الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات مبكرة

حسين علي الحمداني

2016 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ما يمكن أن نقوله ونحن نرى تزايد ألأزمات في البلد بل سهولة صناعتها بأن هنالك خلل كبير في النظام السياسي العراقي القائم على الشراكة المنبثقة من المحاصصة والمبنية على أسس طائفية وأثنية وعرقية .
ولعل هذه الحالة لم تكن وليدة اليوم بقدر ما إنها باتت ركنا تقوم عليه العملية السياسية في البلد وأثبتت فشلها الصريح، وهذا مؤشر ليس من قبل الشعب،بل من الكثير من النخب السياسية التي تجد بأن الشراكة في صورتها الموجودة حاليا لا تسعى لبناء دولة بل تهدف لتلاشي مفهوم الدولة أمام نمو الهويات الثانوية وتجذرها وتحويل البلد لكانتونات مغلقة.
والنظام السياسي الموجود حاليا هو نظام تقاطعات أكثر مما هو نظام تشاركي،فهنالك تقاطع كبير جدا بين البرلمان والحكومة،بل هنالك تقاطع بين الوزير وكتله البرلمانية، وتقاطع بين قوى سياسية مشاركة في السلطتين التنفيذية والتشريعية ولكل منهم رؤيته للأمور تختلف عن الآخر وفي كل الأحوال الشيء المتفق عليه من أغلبية القوى السياسية هو إبقاء الحال على ما هو عليه أطول فترة ممكنة.
والحالة التي وصلنا إليها اليوم تؤكد إننا نحتاج لعملية أكبر من الإصلاح إلا وهي خيار الانتخابات المبكرة التي كان يجب أن تحصل قبل ستة أشهر من الآن.
لهذا فإن إجراء انتخابات مبكرة يبدو حلا من شأنه أن يزيل الكثير من الغموض عن المشهد السياسي العراقي من جهة، ومن جهة ثانية إجراء دستوري قد يفرز لنا نخب سياسية جديدة ترمي ثوب المحاصصة الطائفية وتعالج مواطن الخلل في مسارات البلد المترنح من وطأة الأزمات المتتالية .
لكن علينا أن نسأل هنا:هل تقبل القوى السياسية الموجودة الآن في العراق خيار الانتخابات المبكرة ؟ بالتأكيد هنالك أطراف عديدة ترفض هذا الخيار لأنه يمثل فيما يمثله نهايتها في العمل السياسي أو على أقل تقدير لا تريد المجازفة بالذهاب لانتخابات مبكرة قد تفقد فيها الكثير مما حصلت عليه الآن.
وبعضها يحاول العودة لما قبل الدستور عبر المطالبة بانتخابات مبكرة تحت إشراف ألأمم المتحدة ، وهو أمر مرفوض،لأن دور ألأمم المتحدة انتهى بولادة الدستور العراقي وتشكيل المفوضية العليا للانتخابات والتي قامت بالإشراف والإدارة لأكثر من انتخابات في السنوات الماضية، وهي جهة موثوق بها من قبل العراقيين.
لهذا فإن خيار الانتخابات المبكرة يجب أن يكون حاضرا بقوة في الفكر السياسي للقوى الموجودة حاليا،وأن الانتخابات المبكرة أحد الخيارات السلمية والمقبولة جدا،خاصة وإن الخيارات الأخرى مرفوضة جملة وتفصيلا لما لها من مخاطر جمة على أمن البلد وسيادته ووحدته التي يستهدفها البعض بين الحين والآخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت