميين والباحثين والمفكرين الأمريكيين .
ونجم عن ذلك أيضا ان تحولت أمريكا إلى شرطي العالم الذي يضرب بعصا من فولاذ ، وسلاحها الحصار والغزو والإحتلال ، وباتت بوارجها وطائراتها تصب الحمم هنا وهناك ، حتى أن احد مصانع الأدوية في السودان لم يسلم من القصف الأمريكي ، وعمدت مؤخرا إلى توصيف جديد لمن لم تنجح في إحتوائهم ، واطلقت عليهم :"محور الشر " ومن ضمنهم العراق وإيران وكوريا الشمالية والسودان ، وهذا ما جعلها تخترع الحروب الوقائية عبر إستلاف المريدين لتغيير النظمة العصية على الإحتواء وفي مقدمتها نظام الرئيس صدام حسين في العراق .
جاءت "عقيدة "بوش هذه وحربها على الإرهاب لتربك العالم وخاصة علمنا العربي المرتبك اصلا ، والمجزأ إلى مزارع فاشلة ، من أجل الإحتواء تطبيقا لنظرية الدبلوماسي المحترف في الجهاز الخارجي جورج كينان ، في مقال له نشر عام 1994 بتوقيع "إكس" في مجلة "فورين أفيرز".
تحالفت أمريكا مع الإسلام السياسي ممثلا بتنظيم القاعدة الإرهابي ، وجاء هذا الإئتلاف في أفغانستان ليعمق الإرهاب ، بعد تحقيق أهدافها في أفغانستان ، وأصبحنا نرى إرهابا عابرا للقارات والوطان ، وها نحن نعيش مرحلة إرهاب داعش العابر للقارات والأوطان أيضا ، ويتنقل هنا وهناك حسب "نسخ لصق ".
لاحظنا بعد ذلك بروز تنطيمات مسلحة خارج نطاق الدولة ، وتبين لنا أن هذا مخطط أمريكي مرسوم ، للإشتباك بين الجيوش الرسمية وهذه التنظيمات ، وحقيقة أن احدا لم يأخذ ذلك على محمل الجد ، إلى أن ظهرت القاعدة ومن نسلها داعش ، وبات الصراع بين هذه التنظيمات وجيوش الدول مسلحا وعميقا كما نرى في اليمن والعراق وسوريا وليبيا .
كانت عقيدة بوش المتصهين الذي إدعى انه سمع أصواتا من السماء ، تأمره بشن الحرب على أفغانستان والعراق ردا على ما اسماه "الإرهاب الإسلامي" ، بدفع واضح من يهود بحر الخزر ، ومع ذلك لم نسمع ان إدارة أمريكية قبل إدارة بوش الصغير ، أقرت قبل عقيدة بوش ، حقها في التدخل عسكريا في أي مكان في العالم ، وأقرب ما تم التوصل إليه هو عقيدة الرئيس مونرو عام 1823 ، التي نادت بحق أمريكا في مقاومة أي توسع إمبريالي أوروبي في العالم الجديد ، وشمل ذلك تصنيف الكرة الغربي ، ولم يتم أخذ عقيدة مونرو على محمل الجد ، وقد فرضت عقيدة بوش على المؤتلفين مع أمريكا مشاركة مالية وإستخبارية في القوات المسلحة أيضا ، ولا شك أن نصيبنا نحن العرب كان إستخباريا وماليا بصورة ملفتة للنظر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. مفاجآت الجولة الثانية!


.. غداة الانتخابات التشريعية.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يقدم ا




.. رغم إصراره.. اجتماع لكبار الديمقراطيين لبحث مستقبل بايدن


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - أبو عبيدة: عززنا القدرات الدفاعية




.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يعلن تقديم استقالته لرئيس الجمهوري